عبدالحليم البراك

مشهد تخيلي لزائر الرياض أكتوبر 2030

الاثنين - 04 ديسمبر 2023

Mon - 04 Dec 2023

من المتوقع أن يطلق في أكتوبر الرياض إكسبو 2030 ، والذي يمتد عدة أشهر، ومن المتوقع أن يجذب عشرات الملايين من الزوار الذين يستهدفون هذا المعرض العالمي كل سنة بحسب اهتماماتهم وأنشطتهم، وقبل هذا التاريخ وتحديدا من الآن وحتى أكتوبر 2030 لن تتحول الرياض وحدها إلى ورشة عمل تجهيزا للحدث العالمي الكبير بل كل مدن المملكة، فما يحدث للرياض سينعكس حتما على جميع المدن السعودية بلا استثناء.

وفي مشهد تخيلي لزائر أجنبي ينزل مطار الملك سلمان المزمع إقامته في الرياض سوف يحصل على صورة بانورامية كبيرة لأحداث كبيرة في السعودية في لحظات متقاربة وتكاد تكون متزامنة في نفس الوقت، ففي الوقت الذي يخطط فيه لزيارة الرياض إكسبو 2030 هو في نفس الوقت سوف يكون سمع عن استعدادات المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 لكنه سيرى بعينيه الإنجازات السعودية لاستضافة المعرض فكأنه يرى في نفس الوقت تحديا مشهودا في استضافة المعرض، وتحديا مأمولا في استضافة المونديال العالمي.

زائر الرياض في ذلك الوقت سيكون قد وافق انطلاق دوري المحترفين السعودي بعدما يكون أمضى ثمان سنوات من التعاقد مع مجموعة كبيرة من كبار لاعبي كرة القدم في العالم وستكون التجربة السعودية في أوج بهجتها فهو لن يحضر فقط المعرض الدولي الكبير بل أكثر من هذا سيحضر مباريات عالمية لم يكن يتخيل أن يحظى بفرصة مشاهدتها في مدينة واحدة، وسيوافق هذا الحدث الكبير استعدادت ترفيهية كبيرة، إذ من المتوقع أيضا أن يكون قريبا من حدث كبير وهو موسم الرياض والذي لا ينتهي عادة إلا قريبا من شهر مارس يعني قريبا هو الآخر من نهاية إكسبو 2030.

ليس هذا فحسب، بل ستجد أن المدن السعودية والسياحة السعودية ستشهد فعاليات كبيرة جدا هي الأخرى، ففي وقت كانت المعارض تقتصر على مدينة واحدة شهيرة، هذه المرة سيكون للزائر فرصة كبيرة للتعرف على السعودية كقارة كبيرة مترامية الأطراف، فمن جدة وفاعلياتها إلى استثمارات البحر الأحمر التي لا تنهي، وستستهدف مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة، الزوار المسلمين أيضا، وإذ يقصد السياح أيضا الجنوب، فإن لهم موعدا آخر مع الأرياف في القصيم وحائل والشمال في الثقافة والتراث والسياحة، ولا شك أن المنطقة الشرقية حكاية أخرى وفرصة أخرى للزائر أيضا، التي تستضيف بطولات عالمية ومناسبات كبيرة.

والذي يبدو أن أجندة الزائر في تلك اللحظات لا وقت فيها للراحة بل ستبدو مزدحمة بكوكبة من الأحداث التي لا تنتهي، ولن تكون العبارة الشهيرة (أين تذهب هذا المساء؟) في السعودية حاضرة، بل ستحضر بدلا منها، (أين ستذهب في هذه الأشهر؟)، أو( أين تذهب في هذا اليوم؟) وسيحضر بدلا منها: (مدد إقامتك حتى لا تفوتك المناسبات!)، أو (يجب أن تعود مرة أخرى حتى تشهد ما قد فاتك!).

يمكننا القول بكل وضوح، إن ورشة العمل السعودية الكبرى في استضافة الأحداث العالمية الكبرى في الرياض، بدأت بالفعل، وأننا كسعوديين سنسابق الزمن في البناء التنموي سواء على مستوى الاستعدادات الحكومية لاستضافة الحدث من بنية تحتية وخدمات وقوة بشرية تدير هذه التظاهرات العالمية الكبرى، أو من خلال القطاع الخاص الذي يواكب هذا الحدث من خلال الاستثمار فيه وإحداث مكاسب عالمية تعود على المملكة بالرفعة، وهنا لا بد من الإشادة بفريق العمل والتخطيط والعمل الذي لا يتوقف بدء من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والعمل الدؤوب من سمو ولي عهد الأمين وفريق العمل معه لتجهيز المملكة بكافة المستويات التنموية والمهنية لاستقبال هذا الحدث الكبيرة حتى تكون السعودية قد أصبح من الاعتياد استضافة مثل هذه التظاهرات العالمية الكبرى!

Halemalbaarrak@