مخطط إسرائيلي يحول غزة إلى جحيم

مراقبون دوليون يحذرون من نظام مثير للجدل يهدد حياة الناس
مراقبون دوليون يحذرون من نظام مثير للجدل يهدد حياة الناس

الأحد - 03 ديسمبر 2023

Sun - 03 Dec 2023




التقسيم الذي أعلنته إسرائيل لغزة                         (مكة)
التقسيم الذي أعلنته إسرائيل لغزة (مكة)
حذر مراقبون وعمال إغاثة دوليون من أن نظام البلوكات الإسرائيلي الجديد بشأن تحذيرات الإخلاء المستهدفة في جنوب غزة، يخاطر بتحويل الحياة في القطاع إلى ما يشبه الجحيم، مما يشكل بدوره خطرا على السكان.

ونقل تقرير عن صحيفة «غارديان» البريطانية أن بعض السكان الذين حشروا في مناطق صغيرة جنوب القطاع، ومعظمهم من النازحين الذين يكافحون من أجل العثور على ما يكفي من الطعام، «إنهم في أوضاع إنسانية صعبة، ولا يعرفون كيف سيتدبرون أمورهم مع اقتراب القتال من مناطقهم».

ولفتوا إلى أن الهروب من القصف يكاد يكون أمرا مستحيلا، فهم محاصرون من جهة البحر، والحدود مع إسرائيل خاضعة للحراسة المشددة، بينما المعبر الحدودي مع مصر مغلق في وجههم.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تستخدم الشبكة الجديدة للإخلاء، حيث جرى تقسيم غزة إلى أكثر من 2300 بلوك صغير، ويمكن الوصول إلى تفاصيل هذا النظام من خلال رمز الاستجابة السريعة (الباركود) الموجود على المنشورات الورقية التي ينشرها الجيش، أو وصورها الموجودة وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الناس في غزة إنهم يعيشون حالة من الخوف والارتباك، فبعد أسابيع من القصف والحصار، لم يعد لدى معظم الناس سوى القليل من الكهرباء لشحن الهواتف والأجهزة الأخرى، وحتى بالنسبة لأولئك الذين يمكنهم الاتصال بالإنترنت، ينهار نظام الاتصالات بانتظام.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى أن هذا يعني أن السكان ليس لديهم طريقة موثوقة لمعرفة خريطة التنقل، وأضاف «يقال إن الخريطة تهدف إلى تسهيل أوامر إخلاء مناطق محددة قبل استهدافها، بيد أن المناشير لا تحدد المكان الذي يجب إجلاء الأشخاص إليه، ومن غير الواضح كيف سيتمكن سكان غزة من الوصول إلى الخريطة دون كهرباء وفي ظل الانقطاع المتكرر للاتصالات».

واستخدم الجيش الإسرائيلي نظام الشبكة للمرة الأولى للإعلان عن تحذيرات الإخلاء عبر الإنترنت، عبر المتحدث باسمه للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، لكن بعض المناطق المظللة المحددة للإخلاء لم تتوافق بشكل كامل مع المربعات المرقمة التي ذكرها، وفق «غارديان».

وقال إن الأرقام الموجودة في الخريطة تمثل الأحياء السكنية، وقد يطلب من سكان حي معين إخلاؤه والتوجه إلى حي آخر، وأضاف أن كل رقم يدل على أحد الأحياء المعروفة لدى سكانها، مشددا على أن الهدف من ذلك هو منع حصول إجلاء لمساحات بعيدة، وأن يكون النزوح من حي إلى آخر ولفترات موقتة.

وأشار أيضا إلى أن إسرائيل لا تطلب من سكان غزة مغادرة القطاع بل مغادرة الأماكن التي تجري فيها عمليات عسكرية، وإخلاء مناطق القتال، ليتم التمييز بين المدنيين والمسلحين.

وزادت المنشورات الإسرائيلية الأخرى التي أسقطت على غزة من الارتباك، من خلال تجنب الحديث عن نظام الشبكة والحث على الإخلاء من مناطق أوسع.

وتشير جماعات الإغاثة إلى أن ذلك يترك المدنيين في غزة يحاولون اتخاذ قرارات الحياة أو الموت دون الحصول على معلومات أساسية.

وقال مدير المناصرة في جمعية العون الطبي للفلسطينيين الخيرية (ماب)، روهان تالبوت «الاتصالات تزداد صعوبة، وهذه الخريطة لن توفر للفلسطينيين الحماية التي هي من حقهم بموجب القانون الدولي»، وزاد «إنها أشبه بـ(لعبة بوارج حرب) مروعة، حيث يترك المدنيون المذعورون يخمنون أي مربع سينقذ حياتهم».