التبرعات الذكية!
الأحد - 03 ديسمبر 2023
Sun - 03 Dec 2023
لا شك أن القطاع الثالث هو الرهان القادم للارتقاء بمفهوم تفعيل مبدأ الـ(CSR)، أي مفهوم المسؤولية المجتمعية للشركات والمنظمات، والحقيقة أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وأذرعتها المساعدة كهيئة الأوقاف والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بدأت في حلحلة الأفكار البالية والطريقة التقليدية المقيتة، وهذا يحسب لهم.
وكنت قد قرأت صدفة في حساب مركز تنمية القطاع غير الربحي عن برنامج بعنوان (قدراتك مستقبلنا) وهو برنامج لبناء قدرات القيادات والعاملين في القطاع غير الربحي، وهذا الفكر هو ما نحتاجه حقيقة وهو ما يواكب تأهيل الكوادر والخروج من بوتقة المدرسة القديمة التي كانت تجامل بتوظيف العاملين في القطاع الخيري حتى لو كان الموظف لايملك التأهيل ولا العلم ولا الخبرة ولا الحد الأدنى من التأهيل المهني أحيانا!.
الحقيقة أن بعض الجمعيات المتميزة كانت رائدة في ذلك، فاستقطبت الكفاءات من خارج القطاع وطعمتها في الهيكل التشغيلي للمنظمة فكانت النتيجة أرقاما باهرة وتميزا في التشغيل بل وتفوقا بلغة الأرقام، ولعلي أضرب مثالا واحدا لجمعية عرفتها صدفة منذ سنوات، بالصدفة البحتة حضرت مؤتمرا صحفيا للجمعية وكنت أتوقع أن أجد كلاما ممجوجا (كعادة هذه المناسبات المتعلقة بالجمعيات)، لكن لفت نظري العمل المنظم والتحدث بلغة الأرقام والشمولية في الطرح، ثم دفعني فضولي بعد المؤتمر الصحفي لأتعرف أكثر على مدير الجمعية وكانت من اللحظات التي أذكرها حتى اليوم، فقد وجدت أمامي شخصية شابة (آنذاك) مفعم بالعلم ويشع معرفة ويتحدث بلغة (نحن) ويقود فريقا من الشباب الرائعين انعكس ذلك على عملهم وأصبح ظاهرا بلا غشاء، كان هذا المدير هو محمد آل رضي الذي تشرفت بمعرفته حقا وكنت بين فينة وأخرى أزداد فخرا به وأنا أرى جمعية المودة للتنمية تكبر أكثر وأكثر، ويتضاعف فخري حين يتم إسناد مشاريع عملاقة للتشغيل وهذا يمثل ثقة حقيقية ترجمتها نتائج الأفعال لا الأقوال.
حينها عرفت معنى أن تكون التبرعات الذكية أحيانا أهم من دفع المال لمجرد الصدقة! بل استقطاب الكفاءات الحقيقية سيتحول لإثراء حقيقي للقطاع يترجم كلغة أعمال ونتائج ملموسة يستفيد منها جميع الأطراف وأهم هذه الأطراف ورأس ماله هو (المستفيد النهائي).
أختم بنصيحة من القلب لبعض الجمعيات التقليدية فأقول لهم «لا ضير ولا عيب من استنساخ التجارب الناجحة فالهدف سام والمستحقون يستحقون، وعاشت بلادي».
bassam_fatiny@
وكنت قد قرأت صدفة في حساب مركز تنمية القطاع غير الربحي عن برنامج بعنوان (قدراتك مستقبلنا) وهو برنامج لبناء قدرات القيادات والعاملين في القطاع غير الربحي، وهذا الفكر هو ما نحتاجه حقيقة وهو ما يواكب تأهيل الكوادر والخروج من بوتقة المدرسة القديمة التي كانت تجامل بتوظيف العاملين في القطاع الخيري حتى لو كان الموظف لايملك التأهيل ولا العلم ولا الخبرة ولا الحد الأدنى من التأهيل المهني أحيانا!.
الحقيقة أن بعض الجمعيات المتميزة كانت رائدة في ذلك، فاستقطبت الكفاءات من خارج القطاع وطعمتها في الهيكل التشغيلي للمنظمة فكانت النتيجة أرقاما باهرة وتميزا في التشغيل بل وتفوقا بلغة الأرقام، ولعلي أضرب مثالا واحدا لجمعية عرفتها صدفة منذ سنوات، بالصدفة البحتة حضرت مؤتمرا صحفيا للجمعية وكنت أتوقع أن أجد كلاما ممجوجا (كعادة هذه المناسبات المتعلقة بالجمعيات)، لكن لفت نظري العمل المنظم والتحدث بلغة الأرقام والشمولية في الطرح، ثم دفعني فضولي بعد المؤتمر الصحفي لأتعرف أكثر على مدير الجمعية وكانت من اللحظات التي أذكرها حتى اليوم، فقد وجدت أمامي شخصية شابة (آنذاك) مفعم بالعلم ويشع معرفة ويتحدث بلغة (نحن) ويقود فريقا من الشباب الرائعين انعكس ذلك على عملهم وأصبح ظاهرا بلا غشاء، كان هذا المدير هو محمد آل رضي الذي تشرفت بمعرفته حقا وكنت بين فينة وأخرى أزداد فخرا به وأنا أرى جمعية المودة للتنمية تكبر أكثر وأكثر، ويتضاعف فخري حين يتم إسناد مشاريع عملاقة للتشغيل وهذا يمثل ثقة حقيقية ترجمتها نتائج الأفعال لا الأقوال.
حينها عرفت معنى أن تكون التبرعات الذكية أحيانا أهم من دفع المال لمجرد الصدقة! بل استقطاب الكفاءات الحقيقية سيتحول لإثراء حقيقي للقطاع يترجم كلغة أعمال ونتائج ملموسة يستفيد منها جميع الأطراف وأهم هذه الأطراف ورأس ماله هو (المستفيد النهائي).
أختم بنصيحة من القلب لبعض الجمعيات التقليدية فأقول لهم «لا ضير ولا عيب من استنساخ التجارب الناجحة فالهدف سام والمستحقون يستحقون، وعاشت بلادي».
bassam_fatiny@