غزة تتوجع بعد انهيار الهدنة

240 شهيدا خلال ساعات .. ومنع المساعدات عن القطاع المحاصر بعد اعتداءات إسرائيلية غاشمة
240 شهيدا خلال ساعات .. ومنع المساعدات عن القطاع المحاصر بعد اعتداءات إسرائيلية غاشمة

السبت - 02 ديسمبر 2023

Sat - 02 Dec 2023

زادت الأوجاع في قطاع غزة المحاصر مع انهيار الهدنة، واستئناف الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، باستشهاد 240 فلسطينيا خلال 24 ساعة الماضية، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في بيان، إن عدد الجرحى وصل إلى 650 شخصا.

وانهارت الهدنة الموقتة التي استمرت أسبوعا، بعد خلافات بشأن الدفعات الجديدة للإفراج عن المحتجزين في غزة، وذكرت مصادر فلسطينية أن إسرائيل شنت هجمات ليلية مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وسط تركيز على الأطراف الشرقية لمدينة خان يونس.

وبدا جيش الاحتلال التحضير لغزو بري يستهدف شرق خان يونس، حيث كثف إسقاط منشورات تحذر السكان فيها بالإخلاء وترك منازلهم.

منع المساعدات
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن السلطات الإسرائيلية أبلغت المنظمات والجهات العاملة في معبر رفح البري، بمنع دخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إسرائيل تواصل «حرب الإبادة» التي خلفت حتى الآن أكثر من 16 ألف شهيد منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينهم أكثر من 6150 طفلا، وأكثر من4 آلاف امرأة.

وذكر المكتب الإعلامي أنه لا يزال قرابة 6500 مفقود، إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولا، إضافة إلى قرابة 37 ألف إصابة.

وأشار إلى «توقف عجلة الحياة تماما في قطاع غزة والمرافق الحيوية، مثل المخابز ومحطات تعبئة المياه ومحطات تشغيل الآبار، ومضخات الصرف الصحي ومضخات مياه الأمطار وغيرها، وبشكل غير مسبوق».

تجويع الفلسطينيين
نبه المكتب الإعلامي، إلى أن ما يصل من مساعدات إنسانية لا يلبي 1% من الحاجة الكبيرة والهائلة لأهالي قطاع غزة، محذرا من أن سكان غزة «يتعرضون إلى سياسة تجويع وتعطيش مقصودة وممنهجة، وهو ما ينذر بوقوع مجاعة كبرى بالتزامن مع النقص الحاد في الغذاء والخبز والماء».

وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن موجة ضخمة من الاعتداءات في جنوب قطاع غزة، أمس. وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن «معارك برية واسعة النطاق» اندلعت في وقت مبكر من صباح أمس حول مدينة خان يونس، في الجزء الجنوبي من القطاع.

وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال أسقط منشورات في مدينة خان يونس، تدعو السكان إلى الفرار إلى رفح في الجنوب. كما وردت أنباء عن هجمات على رفح، وتم استئناف القتال الجمعة بعد وقف إطلاق نار استمر 7 أيام.

وتزعم إسرائيل أن حماس انتهكت شروط الاتفاق، بإطلاق صواريخ باتجاه أراضيها خلال الليل، ودوت صفارات الإنذار في البلدات جنوب إسرائيل بالقرب من غزة بعد ظهر الجمعة.

برا وبحرا
عادت المشاهد المأساوية إلى غزة، بعد أن بدد القصف الإسرائيلي 7 أيام من الهدوء في القطاع، وأعاد إليه مشاهد الركام والمنازل المدمرة وسيارات الإسعاف، التي تهرع لنجدة المصابين ونقل القتلى الذين سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد انهيار الهدنة.

وقال الدفاع المدني بغزة، إنه يحتاج بشكل عاجل لآليات للاستمرار في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مضيفا: «لم نستطع انتشال جثث في محيط مستشفيات القدس والرنتيسي والنصر بمدينة غزة».

فيما أكد مدير مستشفى العودة شمال غزة، أن لديهم عجزا كبيرا في توافر وحدات الدم لإنقاذ الجرحى.

وأفاد إعلام فلسطيني، بأن زوارق حربية إسرائيلية تكثف قصفها لساحل خان يونس، كما أشار إلى أن الغارات الإسرائيلية تستهدف شرقي المغازي ودير البلح وسط القطاع، ولم يترك طيران الاحتلال ولا المدفعية منطقة في قطاع غزة دون قصف، لكن النصيب الأكبر منذ إعلان إسرائيل عودتها لقصف القطاع كان لخان يونس ورفح، محافظتي الجنوب اللتين تطالب إسرائيل سكانهما - وجلهم نازحون - بالنزوح مجددا.

اشتباكات ضارية
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن الطائرات الإسرائيلية واصلت شن سلسلة غارات وصفتها بالعنيفة على منازل المواطنين في منطقتي الشيخ نصر وبني سهيلا، وأن الشظايا وصلت إلى مدرسة تابعة لوكالة الأونروا تؤوي مئات النازحين، وحسب الوكالة، فإن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق الزراعية الشرقية لمدينة خان يونس.

في المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، إنها قصفت تجمعات للقوات الإسرائيلية في مدينة غزة، في حين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية بالمدينة.

وانهارت الهدنة فجأة صباح الجمعة مثلما بدأت فجأة، بعد 48 يوما من القتال، إذ توصل الطرفان بوساطة قطرية مصرية أميركية إلى هدنة امتدت 7 حصلت خلالها إسرائيل على أكثر من 100 من المحتجزين في غزة، وأفرجت في المقابل عن مئات السجناء الفلسطينيين لديها.

صرخة أممية
في صرخة أممية، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» استشهاد المئات منذ استئناف الأعمال العدائية في قطاع غزة، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث: «إن الهدنة الموقتة قدمت لمحة عما يمكن أن يحدث عندما تصمت الأسلحة»، داعيا إلى الحفاظ على التقدم المحرز في وصول المساعدات، وحماية المدنيين والبنية التحتية، والحاجة إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين دون قيد أو شرط، ووقف إطلاق نار إنساني ووقف القتال».

وأضاف: «إنه منذ استئناف العمليات العسكرية لم تدخل أي قوافل مساعدات أو وقود إلى قطاع غزة، وبقيت قوافل المساعدات المساعدة لدخول غزة على الجانب المصري من الحدود، وتوقفت العمليات الإنسانية داخل غزة إلى حد كبير، باستثناء الخدمات داخل ملاجئ «الأونروا»، والتوزيع المحدود للدقيق في المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، كما توقفت عمليات إجلاء الجرحى، وعودة سكان غزة العالقين في مصر».

ضحايا غزة
  • 240 شهيدا في 24 ساعة
  • 650 مصابا في 24 ساعة
  • 16,000 ألف شهيد
  • 6150 طفلا شهيدا
  • 4150 امرأة شهيدة
  • 6500 مفقود