ماجد بن نويصر

القضاء على حماس وتنصيب السلطة الفلسطينية، الملف الجديد للشرق الأوسط

الأربعاء - 29 نوفمبر 2023

Wed - 29 Nov 2023


منذ استيلاء حركة حماس على إدارة قطاع غزة في عام 2007، كانت العلاقات بين حماس والسلطة الفلسطينية متوترة، وهو ما أعقبه حالة من التوتر الإقليمي والدولي. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت هناك تقارير عن خطة محتملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لإنهاء سيطرة حماس على القطاع وتسليم الإدارة إلى السلطة الفلسطينية.

من الصعب الحصول على تفاصيل كاملة وموثوقة حول الخطة المحتملة، كما أن العديد من الجوانب قد تكون محل نقاش أو تغيير.

تكمن التحديات المتعددة للخطة المحتملة في عدة مجالات.

أولا، حماس لديها قاعدة شعبية قوية وهيكل عسكري متين في غزة، وهي قد تقاوم بشدة أي محاولة لإزالتها من السلطة.

ثانيا، السلطة الفلسطينية تعاني من مشاكل داخلية وانعدام شعبية، وهذا قد يعيق قدرتها على استعادة السلطة في غزة.

ثالثا، الدول العربية والإسلامية الأخرى قد تنظر إلى هذه الخطة كتدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين.

رابعا، قطاع غزة يعاني من العديد من الأزمات الإنسانية، بما في ذلك الفقر الشديد وانعدام الأمن الغذائي ونقص في الرعاية الصحية، وهذا يعني أن الأولوية قد تكون لتحسين الظروف المعيشية للسكان.

ومع ذلك، فإن إزالة حماس من السلطة في غزة واستعادة السلطة الفلسطينية، هو الهدف الذي يتوافق مع الرغبات الرسمية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولتحقيق ذلك هناك عدة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار، منها على سبيل المثال:
- يتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل تعزيز التعاون الأمني وتعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على مكافحة الإرهاب والتطرف.
يشمل ذلك تدريب قوات الأمن الفلسطينية وتزويدها بالمعدات والموارد الضرورية للحفاظ على الأمن والنظام في قطاع غزة.

- تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل تحديات أمنية من حماس ومنظمات أخرى في المنطقة.
على الرغم من جهود القضاء على حماس، فإنها لا تزال تحتفظ بتأييدها في قطاع غزة وتستمر في تنفيذ أنشطتها المسلحة.

- يجب أن يكون هناك توافق داخلي وخارجي بين الأطراف المعنية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة وإسرائيل.
يجب أن تكون هناك استعدادات جادة للمفاوضات وحوارات مستدامة لتحقيق التوافق وتنفيذ الخطة بنجاح.

- يجب أن تتضمن الخطة مساعدات اقتصادية كبيرة لإعادة إعمار قطاع غزة وتحسين ظروف المعيشة للسكان.
يجب أيضا التركيز على توفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية للمساهمة في الاستقرار والازدهار المستدام.

- يجب أن تركز الخطة على دعم الاقتصاد في قطاع غزة وتوفير فرص العمل وتحسين ظروف المعيشة للسكان المحليين. قد يتضمن ذلك استثمارات أجنبية وتشجيع الشركات الوطنية والدولية على الاستثمار في المنطقة.
كما ينبغي تسهيل حركة البضائع والأفراد ورفع القيود الاقتصادية على قطاع غزة.

- يجب أن تولي الخطة اهتماما كبيرا لتحسين الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية في قطاع غزة. قد تشمل هذه الجوانب توفير التعليم والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والكهرباء بطريقة مستدامة وفعالة.
يجب أن يكون هناك تركيز على تحسين جودة الحياة للسكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

- ينبغي أن يلعب المجتمع الدولي دورا نشطا في دعم وتسهيل هذه الخطة.
يمكن أن تشمل جهود المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية والمالية لقطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز الدعم السياسي لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

- من المهم أن يتم تنفيذ هذه الخطة بروح التعاون والشفافية بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي
يجب أن يكون للخطة رؤية طويلة الأمد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتلبية طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة.

- يمكن أن تشمل الخطط محاولات دبلوماسية لتعزيز العملية السياسية وإعادة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
قد يركز الجهد على إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يضمن إدارة قطاع غزة بشكل شرعي وشامل من قبل السلطة الفلسطينية.

علاوة على ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن أي خطة للتعامل مع حماس وقطاع غزة يجب أن تأخذ في الاعتبار حقوق ومصالح الفلسطينيين في المنطقة.

يجب أن تركز الجهود على تحقيق السلام والعدالة والاستقرار للشعب الفلسطيني بشكل شامل، وليس فقط على إزاحة حماس عن السلطة.

لذا فإن الخطة المحتملة للولايات المتحدة وإسرائيل للقضاء على حماس وتسليم إدارة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية تعكس التوترات الدائمة والمعقدة في المنطقة.

بينما يمكن أن يكون لها مزايا استراتيجية محتملة، فإنها تواجه أيضا العديد من التحديات الكبيرة.

وفي نهاية المطاف، ستحتاج إلى التوافق الإقليمي والدولي، فضلا عن الدعم الشعبي داخل فلسطين، لكي تكون ناجحة.



MBNwaiser@