ياسر عمر سندي

قمة دبي السنوية واستشراف المدن المعرفية

الأربعاء - 29 نوفمبر 2023

Wed - 29 Nov 2023


انطلقت الأسبوع الماضي قمة دبي للمعرفة 2023 بنسختها الثامنة واقعيا وافتراضيا، حيث كان لي الشرف بحضور مختلف جلساتها ومتابعة أحداثها.

تحرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة منذ انطلاقها عام 2007 وفريقها الطموح بقيادة مديرها التنفيذي سعادة جمال بن حويرب على إنتاج النسخ السنوية للملتقيات المعرفية بتجميع الخبرات البشرية المتميزة تحت مظلة واحدة لمناقشة المستجدات المعاصرة لرفع القيمة الإنسانية ووضع البصمة البشرية.

ماذا نريد من قياس جودة التعليم والتدريب والمخرجات البحثية ودور الآلة الاصطناعية والتعامل معها بذكاء لنستشرف المستقبل؟
هذا السؤال تجيب عنه المؤسسة بالتعاون مع برناج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء مؤشر المعرفة العالمي الذي يعتمد مجتمعيا على التعليم قبل الجامعي والتعليم التقني والتدريب المهني والتعليم العالي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبحث والتطوير والابتكار والاقتصاد والسياسة والصحة.

أرى كمتخصص بمجال السلوك التنظيمي والمعرفة أن هذا الاستشراف المستقبلي من خلال أهداف المؤسسة الموضوعة مكن من تجهيز القوافل المعرفية عالميا لتحط رحالها سنويا بمدينة دبي كونها نموذجا معرفيا يحتذى به لنقل التجارب ومواجهة التحديات المستقبلية ووضع الحلول المعرفية.

«مدن المعرفة والثورة الصناعية الخامسة» كان شعار انطلاق القمة التي تضمنت أجندتها العديد من المشاركات الفكرية حول كيفية رسم هوية المدن لتصبح ذكية متوافقة ومتفقة ثقافيا واصطناعيا مع الخبرات والمهارات والإبداعات والتقنيات.

من المحاور المطروحة بناء الغد والتخطيط لإنشاء مدن المعرفة بالتركيز على الاقتصاد القائم على خبرات رأس المال البشري الذي يمتلك المهارة المتخصصة الضمنية والظاهرية للعمل على استدامة المدن وجودتها من خلال دواعم المعرفة ثلاثية القوة «الجامعة والمنظمة والحوكمة» بتفعيل دور العامل البشري والتقني لتطبيق أفضل ممارسات التعلم باحتراف ضمن منظومة عمل تمكن من التطوير المستمر؛ كما تم التركيز على المحور الإعلامي المؤثر لنشر الوعي بالتراكم المعرفي ودمج الآلة المساعدة التي تعين الخبرات البشرية المؤهلة لتوليد المحتوى الإعلامي الجديد.

محور اللغة العربية واعتبارها مشتركا تواصليا أصيلا بالمفردات ويزيد عن سائر اللغات بترجمتها ونشرها باستخدام محركات البحث الاصطناعية؛ كذلك الصحة والتمتع بالعافية أجده محورا هاما تم طرحه بفكرة إدخال الأجهزة المساعدة للكشف عن مكامن الأمراض والتدخل السريع لإجراء العمليات.

محور صراع الأدمغة أراه إضافة بشرية جوهرية لإيجاد الحلول السحرية التي تدعم قيمة الاستخلاف البشري بإعمار الأرض وتنميتها بذكاء؛ فالآلة تزداد قيمتها بالإضافات الإنسانية ومحاكاة القدرات البشرية.

وكما قال عراب المعرفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «المستقبل لا يأتي إلينا بل نحن من نستشرفه ونشكله ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته وتوظيفها لتحقيق التنمية والتطور وبناء اقتصاد قائم على المعرفة».

شكرا مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على قمة الكرم والإنجاز الثري والجهد البشري والعمل المعرفي؛ ونحن ننتظر بشغف النسخة التاسعة من قمة دبي للمعرفة بمشيئة الله تعالى في العام المقبل 2024.


Yos123Omar@