صحة «الطفل» في يومه العالمي
الثلاثاء - 28 نوفمبر 2023
Tue - 28 Nov 2023
قبل أيام شارك المجتمع السعودي دول العالم في يوم الطفل العالمي، وهو يوم يسلط فيه الضوء على أهمية العناية بالطفل وحقوقه الاجتماعية والصحية والتعليمية والتربوية وغيرها التي تجعله في المستقبل شريكا في بناء التنمية بعد أن أصبح شابا يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولله الحمد فإنه في هذا الجانب لم تقصر بلادنا الغالية نحو الطفل السعودي ورعايته بكل جوانب حقوقه فتكفلت بتعليمه وعلاجه ورفاهيته إلى أبعد الحدود.
وبما أن هذه المناسبة مرتبطة بالطفل، فرأيت من المهم أن أتطرق إلى 5 تحديات صحية بدأت تظهر في أطفال مجتمعنا، وهذه الفئة من الأطفال تشكل شريحة مختلفة من الأعمار، إذ إن جميع هذه التحديات الصحية هي «مكتسبة» أي كسبها الطفل من خلال اتباع سلوكيات ونمط غير صحي يعيشه ويتبعه في حياته، وكأنه يوجه الدعوة إلى هذه الأمراض المكتسبة التي يمكن الوقاية منها وعدم التعرض لها؛ لأنها تبدأ بسيطة ومع مرور الزمن تصبح مشكلة وكارثة يعيشها الطفل ويلمسها كل من حوله.
وأول هذه المشاكل عند بعض الأطفال هي السهر لساعات طويلة جدا، غير مدركين خطورة هذا الأمر على نموهم الجسماني، إذ إن النوم المبكر مرتبط صحيا بإفراز هرمون النمو الذي يسهم في تعزيز طول الطفل، بينما السهر يحرمه من الحصول على هذا الهرمون الحيوي لبلوغ الطول، وبالتالي زيادة فرص التعرض لقصر القامة، ومن هنا فإن مسؤولية الأسرة والمجتمع كبيرة في تفهم هذا الجانب وتوجيه أبنائهم بتجنب السهر والنوم مبكرا.
وتتمثل المشكلة الثانية في تزايد ساعات استخدام الأجهزة الالكترونية، إذ توصي جمعية طب الأطفال الأمريكية بتحديد عدد ساعات التعرض لوسائل التكنولوجيا للأطفال كل يوم، وبما لا تزيد على ساعتين للأطفال ما بين 5 – 18 سنة، وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات، يمكن استخدام الشاشة لمدة ساعة يوميا، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 12 سنة، فيجب وضع حدود للوقت الذي يقضيه الطفل في هذا السن في استخدام الأجهزة الذكية وأنواعها، على أن تكون هذه المدة ساعتين فقط في اليوم، والتأكد من أنها لا تحل مكان الحصول على القسط الكافي من النوم.
وثالث هذه المشاكل الإكثار من تناول الأكل غير الصحي وخصوصا الوجبات السريعة وأطعمة الأكياس المغلفة وتحديدا الشيبس والدونات وغيرها التي لا قيمة غذائية لها، بل بالعكس تضر الجسم لاحتوائها على نسب عالية من الدهون والسعرات الحرارية والسكريات، وأيضا الإكثار من تناول المشروبات الغازية ومشروبات الكافيين الأخرى كالقهوة الداكنة، وعدم الاهتمام بتناول الماء والعصائر الطازجة.
أما المشكلة الرابعة فتتمثل في عدم ممارسة أي نشاط رياضي، وهذا بلا شك له انعكاسات خطيرة جدا تبدأ بزيادة الوزن بشكل تدريجي إلى أن تتغير ملامح الطفل ويبدأ ظهور الكرش وصولا إلى مرحلة السمنة والتي تزداد فيها فرص تعرضه لمقدمات السكري ومقاومة الأنسولين، وفي حال عدم استغلاله هذه المرحلة بممارسة الرياضة وتصحيح نمط حياته فإنه يكون عرضة للإصابة بداء السكري النمط الثاني المرتبط بالسمنة وغير المعتمد على الأنسولين بل الحبوب.
والمشكلة الخامسة والأخيرة هي تجاهل أو عدم اهتمام بعض الأطفال طلبة المدارس بتناول وجبة الفطور الصباحي، وهذا من أكبر الأخطاء التي تؤثر على صحة الجسم والتحصيل العلمي، إذ تسهم الوجبة الأولى بعد انقطاع ساعات عن الأكل نتيجة النوم في الحصول على الطاقة اللازمة، وذلك من خلال مد الجسم بالطاقة التي يحتاجها الفرد خلال الصباح، والتي بدورها تعطي إشارة للعقل والجسم، كما تساعد الوجبة في تحسين النظام الغذائي، وتزيد فرصة اكتسابه للفيتامينات في هذه الوجبة بالمقارنة مع الوجبات الأخرى، كما تساعد وجبة الفطور الصباحي في تحسين أداء الطفل في المدرسة بشكل أفضل، فقدرات التركيز عند الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار في المنزل أعلى من الأطفال الآخرين.
أخيرا.. تتضاعف مسؤولية الوالدين في متابعة أطفالهم خلال مرحلة النمو، لكونها مرحلة حيوية ومهمة في حياتهم، فإن أهملت هذه المرحلة في جوانبها الصحية فإن العواقب تكون كبيرة، فنمو الأطفال مرتبط بثلاثة جوانب مهمة هي (النوم الصحي، الأكل الصحي، ممارسة النشاط الرياضي) ، فالأولى أن يتمتع جميع الأطفال بهذه الجوانب الصحية دون أي اختلال.