لبنانيون يرفضون ترك منازلهم المدمرة في الجنوب

الثلاثاء - 28 نوفمبر 2023

Tue - 28 Nov 2023

مزارع أصر على البقاء في جنوب لبنان (مكة)
مزارع أصر على البقاء في جنوب لبنان (مكة)
فيما رفض عدد كبير من سكان بلدات جنوب لبنان ترك منازلهم، اضطر آخرون لترك كل شيء بعد أن طال القصف بيوتهم، وسمحت الهدنة الحالية للبعض بالعودة إلى منازلهم، ليجدوها تحولت أنقاضا.

كثير من سكان البلدة الواقعة على بعد مئات الأمتار فقط من الحدود مع إسرائيل غادروها، بقي بعضهم ممن اعتادوا القصف.

كما تقول سيدة تشتري من محل البقالة الوحيد الذي لا تزال أبوابه مفتوحة، ففي البلدة بقي مخبز واحد ومتجر واحد ومحل بقالة واحد، وكل المحلات المتبقية أغلقت أبوابها، وقد قصد كثيرون من الذين غادروا أقاربهم شمالي البلاد، بعيدا عن قصف الجيش الإسرائيلي. وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.

في مطعم خال من الزبائن يجلس صاحبه مع رجل مسن، قال مبتسما: التعاطف أصبح كبيرا بعد مقتل صحفية ومصور لبنانيين قبل أيام في قصف إسرائيلي، شدد على أنه لن يغادر المكان وقال: «بعض الناس غادروا، فقد أغلقت المتاجر أبوابها، وانقطعت سبل العيش في مجال الزراعة»، ثم أردف: «البعض يبقى لأنه يرغب في الصمود، هذه أرضنا ولن نرحل عنها».

في الجانب الآخر، طفل سوري لاجئ فر من الحرب في بلاده، بل الأحرى ولد لاجئا، فعمره 9 سنوات تقريبا، أي أصغر من عمر الحرب بسوريا، يعيش مع أسرته في بلدة بنت جبيل، يلعب هنا وهناك يراقب المارة.

بعض سكان القرى لم يغادروا أرضهم، إما بسبب مواشيهم أو بسبب قطاف الزيتون.
فموسم الحصاد جاء بتوقيت الحرب نفسه في غزة والتصعيد العسكري في الجنوب.

علي صبرة رجل في بداية الخمسين، يبدو أكبر بكثير من عمره، قصير القامة ممتلئ الجسد يقف بثقة وثبات على الأرض حين يحرك جسده بخفة، يعيش مع أسرته ولم يترك أرضه، حقله ومواشيه في بلدة مجدل سلم التي تبعد مئات الأمتار فقط عن مستوطنة كيرات شمونا الإسرائيلية، الواقعة خلف الحدود، من البلدة الصغيرة يمكن مشاهدة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل.

يطلب المزارع الخمسيني أن ننقل رسالة إلى وزارة الزراعة، بأن أصحاب المواشي بحاجة إلى دعم خلال توفير العلف، بسبب صعوبة النقل الآن نتيجة الأوضاع الأمنية الصعبة، يقول: «حين نسمع أصوات القصف لا نعلم إن كان القصف قد طالهم أم لا»، وحين سألناه عن سبب بقائه هنا رغم خطورة الوضع الأمني عليه وعلى أطفاله، أجاب: «وهل أطفالي أغلى من أرضي؟».