محلل أمريكي: الصين الرابح الأكبر في حرب غزة
أكد أن واشنطن خسرت كثيرا بعدما انحازت للعدوان الإسرائيلي وتعاملت بازدواجية
أكد أن واشنطن خسرت كثيرا بعدما انحازت للعدوان الإسرائيلي وتعاملت بازدواجية
الثلاثاء - 28 نوفمبر 2023
Tue - 28 Nov 2023
انقلبت الأوضاع رأسا على عقب بعدما أصبح العالم في حالة حرب. خسرت أمريكا كثيرا بعدما صارت مستهلكة بسبب عجز أوكرانيا عن التصدي للغزو الروسي لأراضيها، والحرب المنتظر أن تكون طويلة من جانب إسرائيل التي تمارس وحشيتها في غزة، وقد يتسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
في المقابل، أصبحت الصين الرابح الأكبر بعدما قدمت نفسها في صورة وسيط محتمل نزيه وعادل للسلام في الشرق الأوسط وأوروبا، على عكس الولايات المتحدة التي تعد مشعلة لهذه الحروب، تكثف ضغوطها السياسية والعسكرية ضد تايوان واليابان والفلبين. كما أنها تدعم كلا من روسيا وإيران.
ويرى الباحث في معهد أمريكان إنتربرايز للدراسات، المتخصص في الشؤون الآسيوية دان بلومنتال، أنه على المدى القريب ستجد بكين ما يغريها بالقيام بمغامرات عسكرية أكبر، إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة جيدا لهذا العهد الجديد من الصراع العالمي.
عجز أمريكي
في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول بلومنتال، إن الصين تستفيد من الصراع العالمي بطرق عدة. فهي تدعم روسيا وإيران، بينما تحقق نجاحات دعائية دولية في مناطق العالم التي لا تروق لها السياسة الخارجية الغربية. علاوة على ذلك، فإن الصين ترى نفسها أكثر حرية في ممارسة الضغط على جيرانها، في ظل العجز الظاهر في قدرات صناعة السلاح الأمريكية، والقدرات العسكرية الأمريكية بشكل عام.
وفي حين تكافح واشنطن باستراتيجية مشتتة في أوكرانيا، تضمن الصين قدرة روسيا على مواصلة القتال في المستقبل المنظور. وزاد حجم التبادل التجاري بين بكين وموسكو بنسبة 30% خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن يحطم حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين خلال العام الرقم القياسي المسجل في العام الماضي، وكان 190 مليار دولار.
والآن يتجه أكثر من ثلث إجمالي صادرات روسيا من النفط إلى الصين، وهو ما يضمن استمرار التدفقات النقدية على الحكومة الروسية لتمويل حربها في أوكرانيا. كما أصبحت الصين لاعبا رئيسا في السوق الاستهلاكية لروسيا، إذ أصبحت سيارة من سيارتين تباع في روسيا صينية الصنع.
استراتيجية هجومية
تتحدث التقارير عن مساعدة الصين لإيران في تطوير طائراتها المسيرة بدون طيار وتصديرها إلى روسيا، وتنظر الصين إلى روسيا باعتبارها شريكا مخلصا في مشروعها الوطني لمواجهة التحالف الأمريكي وإقامة نظام عالمي بديل. ولذلك أصبح انتصار روسيا في حربها في أوكرانيا أولوية قصوى للصين.
في الوقت نفسه، تتحرك إيران نحو استراتيجية أكثر هجومية، وتعزز «محور المقاومة» في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تنفذ فيه التنظيمات الحليفة لطهران هجمات ضد القوات الأمريكية وحليفتها الإسرائيلية في المنطقة.
وبفضل المساعدة الصينية يمكن لإيران مواصلة تمويل استراتيجيتها فترة من الوقت، وبمساعدة الصين انضمت إيران رسميا إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهو تكتل أمني تقوده الصين وروسيا. كما تنمو العلاقات العسكرية بين بكين وطهران. وأصبح في مقدور إيران الاعتماد على الصين كصمام أمان اقتصادي.
حملات إكراه
رفضت الصين إدانة حماس، واعتبرت إسرائيل الطرف المعتدي في الصراع، في حين تنتقد الدعم الأمريكي. كما سمحت الصين بنشر محتوى معاد لإسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها، في الوقت الذي فرضت فيه غالب منصات التواصل الاجتماعي الغربية قيودا صارمة على أي محتوى مناوئ لإسرائيل.
وهذه الاستراتيجية الصينية حققت نجاحا ملحوظا في كثير من دول العالم غير المنحازة، التي ترى أن الولايات المتحدة منحازة بشدة إلى جانب إسرائيل.
فقد تصاعدت عمليات التحرش الجوي والبحري والسيبراني في تايوان إلى مستويات خطرة، وأخيرا تصاعد التوتر مع الفلبين، إذ تدخل حرس السواحل الصيني والتشكيلات البحرية شبه العسكرية الصينية، لمنع حرس السواحل والقوات الفلبينية من التحرك.
موقف ضعيف
يقول دان بومنتال الذي عمل مستشارا للحكومة الأمريكية في شؤون شرق آسيا لأكثر من 10 سنوات، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسلت حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريجان من اليابان إلى الفلبين، كي تعزز تعهدها بالدفاع عنها.
لكن نشر هذه الحاملة لا يكفي كي يردع بكين. كما أن الولايات المتحدة تبدو في موقف أضعف بسبب تشتيت قدراتها العسكرية بصورة مبالغ فيها، مع تراجع الطاقة الإنتاجية للصناعات العسكرية الأمريكية.
كيف استفادت الصين؟
في المقابل، أصبحت الصين الرابح الأكبر بعدما قدمت نفسها في صورة وسيط محتمل نزيه وعادل للسلام في الشرق الأوسط وأوروبا، على عكس الولايات المتحدة التي تعد مشعلة لهذه الحروب، تكثف ضغوطها السياسية والعسكرية ضد تايوان واليابان والفلبين. كما أنها تدعم كلا من روسيا وإيران.
ويرى الباحث في معهد أمريكان إنتربرايز للدراسات، المتخصص في الشؤون الآسيوية دان بلومنتال، أنه على المدى القريب ستجد بكين ما يغريها بالقيام بمغامرات عسكرية أكبر، إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة جيدا لهذا العهد الجديد من الصراع العالمي.
عجز أمريكي
في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول بلومنتال، إن الصين تستفيد من الصراع العالمي بطرق عدة. فهي تدعم روسيا وإيران، بينما تحقق نجاحات دعائية دولية في مناطق العالم التي لا تروق لها السياسة الخارجية الغربية. علاوة على ذلك، فإن الصين ترى نفسها أكثر حرية في ممارسة الضغط على جيرانها، في ظل العجز الظاهر في قدرات صناعة السلاح الأمريكية، والقدرات العسكرية الأمريكية بشكل عام.
وفي حين تكافح واشنطن باستراتيجية مشتتة في أوكرانيا، تضمن الصين قدرة روسيا على مواصلة القتال في المستقبل المنظور. وزاد حجم التبادل التجاري بين بكين وموسكو بنسبة 30% خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن يحطم حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين خلال العام الرقم القياسي المسجل في العام الماضي، وكان 190 مليار دولار.
والآن يتجه أكثر من ثلث إجمالي صادرات روسيا من النفط إلى الصين، وهو ما يضمن استمرار التدفقات النقدية على الحكومة الروسية لتمويل حربها في أوكرانيا. كما أصبحت الصين لاعبا رئيسا في السوق الاستهلاكية لروسيا، إذ أصبحت سيارة من سيارتين تباع في روسيا صينية الصنع.
استراتيجية هجومية
تتحدث التقارير عن مساعدة الصين لإيران في تطوير طائراتها المسيرة بدون طيار وتصديرها إلى روسيا، وتنظر الصين إلى روسيا باعتبارها شريكا مخلصا في مشروعها الوطني لمواجهة التحالف الأمريكي وإقامة نظام عالمي بديل. ولذلك أصبح انتصار روسيا في حربها في أوكرانيا أولوية قصوى للصين.
في الوقت نفسه، تتحرك إيران نحو استراتيجية أكثر هجومية، وتعزز «محور المقاومة» في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تنفذ فيه التنظيمات الحليفة لطهران هجمات ضد القوات الأمريكية وحليفتها الإسرائيلية في المنطقة.
وبفضل المساعدة الصينية يمكن لإيران مواصلة تمويل استراتيجيتها فترة من الوقت، وبمساعدة الصين انضمت إيران رسميا إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهو تكتل أمني تقوده الصين وروسيا. كما تنمو العلاقات العسكرية بين بكين وطهران. وأصبح في مقدور إيران الاعتماد على الصين كصمام أمان اقتصادي.
حملات إكراه
رفضت الصين إدانة حماس، واعتبرت إسرائيل الطرف المعتدي في الصراع، في حين تنتقد الدعم الأمريكي. كما سمحت الصين بنشر محتوى معاد لإسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها، في الوقت الذي فرضت فيه غالب منصات التواصل الاجتماعي الغربية قيودا صارمة على أي محتوى مناوئ لإسرائيل.
وهذه الاستراتيجية الصينية حققت نجاحا ملحوظا في كثير من دول العالم غير المنحازة، التي ترى أن الولايات المتحدة منحازة بشدة إلى جانب إسرائيل.
فقد تصاعدت عمليات التحرش الجوي والبحري والسيبراني في تايوان إلى مستويات خطرة، وأخيرا تصاعد التوتر مع الفلبين، إذ تدخل حرس السواحل الصيني والتشكيلات البحرية شبه العسكرية الصينية، لمنع حرس السواحل والقوات الفلبينية من التحرك.
موقف ضعيف
يقول دان بومنتال الذي عمل مستشارا للحكومة الأمريكية في شؤون شرق آسيا لأكثر من 10 سنوات، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسلت حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريجان من اليابان إلى الفلبين، كي تعزز تعهدها بالدفاع عنها.
لكن نشر هذه الحاملة لا يكفي كي يردع بكين. كما أن الولايات المتحدة تبدو في موقف أضعف بسبب تشتيت قدراتها العسكرية بصورة مبالغ فيها، مع تراجع الطاقة الإنتاجية للصناعات العسكرية الأمريكية.
كيف استفادت الصين؟
- استغلت عجز قدرات أمريكا في صناعة السلاح.
- استثمرت انحياز وضعف السياسة الأمريكية.
- دعمت غزة ورفضت إدانة المقاومة الفلسطينية.
- دعمت روسيا وإيران والمحور المناوئ لأمريكا.
- أصبحت أكثر حرية في ممارسة الضغوط على جيرانها.