عبدالمجيد السواس

التواصل الاجتماعي "مع أو ضد" التنمية الاجتماعية؟

الاثنين - 27 نوفمبر 2023

Mon - 27 Nov 2023

صباح جميل حيث كنت أقوم بجميع عاداتي المفيدة وكنت أستمتع بما أنتج خلال وقت فراغي في إجازة نهاية الأسبوع إلى أن عكر مزاجي ما سمعته من خلال أحد منصات التواصل الاجتماعي في هاتف أعز الناس إلى قلبي كنت أستمع إلى تلك العبارات وأقول في نفسي كيف يتقبل هذا الكلام وماهي الفائدة منه وماذا سوف يصبح عليه في المستقبل عند متابعة سماع نفس المحتوى التافه؟.
عندها توشحت قلمي وشمرت عن ساعدي وقررت أن أكتب عن التواصل الاجتماعي؛ لأنه صار أمرا حتميا يجب تحمل مسؤوليته، حيث قام بغزو بيوتنا وأصبح متاحا لأطفالنا.
التواصل الاجتماعي هو وسيلة مهمة وفعالة لنشر المعلومات والآراء والتفاعل مع الآخرين.
ومع ذلك، فإنه يحمل أيضا مخاطر ومسؤوليات كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بنشر العادات السيئة أو المضرة بالصحة أو الأخلاق أو الأمن.
يامن تقوم بنشر العادات السيئة من خلال منصتك لتحصيل مكاسبك الشخصية على حساب تنمية مجتمعك. كن حذرا وتنبه بأن التواصل الاجتماعي يترتب عليه تأثير ممتد كالعدوى، ينتشر بسرعة ويصيب الكثير من الناس بالضرر والمعاناة وقد يصل إلى أقرب الناس لك وعندها سوف تسقهم من كأس السم ذاته الذي صنعته بيديك.
أعزائي القراء من الأمثلة على العادات السيئة الظاهرة والمعروفة لدى الجميع والتي يمكن أن تنتشر عبر التواصل الاجتماعي: التدخين، والمخدرات، والكحول، والعنف، والتطرف، والتنمر، والغش، والسرقة، والنفاق، والكذب، والتشهير، والإساءة إلى الآخرين. هذه العادات تؤثر سلبا على صحة وسلامة وسعادة وتنمية الفرد والمجتمع. كما أنها تخالف قيمنا ومبادئنا وتعاليم ديننا الحنيف.
كما أرجوا منكم التمعن في الخطر الضار بالعقل والتفكير السليم، حيث أصبح هنالك عادات سيئة حديثة قد لا يعلم رب الأسرة بها لعدم ملاحظة تأثيرها على المدى القريب وإنما على المدى البعيد سوف تكون له نتيجة مدمرة على تنمية مجتمعنا.
على سبيل المثال: مشاهدة المقاطع القصيرة ذات المحتوى التافه بكثرة الذي قد ينتج عنه لدى أبنائنا صورة نمطية مركزة في عقلهم الباطن بأنه "ينبغي أن تكون الدروس والمعلومات والنصائح قصيرة وإلا سوف أتجاهل وأصبح بلا تركيز" ويصبح لديهم عدم التحمل وسرعة نفاد الصبر.
لذلك، يجب علينا أن نكون حذرين وواعين بما ننشر ونتلقى من خلال التواصل الاجتماعي، وأن نتحلى بالمسؤولية والأخلاق والحكمة في استخدامه. ويجب أن نتجنب نشر أو متابعة أو مشاركة أو تشجيع العادات السيئة، وأن نحاربها بالعلم والحجة والموعظة الحسنة.
ويجب أن نسعى إلى نشر العادات الحسنة والمفيدة، مثل القراءة، والرياضة، والتعلم، وعمل المبادرات والتطوع عبر منصة العمل التطوعي، والتسامح، والاحترام، والصدق، والعدل، والرحمة. هذه العادات تؤثر إيجابا على صحة وسلامة وسعادة وتنمية الفرد والمجتمع. كما أنها تتفق مع قيمنا ومبادئنا وتعاليم ديننا الحنيف.
إن نشر العادات الحسنة من خلال التواصل الاجتماعي يترتب عليه تأثير ممتد كالعدوى أيضا، لكنها عدوى خير وبركة، تنتشر بسرعة وتصيب الكثير من الناس بالنفع والسرور والرضا. وهذا هو الهدف الذي نسعى إليه جميعا، والذي يخدم مصلحة الوطن ومملكتنا الغالية.
فلنكن دعاة للخير ومتجنبين للشر، ولنستخدم التواصل الاجتماعي بحكمة ووعي ومسؤولية ولنفترض بأن الهاتف هو عبارة عن متجر يحتوي على العديد من المحتوى المفيد على صورة مواد غذائية وينبغي أن نختار الأفضل لإطعام عقول أطفالنا وبناء صور نمطية جيدة وهادفة في عقلهم الباطن حتى تكون موجدة وحاضرة دائما عندما يحتاجها ويستدعيها عقلهم الواعي المفكر لحل جميع الأمور "على الأقل" بالطريقة الصحيحة.
يا أبناء جبل طويق إني أطمح وأرجو أن يكون هدفنا ليس "على الأقل" وغنما خلق عقول نقية مفكرة ومبدعة وهذا لا يمكن للمدرسة وحدها أن تصنعه وإنما كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
اختم مقالتي بهذه العبارة "أقذر أنواع النرجسية والأنانية هي تقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن".