فهد عبدالله

مفهوم أفضل الممارسات

الاحد - 26 نوفمبر 2023

Sun - 26 Nov 2023


عندما يكون هناك رغبة وهدف لتأسيس باقة أعمال جديدة أو تغيير شيء من معالم العمل المؤسسي يلوح في أفق وأروقة المنظمات والشركات مفهوم له في الأغلب أبعاد جميلة على مستوى التحسين المستمر والفعالية وهو مفهوم أفضل الممارسات (Best Practices) وهو باختصار بأن يتم التعرف على أفضل الممارسات والتقنيات أو بما يعرف بالكيف التشغيلي (Know How) لدى المنظمات والشركات المثيلة محليا أو إقليميا أو عالميا والمتميزة في جانب ما من أجل التطوير والمحاكاة والابتداء من حيث انتهى الآخرون في التميز والكفاءة التشغيلية.

الذائقة العملية الجديدة في المنظمات التي تؤمن من صميم فؤادها الاستراتيجي بأن التحسين المستمر هو حجر زاوية نهضتها واستمراريتها أخرجت هذا المفهوم عن إطاره القديم وكأنه نوع من الأعمال التطوعية التي تقدمها الشركات كأحد أوجه العمل الاجتماعي والتعاوني مع المنظمات الأخرى، وأصبحت تضع قالبا تنظيميا لهذا النوع من المفاهيم للتأكد أولا من الاستفادة المثلى من أفضل الممارسات والأمر الآخر التنظيم الكلي للمعلومات الواردة والصادرة في هذا الشأن.

لتطبيق مثالي لمفهوم أفضل الممارسات هناك سبع مشاهدات، من خلال القراءة والانخراط في مثل هذه الأعمال وجدت أنها ترتقي بأن يكتب لها هذا المقال، أرجو أن يكون فيها الإضافة والنفع للقارئ الكريم:
1 - قبل إجراء عمليات المسح لأفضل الممارسات في الشركات المثيلة لابد من الانهماك في عمل الواجبات المطلوبة والتي تدور حول ما هو الواقع التفصيلي الحالي للمنظمة التي أنتمي لها في الجانب المراد البحث فيه، عدم وجود معرفة تفصيلية للواقع التنظيمي بالتأكيد سيجعل المقارنات عرجاء ويقلل من جودة هذا المسح المعرفي، عندما تكون المعرفة مكتملة لديك في الواقع التنظيمي للشركة التي تنتمي لها سيكون من السهل عليك التقييم للممارسات الأخرى ومدى قرب أو بعد ممارسات المنظمة من الحالة الراشدة للمنظمات.

2 - رصد ماذا أريد تحديدا أن أرى واكتشف وماهي البنود التي تجعل من مادة الاكتشاف والبحث ذات بعد كلي وشمولي للنظر، المقارنات المجردة والتي لا تنظر الى الصورة الكلية في كثير من الأحيان قد لا تعطي مخرجات تطبيقية ناضجة، عشرات التطبيقات الممتازة كان خلفها الكثير من التحديات والكثير من المتطلبات فضلا عن الواقع التنظيمي المختلف للشركات الأخرى فنجاح أحد المخرجات هناك قد يفشل هنا والعكس صحيح.

3 - من الممارسات غير الجيدة والتي قد تكلف الشركات خسائر في المال والإنتاجية بأن يتم أخذ التجربة بشكلها الكلي من الشركات الأخرى كما هيا (One Size Fits All) وتطبيقها دون الأخذ في الاعتبار بموضوع الهندمة أو إسقاط التجربة بناء على إحداثيات الشركة الحالية (Customization)، عشرات المبادرات آلت إلى الزوال ابتدأت بالنظر بأفضل الممارسات دون الإسقاط المرن لإحداثيات الواقع المؤسسي وانتهت قابعة في أدراج التاريخ.

4 - التطبيق السريع والمباشر لبعض المخرجات من عملية أفضل الممارسات دون اللجوء لعمل ممارسة تجريبية في المنظمة التي تنتمي لها (Pilot Project) لقياس الأثر ومعرفة المخاطر المجهولة وتذليل تحديات ما قبل التعميم.

5 - مشاركة مخرجات أفضل الممارسات مع جميع المتأثرين بهذه العمليات، كثير من الأحيان تكون هناك تغذية راجعة تصوب وتصحح المسار لهذه المخرجات وتجعل هذه المخرجات أكثر نضجا قبل الانطلاق في عمليات التغيير المطلوب.

6 - الانشغال الكلي في اكتشاف الممارسات عند الآخرين قد يقلل من العمليات الابتكارية في طريقة الاعمال وأدائها ويكفي أن نعرف أن أفضل الممارسات أيا كان موقعها ماهي إلا اجتهادات بشرية مبتكرة، الانحياز الكلي للمحاكاة قد يفقد المنظمة روح التفرد والتميز.

7 - أخيرا، حيازة أفضل الممارسات لديك وتطبيقها بأفضل وجه ممكن لا يغني أبدا عن عمليات التقييم الدوري والمستمر لهذه الممارسات ولا يغني أيضا عن متابعة أحدث التجارب والممارسات فالماء الراكد يأسن مهما كانت عذوبته والحركة المستمرة للمنظمات والشركات هي الضامن بعد الله لمزيد من التألق والفعالية والتقدم.


fahdabdullahz@