عبدالله السحيمي

رحلة مع أخصائي التقويم المدرسي

الأربعاء - 22 نوفمبر 2023

Wed - 22 Nov 2023

رحلة الإعداد والتدريب والتطوير ليست رحلة عابرة، بل هي محطات تعليم وتعلم، وجدية وحرص، وتنمية وجودة.

أهداف تتعدد وعمق في المعرفة، تتجاوز حدودية المعلومة إلى نضج القيمة وممارستها وتطبيقها دون تجاوز، لتحقيق الأهداف المنشودة بمرتكزاتها الأساسية.

هيئة تقويم التدريب والتعليم، رغم حداثة نشأتها، ومرور عدد من أصحاب المعالي على رئاستها، إلا أن لكل أحد منهم بصمة، ولكل منهم منجز، وهم في كل الحالات يؤدون واجبهم الوطني الذي يذكرون ويشكرون عليه.

ورغم ذلك، لم أكن ألتفت إلى دور الهيئة أو أتوقف على جهودها وما تقدمه من أعمال، حتى يسّر الله والتحقت في أحد برامجها التدريبية، وقد سرني وأسعدني سرعة التجاوب وحسن التواصل، رغم أن أول افتتاحية في العلاقة معهم وجدت الرفض منهم في الالتحاق بالبرنامج المخصص، والتأكيد على سبب الاعتذار الذي أقنعني تماما، وقد حفزني ذلك على الإصرار في التقديم مرة أخرى، لأنني من النوع الذي تطربني لغة التحدي، خاصة في مرحلة التعلم.

قدمت مرة أخرى، ووصلني القبول، ولا أكتم بأنني انزعجت من الرسوم التي وضعت مقابل هذه الدورة، وقارنتها بما أخذتها من دورات فوجدت أن السعر أعلى.

مر وقت ليس بالقصير، التحقت في برنامج أخصائي التقويم، طريقتهم تركز على وجود أسبوع قبلي يتم التدريب عن بعد، وهو تدريب نوعي يتمثل في جدية الوقت ومنهجية المدربين وكفاءتهم، وحرصهم وقدرتهم من نضج المعلومة وما يملكونه من مهارات في البرنامج، ولم أجد من يختزل الوقت أو يتأخر عن وقته أو يتقاعس عن واجبه، بل لمحنا الحرص ووقفنا على الرغبة، ونشهد بأنهم يحرصون على تقديم الفائدة المرجوة.

وأجزم أن بعض الخبرات للمتدربين والمستفيدين قد تتجاوز المدربين، إلا أن جميع المدربين كانوا على قمة الحضور، والتمكن العلمي والأسلوب الحسن في التعلم والتعامل.

لن نغفل حرص سعاد العبوش وتعاونها، وبساطة وعمق نادية باعشن، ومنهجية راشد القحطاني، والسهل الممتنع خالد الحمراني، وضابط الاتصال المتعاونة أسيل الرويلي.

إنها أسماء وطنية قدمت مادة علمية بمواصفات عالمية، وقد اكتسبت من هذا الأسبوع مهارات تتجاوز خدمتي التعليمية، من حيث الممارسة والمفاهيم والحضور، وخلال المجموعة المتنوعة التي وجدتها في الالتقاء بالخبرات ما بين مشرفين ومعلمين، وقادة مدارس ومديري تعليم، وأكاديميين وعمداء كليات.

أسبوع مضى، انتزع مني نلوك الخاطرة التي وجدت في بوحها ونشرها أنها من الأمانة أن أفتخر وأعتز بهذه المنظومة الوطنية، التي ترعاها هيئة تقويم التعليم والتدريب.

وما إن انتهينا من الأسبوع القبلي حتى توجناه باختبار يقيس مستوى الملتحقين، وهو أمر حسن، وقد أحسن المنظمون بتوافر جميع الأدلة الإرشادية وتوافرها في الموقع الالكتروني.

وبعد ذلك الأسبوع الذي لم يفرط به بثانية، ويبدأ من الرابعة عصرا إلى التاسعة مساء، فقد انتابتني حالة من الهرب بسبب الالتزام الذي وجدناه، رغم أننا نجيز لأنفسنا كون العمر له حظه.

لم يكن البرنامج برنامج إتمام أو زيادة أرقام في المنجز، بل وجدنا حراكا علميا امتد إلى وجود ورشة في إحدى القاعات بمدينة الرياض، وقد حضرها عدد يسر الناظرين، وما لمسناه من شغف وإصرار وإرادة في الوصول إلى تحقيق أهداف ترسمها سياسة الهيئة، مرت علينا محطات ومنها مرحلة المعايشة (التي لم يشأ الله لي أن أعيشها)، وقد يكون سببها أنا شخصيا!.

لم تتوقف رحلة التميز، حتى ترى حضور المميزة د. هيا العمراني، والمبدعة د. فهدة عبد الرحمن سعيد، في الإشراف على 3 ورش إبداعية تهتم في أخصائي التقويم، تتعلق بالزيارة والملاحظة الصفية وتحليل الوثائق.

المشروع وطني يستحق التقدير والتوسع فيه، ولا أجد غضاضة في أن أقول إن هناك بعض الإضافات التي تكون إشارات، ربما تساعد وتعاون في استكمال مثل هذه النجاحات، ومنها: زيادة الجرعة الإعلامية في إبراز جهود الهيئة، خاصة في مثل هذه البرامج النوعية التي أجزم ستكون مطلبا من كثير من دول الخليج العربي والدول العربية، لأن وجود الخطة الإعلامية تساعد على إبراز مثل هذه الجهود المميزة.

كما أن الحاجة إلى وجود المقابلة القبلية للالتحاق في هذا البرنامج النوعي في الاختيار المناسب، ولا يعني وجود الخبرة وجود الاستحقاق في مجال الالتحاق بالبرنامج.

كما أن تسكينا مثل هذا البرنامج وتحويله إلى دبلوم لمدة عام في إحدى الجامعات السعودية سيساعد على المخرج المميز، وذلك تحت إشراف وإعداد الهيئة، ويمكن أن يفتح فرعا في جامعة الخليج العربي.

هذه لمسات عابرة قد يكون لدى الهيئة الكثير، ولكنني أردت تناولها.

إن هذا المشروع هو مشروع وطني مميز وبصناعة سعودية.

تحية تقدير وتعزيز لمعالي د. خالد السبتي، وجميع العاملين في الهيئة، ومن هم خلف هذا المنجز الحضاري في ميدان التربية والتعليم.

Alsuhaymi37@