عبدالمعين عيد الأغا

«السكريون».. ممنوع الزعل!

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2023

Tue - 21 Nov 2023

اكتسبت رياضة كرة القدم شهرة كبيرة في جميع دول العالم، واكتسحت شهرتها أكثر في بلادنا بعد أن أصبح الدوري السعودي من أقوى دوريات كرة القدم في العالم، عقب انضمام اللاعبين العالمين الذين أسهموا في نقل الصورة المرموقة والمشرفة للرياضة السعودية في كل أنحاء العالم.

ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة الرياضية، هو وجود فئة من المشجعين وتحديدا مرضى «السكري» الذين يشجعون فرقهم، ولكن بحماس أكبر وعصبية زائدة، مما قد يعرضون أنفسهم لمشكلة اختلال وإرباك نسبة سكر الدم في أجسادهم، خاصة إذا تعرض فريقهم للهزيمة، وهنا تكمن المشكلة.

للأسف، بعض المشجعين المصابين بداء السكري قد ينسون أنهم متعايشون مع السكري، وعادة أهم نصيحة توجه إليهم هي تجنب التوتر والنرفزة، لأن ذلك يجعل مزاجهم في حالة توتر مستمر ونفسياتهم غير مستقرة، وينعكس أثر ذلك على مستوى نسبة سكر الدم لديهم، فالأفضل لهؤلاء الاستمتاع بمشاهدة المباراة والتزام الهدوء، لضمان استقرار الحالة النفسية والصحية.

وما يجهله كثيرون من المشجعين أن جسد الإنسان يتعامل مع هرمونات قد ترفع نشوة السعادة، كما هو الحال عند فوز الفريق، أو ترفع التوتر عند الهزيمة. فلفرحة الفوز طعم مختلف عند الجماهير، لأن ذلك يرفع لديهم هرمون السعادة «السيروتونين»، وهو أحد أهم النواقل العصبية الكيميائية التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل في ما بينها، إذ يساعد (السيروتونين) في استقرار المزاج، إذ إن بقاءه ضمن المستوى الطبيعي يجعل الإنسان سعيدا، وهادئا، وأكثر تركيزا، وأقل قلقا وأكثر استقرارا عاطفيا، وفي الاتجاه الآخر هناك هرمون التوتر وهو هرمون الكورتيزول وتفرزه الغدة الكظرية، وله كثير من الوظائف، ولكنه عادة ما يفرز بوفرة في حالة إصابة الإنسان بالتوتر، لدرجة أنه في بعض الأحيان يشار إليه بوصفه هرمون تقلب المزاج، وهذا الهرمون يعمل بمثابة إنذار ينبئ الشخص بالتعرض للضغوط ومشاعر القلق نتيجة موقف معين، لكونه المتحكم أيضا في مزاج الإنسان وتحفيزه وحتى مشاعر الخوف لديه.

ومن كل ما سبق يتضح لنا العلاقة التي تربط بين التوتر وارتفاع سكر الدم، ولا يتوقف هذا الأمر على المرضى فقط بل يشمل الأصحاء أيضا، فهناك أمراض عدة مرتبطة بالتوتر المزمن، فالأولى أن يتجنب الفرد كل أشكال التوتر الذي يؤثر على صحته، ويحرص على الجوانب الإيجابية.

وهناك تقارير صحية عدة، تؤكد أن الفرد الذي يعيش يومه وهو متوتر يكون عرضة لكثير من الانعكاسات السلبية في ذات اليوم، كتقلب المزاج، الصداع، أرق النوم، وعدم الرغبة أو القدرة على الإنتاج، وغيرها من الأعراض والتي تؤثر تدريجيا على المناعة.

فخير نصيحة لمرضى السكري والأصحاء، هي: شجعوا فرقكم الرياضية التي تنتمون إليها، ولكن بعيدا عن العصبية والتوتر الذي يؤثر على صحتكم وسكركم وقلوبكم، فتشجيع الفرق في كرة القدم وغيرها من الرياضات مطلوب، لكونه يدعم اللاعبين نفسيا ومعنويا، ولكن بعيدا عن التعصب الرياضي الذي يتفاعل مع هرمونات الفرد بطريقة سلبية ونتائج عكسية، فالأفضل أن نحرص على تعزيز هرمونات السعادة في حياتنا.