أحمد صالح حلبي

(الشريك الأدبي).. بديل ناجح للأندية الأدبية

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2023

Tue - 21 Nov 2023

حينما برزت فكرة إنشاء الأندية الأدبية في المملكة، كانت الأهداف تتضمن الحفاظ على الموروث الأدبي، والعمل على جذب الشباب نحوها، وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، وعمل رؤساء وأعضاء مجالس إداراتها - آنذاك - على وضع برامج تتضمن إقامة ندوات وتنظيم محاضرات تتوافق وكل شرائح المجتمع، ونجحت في جذب الجمهور نحوها من شرائح عمرية ومستويات تعليمية مختلفة، ورغم سيطرة الرعيل الأول من الأدباء على غالب مقاعد مجالس إداراتها، إلا أن عملية إقصاء الشباب لم تظهر إلا بعد أن سيطر بعض الأكاديميين عليها، فنقلوا نقاشاتهم الأكاديمية داخل أروقتها، وحصروا طباعة الكتب على مجالات تتوافق وميولهم، والمقربين منهم.

وحينما برزت فكرة مشروع (الشريك الأدبي) بديلا للأندية الأدبية التي لم تقم بدورها بشكل جيد، في ظل التطورات المتسارعة في كثير من المجالات، أصبح (الشريك الأدبي) هو البديل الناجح للأندية الأدبية بشعاره القائل: «من المقـاهي إلى المجتمع.. نمهد للأدب طريقا»، فتسابقت كثير من المقاهي للعمل على تنفيذه خلال عقد شراكات أدبية «تعمل على ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، مما يسهم في رفع الوعي الثقافي بشكل مباشر»، وأثبت وجوده بمستهدفاته التي تضمنت «جعل الثقافة أسلوب حياة، وتعزيز قيمة الأدب في حياة الفرد، ودعم انتشار الكتاب السعودي محليا وعالميا، وتعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص والثالث في النهوض بالقطاع الثقافي، وإلهام الأفراد للإنتاج الأدبي والثقافي».

وإلحاق الأندية الأدبية، بمنصة المركز الوطني لمؤسسات القطاع غير الربحي، سيعمل على «إعادة تصنيف المؤسسات الثقافية غير الربحية حسب أدوارها، تصنيفا أوسع من التصنيف الثنائي المقرر في نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، وتوسيع مجالات اختصاصها بالنظر إلى القطاعات الثقافية، وتطوير قدراتها الإدارية والتسويقية والتشغيلية، ومواءمتها مع نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، ورفع قدرتها على خلق فرص جديدة في جذب الدعم، وتتيح الاستراتيجية للمثقفين والفنانين السعوديين، الانتماء المهني عبر روابط مخصصة. وتمنح الفرص للمحترفين في هذه القطاعات لتنمية مهاراتهم، وبناء مبادراتهم، وتطوير الوعي، وتكوين آليات الدعم، وتشكيل نموذج اجتماعي جاذب لاحتراف الثقافة والفنون».

علينا أن ندرك أن الأندية الأدبية في المملكة لم يعد لها وجود بالمفهوم القديم الذي ولد قبل 40 عاما، فقد تراجعت أهميتها، وعزف المثقفون عن حضور مناشطها، ولم يعد لها مجال في عصر الانفتاح المعرفي، واستمرارها يعني إهدارا للطاقات وضياعا للأموال، وإن الضرورة تقتضي العمل على نقل مليكات مقراتها لصالح وزارة الثقافة لتحويلها إلى مراكز ثقافية تضم قاعات للمحاضرات، وأخرى للفنون المسرحية، وثالثة للسينما، وأخرى مرسما لتنمية المواهب، وقاعة لتنمية المواهب المسرحية، وغيرها.

ashalabi1380@