هيلة الخلف: "ملتقى الترجمة" بات عالميَّ الأثر

الخميس - 16 نوفمبر 2023

Thu - 16 Nov 2023

سجل ملتقى الترجمة الدولي 2023 الذي نظمته هيئة الادب والنشر والترجمة مؤخراً بالرياض تحت شعار: "محتوى عابر للثقافات"، حضوراً باهراً في المشهد الثقافي السعودي والعالمي، وفي هذا الصدد أكد مدير عام الترجمة في هيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتورة هيلة الخلف أن هذا الملتقى السنوي يمثل أحد أبرز الملتقيات المعنية بقطاع الترجمة على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك لما يقدمه من فرصة قيّمة لالتقاء الخبرات المهنية من مختلف دول العالم للوقوف على أبرز مستجدات صناعة الترجمة وتطبيقاتها،

نشاهد اليوم ملتقى الترجمة في نسخته الثالثة، هل لمستم أثراً له على الشأن الترجمي محلياً أو أقليمياً؟

أهم ما يميز هذا الملتقى هو حرصه على مناقشة كل ما من شأنه إثراء تجربة صناعة الترجمة على كافة الأصعدة في إطارٍ من النقاشات المهنية ذات القيمة المضافة لإحداث نقلة نوعية في مستوى النقل المعرفي بين المشاركين. فقطاع الترجمة، بات يمثل في الآونة الأخيرة أحد أكثر القطاعات نموًا معرفياً واقتصادياً، ليأتي هذا الملتقى، ويقدم فرصة لتضافر الخبرات وتوفير آخر التطبيقات والمستجدات على مستوى صناعة الترجمة بما فيها من تقنيات ومنهجيات تدعم تطور العاملين بهذا القطاع والطلب المتزايد على هذه الصناعة.

وقد حرصنا أن يناقش الملتقى كل المواضيع المتصلة بالترجمة وشموليتها بقدر الإمكان لكل الجوانب ذات العلاقة وذلك من خلال تقديم أعمال الملتقى لعدة مسارات تتضمن جلسات حوارية لخبراء إقليميين ودوليين من جهة، وورش تخصصية، ومحطات ترجمية ملهمة تشارك تجارب وممارسات فريدة في قطاع الترجمة. وحرصنا على مناقشة كل ذلك في إطار التوجهات الحديثة والتحديات الراهنة للترجمة على المستوى الإقليمي والدولي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، تناوُل الجلسات الحوارية الرئيسية لمواضيع عديدة بدءًا بكل ما يخص التشارك الثقافي في الترجمة، وصولاً إلى التقنيات الحديثة وتعزيز التجارب الريادية والاستثمارية في صناعة الترجمة".

ما أبرز النماذج التي ناقشها الملتقى الدولي للترجمة 2023م؟

تضمّن الملتقى نماذج من القصص الملهمة التي تناولتها المحطات الترجمية، شارك فيها المهنيون تجاربهم ومغامراتهم مع تحديات الترجمة إلى اللغة الصينية، كما احتوى على عرض مهلم من جانب آخر لأبواب الدليل المهني للمترجم الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع جمعية الترجمة مؤخرًا ليكون مرجعًا تنظيميًا للعاملين في قطاع الترجمة، إلى جانب إقامة ورش تناقشمواضيع تخصصية مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الترجمة، وإدارة مشاريع الترجمة.

كما شملت المشاركات عقد معرض مصاحب على هامش انعقاد الملتقى والسماح بمشاركة صناع الترجمة من مكاتب ترجمة وجمعيات ودور نشر من المملكة وخارجها لعرض خدماتهم ومساهماتهم في صناعة الترجمة، والذي من شأنه المساهمة في فتح فرص وأفاق التعاون المشترك وتعزيز المبادرات التنموية في هذا القطاع.

إتاحة الفرصة للخبراء والمختصين لحضور هذا الملتقى والحديث خلاله.. ما انعكاسه على مخرجاته؟

أهم ما يميز هذا الملتقى هو إتاحته الفرصة لالتقاء الخبراء الدوليين من مختلف التخصصات الترجمية لتقديم حوارات ونقاشات مثرية وإرشادات قيمة للاستفادة منها في تنمية قطاع الترجمة. وانسجامًا مع أهدافنا في تقديم تجربة فريدة من نوعها في تبادل الخبرات لخدمة تطور صناعة الترجمة، حرصنا أن يكون الملتقى منصة داعمة لانطلاق العديد من المبادرات بين المشاركين في الملتقى سواء كانت هذه المبادرات في إطار مشاريع جديدة في خدمات الترجمة أو أعمال استثمارية في تقنياتها أو برامج تطوير لمهارات المترجمين، وهو ما نطمح أن يكون بداية لمرحلة جديدة من العمل للمهنيين في قطاع الترجمة وقاعدة أساسية للاستفادة من فرص النمو التي يقدمها المشاركون من مختلف دول العالم لبعضهم البعض في هذا الملتقى.

كيف يمكن أن ينعكس دور الترجمة على التعليم بشكل أو بآخر؟

نظرًا للتخصصية والمهنية التي يتمتع بها الملتقى، فهو يمثل من دون شك فرصة تعليمية للطلبة والأكاديميين في مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات التدريب على الترجمة، وذلك من خلال الاطلاع على الواقع التطبيقي والتعرف على آراء الخبراء وربط ما تم تقديمه في الملتقى مع ما يتم تدريسه في هذه المؤسسات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تقديم مخرجات تعليم عالٍ تتوافق مع حاجات السوق ومتطلباته من الاحترافية والمهارات العالية في تقديم خدمات الترجمة.

ولعل أبرز ما يميز الملتقى هو اهتمامه بمناقشة الترجمة من منظور جميع أطرافها، حيث ركزت أحد الجلسات الحوارية الرئيسية على موضوع تدريس الترجمة بشيء من التفصيل تحت عنوان "مستجدات مبتكرة في تعليميات الترجمة"، واستهدفت الجلسة الأكاديميين والمدربين على وجه التحديد، ووقفت على أهم وآخر المستجدات العالمية في تطوير ممارسات المناهج التعليمية والتدريبية.