شحن الطاقات

يحتاج الإنسان في يومه وليلته إلى ما يساعده على إكمال رحلته منذ استيقاظه وحتى تهيُّئه للنوم، بأن يكون متمتعا بقدر كاف من الطاقات المتعددة والمتنوعة التي تجعله في حالة استقرار.

شحن الطاقات أجدها فلسفة يومية يستجديها الفرد من أشخاص عدة في حياته، مختلفين في سماتهم وأنماطهم وتخصصاتهم وقدراتهم وخبراتهم، ومتنوعين في قراءاتهم ومجالاتهم وهواياتهم المختلفة.

فقد يكون هؤلاء الأشخاص من الأسرة الواحدة نفسها، أو من الأقارب أو الجيران، أو الزملاء في العمل أو الأصدقاء المقربين، مما سينعكس عليه إيجابيا خلال استقبال الطاقات الايحائية التي تأتي منهم.

مؤشر الطاقات اليومي متجدد بطبيعته، وأرى أنه ضروري لتستمر حياة الفرد بصحة نفسية عالية وبالشكل المناسب، وإذا أردنا تصنيفها فهنالك طاقات معنوية وأخرى مادية في مجملها، ليصل الإنسان إلى ذلك المعيار التكاملي في فكره ونفسيته وجسده ونشاطه، بشرط أن يبحث حثيثا عن مكامن الطاقات لدى الشخصيات، إما بزيارتهم أو مكالمتهم أو الجلوس معهم أو متابعتهم أينما كانوا، لشحن 5 طاقات، هي:

• الطاقة الروحانية، يلجأ إليها الإنسان في مختلف أوقاته منذ بداية يومه إلى آخره، ويلزمه البحث عن صاحب الشخصية التي تدعم فيه ذلك الجانب الديني الظاهري والخفي، لأخذ الجرعات التنشيطية لفظيا وفعليا وإيمائيا، من آيات وأحاديث وأثر وعبر، يستشعر خلالها كيفية الصبر والحصول على الأجر للوصول إلى مثالية يرتضيها في الاطمئنان والأمان.
• الطاقة المشاعرية، لسد حاجة الإنسان ممن حوله من الآباء والأبناء، وبين الأزواج ومع الزملاء والأصدقاء، بالمديح والمجاملة والربت الحاني والكلمات والعبارات والتلميحات، التي تزيد من معدل العاطفة الكامن لدى أعماق الإنسان، والتي تمده بالوقود المشاعري الدافع لبقية اليوم.
• الطاقة الفكاهية، هنالك من يمتلك حس الدعابة والمرح وبساطة الوجه والابتسامة، في كلماتهم وبث نكاتهم وطريقة تصرفاتهم، فالضحك المنضبط الذي لا يخرج عن الآداب العامة، عدوى إيجابية نحتاج أن نقتبسها ممن حولنا لصناعة يومنا، وضمان النفسية المتصالحة، والبعد عن الكآبة والسوداوية من مؤثرات الحياة المختلفة.
• الطاقة المعرفية، وهذه أيضا خانة ضرورية ومن المستلزمات الثقافية المتنوعة، لرفع قيمة الإنسان من المهارات والخبرات التي يتلقاها من غيره.

فهنالك مجالات متعددة دينية وفنية علمية وعملية نفسية، واجتماعية اقتصادية وسياسية، تعمل على سد الاحتياج المعرفي ورفع درجة الوعي العام.

• الطاقة التأملية، هي تلك الطاقة الأثيرية التي تساعد الفرد في وحدته على الاستشفاء الذاتي، خلال التبصر في الطاقات الأربع السالفة الذكر، والتي تعينه على مراجعة محطات حياته خلال احتياجاته وإنجازاته الذاتية اللفظية والعملية وكذلك التعبدية، من أقوال وأفعال بين ما هو موجود وما هو مفقود.

هذه الفلسفة وصفة مجربة لإعلاء مؤشر الاحتياج اليومي من الطاقات إذا علمنا وعملنا بها.

Yos123Omar@