السينما القادمة بقوة في السعودية
الاثنين - 13 نوفمبر 2023
Mon - 13 Nov 2023
يؤرخ بداية السينما على أيدي الأخوين لوميير في فرنسا 1896م.
وكان أول عرض للسينما في المنطقة العربية بمدينة الإسكندرية في مصر في عام 1897م.
ويذكر أن هناك عرضا آخر في الجزائر أيضا في ذات العام. ثم انتشرت السينما من فرنسا إلى العالم بأسره.
ومن مصر انطلقت العروض السينمائية خاصة متعددة وعامة مختلفة على العالم العربي.
ويعد العصر الذهبي للسينما في العالم أجمع في الفترة من 1930م إلى 1940م، عندما أضيف للصورة الحركة ثم تلاها الصوت والألوان والأبعاد المختلفة للرؤية.
وفي الخمسينيات والستينيات كانت العروض السينمائية الخاصة والعامة تتم عادة في البيوت ودور السينما والسفارات الأجنبية والعربية في المناسبات العامة والأعياد والمناسبات الخاصة والأفراح.
وكان الوضع السينمائي مماثلا في أغلب المدن السعودية مثل جدة والرياض والدمام وبعض مدن المملكة الأخرى.
ومن أشهر دور العرض في جدة كانت سينما جمجوم والعطاس وغيرها.
وكانت من أشهر مكتبات تأجير ماكينات العرض والأفلام السينمائية في جدة مثل جمجوم وبلجون وباعيسى وغيرهم.
واستمرت العروض الخاصة والعامة إلى نهاية السبعينيات، حيث توقفت العروض الجماعية في السعودية عام 1979م، فيما عدا بعض الأماكن المحدودة مثل شركة أرامكوا (سينما لعموم الموظفين وأقاربهم وأصدقائهم وسينما لكبار الموظفين وضيوفهم)، واستمر الوضع هكذا فى بعض الجهات مثل السفارات والقنصليات الأجنبية والعربية كعروض خاصة والحضور للموظفين وعوائلهم وأصدقائهم وضيوفهم .
وقد توقفت عروض السينما الجماعية في السعودية قرابة 4 عقود، وعادت بقوة قبل 5 سنوات وتحديدا في عام 2018 م.
وبكل تأكيد عود حميد وظهور جديد وتواجد مجيد مع بقية الوسائل الإعلامية الأخرى.
عادت العروض المباشرة في قاعات السينما المتطورة على أحدث أساليب التقنية الرقمية أو غير الرقمية في المدن الرئيسة.
السينما قبل أن تكون إحدى وسائل الإعلام ، فقد كانت وظلت وستظل حاضرة أيضا كمحتوى رغم توقف العروض الجماعية.
واستمر المحتوى السينمائي للأفلام بمختلف أنواعها حاضرا يعرض عبر أجهزة الفيديو والقنوات التليفزيونية والفضائية ومن ثم المنصات الرقمية وأجهزة الاتصالات المختلفة على يومنا هذا.
وتبقى الأفلام السينمائية كمحتوى متميز بالصوت والصورة والحركة والألوان والأبعاد المتعددة الأخرى تطورا وتقدما.
محتوى يقدم مضامين مختلفة الأنواع في أفلام قصيرة وطويلة وتسجيلية وثائقية أو درامية أو مزج بينهما في الدراما الوثائقية.
وقبل أن تكون السينما وسيلة لنقل رسالة أو مضمون أو محتوى يقدم للجماهير سواء للتسلية والإمتاع والترفيه وغيرها من وظائف اتصالية أخرى، تبقى السينما في الأساس صناعة لها مدخلات أساسية وعمليات إجرائية دقيقة ومخرجات متميزة، وبالتالي تخضع صناعة السينما لظروف السوق الاقتصادية قبل التجارية في كافة الدول والمجتمعات.
ويتعامل كل من المنتج والمستهلك المشاهد أو الجمهور عموما مع آليات السوق الاقتصادية من إنتاج واستهلاك وعلاقاتهما التبادلية سويا وفقا لقوانين العرض والطلب.
لقد حرصت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله، وولى عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله، ومن خلال رؤية المملكة 2030م على التمتع بجودة الحياة للمواطن والمقيم والزائر على حد سواء.
وتعتبر السينما أحد أهم مقومات جودة الحياة وقيمة مضافة للحياة الحضارية المعاصرة.
ويتوقع أن تحقق السينما إيرادات تصل إلى بليون دولار أمريكي في عام 2030م.
وقد شارفت إيرادات السينما حدود ربع البليون دولار أمريكي في عام 2022م، وفقا لتقرير هيئة الإعلام المرئي والمسموع نشرته جريدة الشرق الأوسط في 3 يناير 2023م، وبزيادة تقدر بـ 9.5% عن العام السابق.
وبمساعدة الإعلامي السعودي أحمد العياد تم الوقوف على العديد من البيانات الرسمية والصحفية عن السينما في السعودية، وقد بلغ عدد مشغلي السينما في السعودية الآن 6 شركات عالمية وإقليمية ومحلية، ويوجد عدد 65 دارا للعرض السينمائي في 20 مدينة سعودية، وبعدد مقاعد يزيد عن 61 ألف مقعد، وعدد شاشات عرض يصل على حدود 593 شاشة عرض.
علما بأن أغلب شاشات العرض في المدن الكبرى متاحة على مدار الساعة يوميا خصوصا في عطل نهاية الأسبوع والإجازات والأعياد والمناسبات العامة.
وفي خلال خمس سنوات فقط تم عرض أكثر من 1900 فيلم، شاهدها أكثر من 45 مليون مشاهد، وبإيرادات تصل إلى 0.8 بليون دولار أمريكي.
وقد حقق قطاع السينما في السعودية العديد من الإنجازات المذهلة مؤخرا، تمثلت في توفير العديد من سبل البنى التحتية الضرورية من استديوهات إنتاج للأفلام السينمائية معدة بأحدث الأجهزة التقنية اللازمة، علاوة على تأسيس هيئة عامة للسينما تابعة لوزارة الثقافة بقيادات شابة متميزة، وإنشاء صندوق لدعم الإنتاج السينمائي السعودي والمشترك مع دول العالم.
كما تم إنتاج أكثر من 25-30 فيلما سينمائيا سعوديا روائيا طويلا حتى وعشرات من الأفلام القصيرة أيضا، علاوة على للمشاركة في إنتاج وتوزيع مئات الأفلام العالمية والعربية، بعضها حصد جوائز قيمة في مهرجانات عالمية وإقليمية ومحلية.
ومن هذه المنطلقات الإيجابية والمؤشرات المبشرة، حرصت السعودية عبر أجهزتها الرسمية وغير الرسمية على الاهتمام بالأدوار الثلاثة الرئيسة بالسينما كصناعة واعدة ومهنة احترافية ونطاق للأعمال في جذب كل من المواهب الوطنية الشابة من الجنسين، وكذلك بالإضافة لتلبية احتياجات المشاهد الشغوف بهذا المجال.
فقد أصبحت السينما مكونا مهما يعول عليه مستقبلا في تنمية القطاع غير النفطي في الاقتصاد المحلي السعودي، إلى جانب السياحة والترفيه والرياضة وبقية مناشط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأخرى.
ولا تعد هذه التطلعات التنموية لقطاع السينما في السعودية وحدها، ولكنها في العالم أجمع، فقد بلغ إجمالي الإنفاق العالمي للسينما حدود 77 بليون دولار أمريكي في عام 2022م، في حين بلغت حدود الإيرادات لهذا الإنتاج قرابة 22 بليون دولار أمريكي، مما يدل أن عوائد الاستثمار في هذا المجال تصل إلى حدود 29% سنويا.
وتقسم أغلب العوائد بين قطاعي الإنتاج ثم المستفيدين الآخرين من توزيع وعرض ومبيعات للتذاكر والمنتجات الخاصة بهذه العروض وغيره.
ووفقا لتقارير سينمائية عديدة تم التحصل عليها من قبل الإعلامية المصرية نيفين الزهيري المتخصصة في مجال السينما العالمية وخصوصا الهندية، فإن معظم هذه الإيرادات موزعة على 5 دول رئيسة في العالم هي أمريكا والصين والهند وكوريا واليابان بنسب تصل لحدود من 66% إلى 70% في عام 2022م، وتقدر النسبة المتبقية من الإيرادات الأخرى لأوروبا وبقية العالم، ومنها بالطبع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA.
ولا يفوتني بالطبع أن أنوه هنا إلى أن صناعة السينما صناعة باهظة التكاليف واستثمارات في أحسن حالاتها متوسط إلى طويل الأجل عادة. وفقا للإحصائيات غير المدققة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تنتج الولايات المتحدة الأمريكية قرابة 700 فيلم في عام 2022م.
وتنتج السينما الهندية حوالي 500 فيلم سنويا، وذلك بعد التعافي من كورونا والمشاكل السياسية والأزمات الاقتصادية الأخرى.
وكانت ولاتزال وستظل مصر قلعة الإنتاج السينما العربي، وبعد أن كانت تنتج في حدود 100 فيلم سنوي في الثمانينيات والتسعينيات، يترواح إنتاجها السينمائي في عام 2022 ما بين 40 على 50 فيلما تقريبا.
وعادة ما تغطى تكاليف الإنتاج بجزء من مصاريف التوزيع والترويج والتسويق قبل إيرادات شباك التذاكر جماهيريا بالإضافة لتقارير النقاد والجوائز القيمة.
ويعد شباك التذاكر المحطة الرسمية الأولى للإيرادات يليه عروض القنوات التليفزيونية والمنصات الرقمية أو حتى تكرار العروض السينمائية لأشهر الأفلام احتفالا بيوبيلها الفضي والذهبي والماسي أحيانا.
ولا يجب أن نغفل أهمية عودة السينما كوسيلة إعلامية وإعلانية أيضا في العالم العربي بوجه عام وفي السعودية بوجه خاص.
وهنا نأتي لبيت القصيد وهو الإعلان واستفادته من السينما كوسيلة إعلامية جماهيرية على وجه التحديد. ووفقا للتقرير شركة أبسوس في 2023م، فقد بلغ صافي الإنفاق الإعلاني لما فوق خط الرصد Above The Line في السينما في المنطقة العربية قرابة 30 مليون دولار أمريكي في عام 2021م، بواقع إجمالي إنفاق إعلاني يقدر بحدود 150 مليون دولار أمريكي، على اعتبار أن صافي الإنفاق الإعلاني يقدر فقط بـ 20% من الإجمالي الإنفاق المرصود.
وبلغ صافي الإنفاق الإعلاني في السينما في المنطقة العربية 59 مليون دولار أمريكي في عام 2022م، وبزياة تصل على حدود 99% عن العام السابق، وبواقع أكبر نسبة زيادة تحققها وسيلة إعلامية في المنطقة خلال العام.
يمثل صافي الإنفاق الإعلاني في السينما فى السعودية وحدها ما نسبته 15% من صافي الإنفاق الإعلاني السينمائي في العالم العربي، بواقع صافي إنفاق يصل إلى حدود 9 ملايين دولار أمريكي في عام 2022م، وبزيادة تقدر بحدود 260% عن العام السابق وبصافي إنفاق إعلاني 2.5 مليون دولار أمريكي، أكبر زيادة نسبية تحققت خلال عامين متتاليين؛ لذا تأتي السعودية في المرتبة الثانية عربيا، وبعد الإمارات الأولى في هذا المجال بصافي إنفاق يصل إلى 30 مليون دولار أمريكي، وبزيادة تصل إلى 114% عن صافي إنفاق يقدر بـ 14 مليون دولار أمريكي في عام 2021م.
ويلي كل من الإمارات والسعودية في المرتبتين الأولى والثانية، تأتي الكويت ثم العراق ثم مصر بصافي إنفاق يقدر بـ 4 ثم 2.5 ثم 1.5 مليون دولار أمريكي لكل منهم على الترتيب والتوالي في عام 2022م.
وتشير أغلب التوقعات المستقبلية لاستمرارية الزيادة بنسب مضطردة للسينما في عام 2023 والأعوام القادمة، وذلك كنتيجة حتمية متوقعة لازدهار قطاع السينما وزيادة عدد رواد السينما في العالم العربي بصفة عامة، وخصوصا في السعودية على وجه التحديد.
الأمر الذى يؤدى بضرورة المطالبة بالمزيد من الاهتمام بالسينما في السعودية إعلاميا وإعلانيا على حد سواء في السنوات القادمة.
السينما القطاع القادم بقوة وحيوية، السينما نجاحات استثمارية وطفرات اقتصادية وتنمية اجتماعية ونهضة ثقافية، السينما مبشرة بالمزيد من تلبية للتطلعات العربية عموما والسعودية خصوصا.
السينما القادمة بقوة.
aabankhar@
وكان أول عرض للسينما في المنطقة العربية بمدينة الإسكندرية في مصر في عام 1897م.
ويذكر أن هناك عرضا آخر في الجزائر أيضا في ذات العام. ثم انتشرت السينما من فرنسا إلى العالم بأسره.
ومن مصر انطلقت العروض السينمائية خاصة متعددة وعامة مختلفة على العالم العربي.
ويعد العصر الذهبي للسينما في العالم أجمع في الفترة من 1930م إلى 1940م، عندما أضيف للصورة الحركة ثم تلاها الصوت والألوان والأبعاد المختلفة للرؤية.
وفي الخمسينيات والستينيات كانت العروض السينمائية الخاصة والعامة تتم عادة في البيوت ودور السينما والسفارات الأجنبية والعربية في المناسبات العامة والأعياد والمناسبات الخاصة والأفراح.
وكان الوضع السينمائي مماثلا في أغلب المدن السعودية مثل جدة والرياض والدمام وبعض مدن المملكة الأخرى.
ومن أشهر دور العرض في جدة كانت سينما جمجوم والعطاس وغيرها.
وكانت من أشهر مكتبات تأجير ماكينات العرض والأفلام السينمائية في جدة مثل جمجوم وبلجون وباعيسى وغيرهم.
واستمرت العروض الخاصة والعامة إلى نهاية السبعينيات، حيث توقفت العروض الجماعية في السعودية عام 1979م، فيما عدا بعض الأماكن المحدودة مثل شركة أرامكوا (سينما لعموم الموظفين وأقاربهم وأصدقائهم وسينما لكبار الموظفين وضيوفهم)، واستمر الوضع هكذا فى بعض الجهات مثل السفارات والقنصليات الأجنبية والعربية كعروض خاصة والحضور للموظفين وعوائلهم وأصدقائهم وضيوفهم .
وقد توقفت عروض السينما الجماعية في السعودية قرابة 4 عقود، وعادت بقوة قبل 5 سنوات وتحديدا في عام 2018 م.
وبكل تأكيد عود حميد وظهور جديد وتواجد مجيد مع بقية الوسائل الإعلامية الأخرى.
عادت العروض المباشرة في قاعات السينما المتطورة على أحدث أساليب التقنية الرقمية أو غير الرقمية في المدن الرئيسة.
السينما قبل أن تكون إحدى وسائل الإعلام ، فقد كانت وظلت وستظل حاضرة أيضا كمحتوى رغم توقف العروض الجماعية.
واستمر المحتوى السينمائي للأفلام بمختلف أنواعها حاضرا يعرض عبر أجهزة الفيديو والقنوات التليفزيونية والفضائية ومن ثم المنصات الرقمية وأجهزة الاتصالات المختلفة على يومنا هذا.
وتبقى الأفلام السينمائية كمحتوى متميز بالصوت والصورة والحركة والألوان والأبعاد المتعددة الأخرى تطورا وتقدما.
محتوى يقدم مضامين مختلفة الأنواع في أفلام قصيرة وطويلة وتسجيلية وثائقية أو درامية أو مزج بينهما في الدراما الوثائقية.
وقبل أن تكون السينما وسيلة لنقل رسالة أو مضمون أو محتوى يقدم للجماهير سواء للتسلية والإمتاع والترفيه وغيرها من وظائف اتصالية أخرى، تبقى السينما في الأساس صناعة لها مدخلات أساسية وعمليات إجرائية دقيقة ومخرجات متميزة، وبالتالي تخضع صناعة السينما لظروف السوق الاقتصادية قبل التجارية في كافة الدول والمجتمعات.
ويتعامل كل من المنتج والمستهلك المشاهد أو الجمهور عموما مع آليات السوق الاقتصادية من إنتاج واستهلاك وعلاقاتهما التبادلية سويا وفقا لقوانين العرض والطلب.
لقد حرصت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله، وولى عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله، ومن خلال رؤية المملكة 2030م على التمتع بجودة الحياة للمواطن والمقيم والزائر على حد سواء.
وتعتبر السينما أحد أهم مقومات جودة الحياة وقيمة مضافة للحياة الحضارية المعاصرة.
ويتوقع أن تحقق السينما إيرادات تصل إلى بليون دولار أمريكي في عام 2030م.
وقد شارفت إيرادات السينما حدود ربع البليون دولار أمريكي في عام 2022م، وفقا لتقرير هيئة الإعلام المرئي والمسموع نشرته جريدة الشرق الأوسط في 3 يناير 2023م، وبزيادة تقدر بـ 9.5% عن العام السابق.
وبمساعدة الإعلامي السعودي أحمد العياد تم الوقوف على العديد من البيانات الرسمية والصحفية عن السينما في السعودية، وقد بلغ عدد مشغلي السينما في السعودية الآن 6 شركات عالمية وإقليمية ومحلية، ويوجد عدد 65 دارا للعرض السينمائي في 20 مدينة سعودية، وبعدد مقاعد يزيد عن 61 ألف مقعد، وعدد شاشات عرض يصل على حدود 593 شاشة عرض.
علما بأن أغلب شاشات العرض في المدن الكبرى متاحة على مدار الساعة يوميا خصوصا في عطل نهاية الأسبوع والإجازات والأعياد والمناسبات العامة.
وفي خلال خمس سنوات فقط تم عرض أكثر من 1900 فيلم، شاهدها أكثر من 45 مليون مشاهد، وبإيرادات تصل إلى 0.8 بليون دولار أمريكي.
وقد حقق قطاع السينما في السعودية العديد من الإنجازات المذهلة مؤخرا، تمثلت في توفير العديد من سبل البنى التحتية الضرورية من استديوهات إنتاج للأفلام السينمائية معدة بأحدث الأجهزة التقنية اللازمة، علاوة على تأسيس هيئة عامة للسينما تابعة لوزارة الثقافة بقيادات شابة متميزة، وإنشاء صندوق لدعم الإنتاج السينمائي السعودي والمشترك مع دول العالم.
كما تم إنتاج أكثر من 25-30 فيلما سينمائيا سعوديا روائيا طويلا حتى وعشرات من الأفلام القصيرة أيضا، علاوة على للمشاركة في إنتاج وتوزيع مئات الأفلام العالمية والعربية، بعضها حصد جوائز قيمة في مهرجانات عالمية وإقليمية ومحلية.
ومن هذه المنطلقات الإيجابية والمؤشرات المبشرة، حرصت السعودية عبر أجهزتها الرسمية وغير الرسمية على الاهتمام بالأدوار الثلاثة الرئيسة بالسينما كصناعة واعدة ومهنة احترافية ونطاق للأعمال في جذب كل من المواهب الوطنية الشابة من الجنسين، وكذلك بالإضافة لتلبية احتياجات المشاهد الشغوف بهذا المجال.
فقد أصبحت السينما مكونا مهما يعول عليه مستقبلا في تنمية القطاع غير النفطي في الاقتصاد المحلي السعودي، إلى جانب السياحة والترفيه والرياضة وبقية مناشط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأخرى.
ولا تعد هذه التطلعات التنموية لقطاع السينما في السعودية وحدها، ولكنها في العالم أجمع، فقد بلغ إجمالي الإنفاق العالمي للسينما حدود 77 بليون دولار أمريكي في عام 2022م، في حين بلغت حدود الإيرادات لهذا الإنتاج قرابة 22 بليون دولار أمريكي، مما يدل أن عوائد الاستثمار في هذا المجال تصل إلى حدود 29% سنويا.
وتقسم أغلب العوائد بين قطاعي الإنتاج ثم المستفيدين الآخرين من توزيع وعرض ومبيعات للتذاكر والمنتجات الخاصة بهذه العروض وغيره.
ووفقا لتقارير سينمائية عديدة تم التحصل عليها من قبل الإعلامية المصرية نيفين الزهيري المتخصصة في مجال السينما العالمية وخصوصا الهندية، فإن معظم هذه الإيرادات موزعة على 5 دول رئيسة في العالم هي أمريكا والصين والهند وكوريا واليابان بنسب تصل لحدود من 66% إلى 70% في عام 2022م، وتقدر النسبة المتبقية من الإيرادات الأخرى لأوروبا وبقية العالم، ومنها بالطبع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA.
ولا يفوتني بالطبع أن أنوه هنا إلى أن صناعة السينما صناعة باهظة التكاليف واستثمارات في أحسن حالاتها متوسط إلى طويل الأجل عادة. وفقا للإحصائيات غير المدققة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تنتج الولايات المتحدة الأمريكية قرابة 700 فيلم في عام 2022م.
وتنتج السينما الهندية حوالي 500 فيلم سنويا، وذلك بعد التعافي من كورونا والمشاكل السياسية والأزمات الاقتصادية الأخرى.
وكانت ولاتزال وستظل مصر قلعة الإنتاج السينما العربي، وبعد أن كانت تنتج في حدود 100 فيلم سنوي في الثمانينيات والتسعينيات، يترواح إنتاجها السينمائي في عام 2022 ما بين 40 على 50 فيلما تقريبا.
وعادة ما تغطى تكاليف الإنتاج بجزء من مصاريف التوزيع والترويج والتسويق قبل إيرادات شباك التذاكر جماهيريا بالإضافة لتقارير النقاد والجوائز القيمة.
ويعد شباك التذاكر المحطة الرسمية الأولى للإيرادات يليه عروض القنوات التليفزيونية والمنصات الرقمية أو حتى تكرار العروض السينمائية لأشهر الأفلام احتفالا بيوبيلها الفضي والذهبي والماسي أحيانا.
ولا يجب أن نغفل أهمية عودة السينما كوسيلة إعلامية وإعلانية أيضا في العالم العربي بوجه عام وفي السعودية بوجه خاص.
وهنا نأتي لبيت القصيد وهو الإعلان واستفادته من السينما كوسيلة إعلامية جماهيرية على وجه التحديد. ووفقا للتقرير شركة أبسوس في 2023م، فقد بلغ صافي الإنفاق الإعلاني لما فوق خط الرصد Above The Line في السينما في المنطقة العربية قرابة 30 مليون دولار أمريكي في عام 2021م، بواقع إجمالي إنفاق إعلاني يقدر بحدود 150 مليون دولار أمريكي، على اعتبار أن صافي الإنفاق الإعلاني يقدر فقط بـ 20% من الإجمالي الإنفاق المرصود.
وبلغ صافي الإنفاق الإعلاني في السينما في المنطقة العربية 59 مليون دولار أمريكي في عام 2022م، وبزياة تصل على حدود 99% عن العام السابق، وبواقع أكبر نسبة زيادة تحققها وسيلة إعلامية في المنطقة خلال العام.
يمثل صافي الإنفاق الإعلاني في السينما فى السعودية وحدها ما نسبته 15% من صافي الإنفاق الإعلاني السينمائي في العالم العربي، بواقع صافي إنفاق يصل إلى حدود 9 ملايين دولار أمريكي في عام 2022م، وبزيادة تقدر بحدود 260% عن العام السابق وبصافي إنفاق إعلاني 2.5 مليون دولار أمريكي، أكبر زيادة نسبية تحققت خلال عامين متتاليين؛ لذا تأتي السعودية في المرتبة الثانية عربيا، وبعد الإمارات الأولى في هذا المجال بصافي إنفاق يصل إلى 30 مليون دولار أمريكي، وبزيادة تصل إلى 114% عن صافي إنفاق يقدر بـ 14 مليون دولار أمريكي في عام 2021م.
ويلي كل من الإمارات والسعودية في المرتبتين الأولى والثانية، تأتي الكويت ثم العراق ثم مصر بصافي إنفاق يقدر بـ 4 ثم 2.5 ثم 1.5 مليون دولار أمريكي لكل منهم على الترتيب والتوالي في عام 2022م.
وتشير أغلب التوقعات المستقبلية لاستمرارية الزيادة بنسب مضطردة للسينما في عام 2023 والأعوام القادمة، وذلك كنتيجة حتمية متوقعة لازدهار قطاع السينما وزيادة عدد رواد السينما في العالم العربي بصفة عامة، وخصوصا في السعودية على وجه التحديد.
الأمر الذى يؤدى بضرورة المطالبة بالمزيد من الاهتمام بالسينما في السعودية إعلاميا وإعلانيا على حد سواء في السنوات القادمة.
السينما القطاع القادم بقوة وحيوية، السينما نجاحات استثمارية وطفرات اقتصادية وتنمية اجتماعية ونهضة ثقافية، السينما مبشرة بالمزيد من تلبية للتطلعات العربية عموما والسعودية خصوصا.
السينما القادمة بقوة.
aabankhar@