عبدالحليم البراك

كأس العالم في الرياض 2034

الاثنين - 13 نوفمبر 2023

Mon - 13 Nov 2023

حتما ستستعد الرياض مع شقيقاتها مدن المملكة في استضافة كأس العالم 2034 والذي سيمثل نقلة رياضية نوعية في المملكة، الرياض تعرضت في السنوات الأخيرة لأكثر من نقلة استثنائية؛ ليس على مستوى الرياضة فحسب، بل على عدد كبير من المستويات لا ينكرها أحد، لقد ضربت الرياض والرياضة السعودية تحديا جديدا في عالم كرة القدم، فلم تكتف في الاستثمار الرياضي في الأندية الكبرى واستقدمت كبار لاعبي العالم الذي تم هذا الموسم، ولا تزال قائمة الأسماء المرشحة والراغبة أن تنضم للدوري السعودي في قائمة الانتظار لموسم الانتقالات الشتوية، بل توجت هذه الخطوات الاستثمارية بخطوات أخرى واحدة منها كأس العالم 2034 فما يعني أن تستضيف المملكة كأس العالم؟!

نقلة على مستوى البنية التحتية، فالدولة التي تخطط لاستضافة أكثر من 47 منتخبا عالميا وجماهيرهم المهووسة بكرة القدم مع ما يترتب على استضافة هذه المنتخبات من تنقلات وسكن وترفيه وملاعب وحياة يومية يعني أن تكون لدينا البنية التحتية القادرة على استيعاب هذه الأعداد، أما تجربة المملكة في استضافة أعداد كبيرة في وقت محدود فهي تجربة قديمة يتم تحسينها باستمرار بسبب خبرة المملكة الكبيرة في موسم الحج، وإن كانت البنية التحتية المتوفرة الآن كافية؛ إلا أن الأمر يعني مزيدا من العناية فهذه البنية سوف تعكس استعداد المملكة لاستضافة فعاليات عالمية أخرى فهي جاهزة لكل حدث وفعالية!

أما على مستوى السياحة والترفيه فأكثر من أربعة ملايين شخص مستهدف في زيارة المملكة في ظرف مدة زمنية مقدارها شهر في المملكة، فإن كان مونديال قطر 2022 في ظل 36 منتخبا تراوح عدد الجماهير الذي حضروا المباريات 3 ملايين فإن المملكة مرشحة أن يصل العدد من أربعة ملايين إلى خمسة ملايين مشجع، وهذا يعني أن البرامج السعودية المعدة بأيدي سعودية واستثمار سعودي جاهز لتنفيذها ونجاحها بإذن الله.

ماذا سيحدث في اقتصاديات المملكة؟ ستكون فرص التوظيف بالجملة بإذن الله فالسواعد السعودية جاهزة لدخول هذا التحدي، والاستثمارات السعودية جاهزة هي الأخرى للتمويل لتكون في عز يقظتها لتقتنص الفرص القادمة إليها من العالم، وليس هذا فحسب، بل إن كل الخدمات الحكومية والخاصة – من اتصالات ومواصلات وغيرها - ستكون في أكثر لحظتها استعدادا من أجل تقديم خدمات تليق بهذه التظاهرة العالمية، بل لن نبالغ إن قلنا ستكون هذه فرصة لجذب استثمارات عالمية للمملكة التي ستفتح ذراعيها للعالم وترحب به فهي بلد ودود لكل شعوب العالم الصديقة.

لكن ماذا عن صورة المملكة، ستكون فرصة عالمية أخرى للمملكة من ضمن فرص لا تزال هذه الدولة الشابة تنشرها عن نفسها لتقول للعالم أن السعودية ليست بترول وصحراء فحسب، بل هي ثقافة شعب وحياة ولا أفضل من هذه الأحداث للاستثمار فيها، لتخرج لنا صورة مشرقة لبلدنا أمام العالم وإظهار حجم التسامح والتعددية وتقبل الآخر ولا أفضل من هذه التظاهرة العالمية لتكون هي واحدة من ركائز الانطلاق بالمملكة!

يمكنني القول إن السعودية الآن لا تعتمد على فرصة واحدة لتقديم نفسها للعالم بل على أكثر من فرصة وأكثر من زاوية وأكثر من رؤية، فمرة من خلال السياحة وأخرى من خلال الترفيه ومرة أخرة خلال كرة القدم والرياضة بشكل عام، ومرات أخرى من خلال فرص الاستثمار المحلية والعالمية بالإضافة إلى التقنية بوابة المملكة للعالمية، كل هذه ألا تشير إلى أننا موعودون بمستقبل رائع في المملكة؟!

Halemalbaarrak@