لسنا أرقاما مشروع فلسطيني يثير تعاطف العالم

صحفي فقد 21 من عائلته يحول حياة الشهداء إلى قصص إنسانية تهز القلوب
صحفي فقد 21 من عائلته يحول حياة الشهداء إلى قصص إنسانية تهز القلوب

الاثنين - 13 نوفمبر 2023

Mon - 13 Nov 2023

تروى القصة عن الطفلة الفلسطينية سلوى محمد شعث التي تحاول كبح دموعها، بعدما سالت على وجنتيها حين سمعت اسم والدها الشهيد خلال حفل تكريم في غزة، اليوم التالي صورة أخرى لأطفال يلهون في شوارع غزة، تملأ الضحكة وجوههم مع تعليق «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

على مدار 5 أعوام كانت تلك الطريقة هي النهج الذي سار عليه مشروع «لسنا أرقاما» للصحفي الفلسطيني أحمد الناعوق الذي فقد 21 شخصا من عائلته، ليحكي عن مزيج الحياة والموت في المدينة الأبية، في الصباح يستشهد شاب وفي المساء تتزوج صبية، هنا يصبح الحديث عن الأمل ليس نسجا من الخيال لكن واقعا يعاش يوميا.

شاب ملهم
فقد أحمد الناعوق رغبته في الحياة بعد استشهاد شقيقه الأكبر في غارة جوية على غزة عام 2014، وفي مكالمة هاتفية مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أقنعه أحد زملاء المهنة بالكتابة عن شقيقه وتحويل حزنه إلى شيء مثمر.

قام الناعوق مع زميل أمريكي بتأسيس مشروع «نحن لسنا أرقاما»، ليدرب الكتاب الشباب في غزة وينشر مقالاتهم الشخصية باللغة الإنجليزية، حيث تقوم فكرة المشروع على أساس أن الإحصاءات لا تثير التعاطف والتحرك، فيما تلهب القصص الشخصية المشاعر والأحاسيس والجوانب الإنسانية.

ذكرى الموت
بدأت حملة «نحن لسنا أرقاما» كوسيلة لإحياء ذكرى الموتى، لكنها سرعان ما تحولت إلى شريان حياة للأحياء، وبالنسبة إلى شباب غزة العالقين في نظام سياسي يمنح حقوقا قليلة وفي اقتصاد محاصر لا يقدم سوى القليل من الوظائف، يوفر ذلك منفذا حيويا للتعبير عن الذات.

شارك في الحملة أكثر من 350 شخصا منذ بدايتها، لقد كتبوا عن الوقوع في الحب في زمن الحرب مثل «أخشى أن أكون العروس الميتة التالية»، وعن النحت «تحويل الرصاص إلى فن» والمال «دورة حياة الخريج الفلسطيني»، أسهموا بمقالات عن الشوق لمغادرة غزة والشوق للعودة إليها.

تتمثل مهمة المشروع في منح الفلسطينيين فرصة لسرد قصصهم الخاصة بدون الاعتماد على مقررين غربيين أو وسطاء أجانب.

سرد القصص
على الرغم من أن المشروع يجمع بين صحفيين وناشطين طموحين ومرشدين في الولايات المتحدة وأوروبا يقدمون لهم النصائح بشأن كتاباتهم، يبقى الهدف هو السماح للفلسطينيين بتحديد القصص التي سيتم سردها، حسب بام بيلي التي شاركت في تأسيس المشروع مع الناعوق.

إنه جزء من اتجاه أوسع للفلسطينيين كي يتحدثوا مباشرة إلى العالم والذي تم تمكينه من خلال ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات مثل ترجمة قوقل، ولعل هذا هو السبب وراء إظهار استطلاعات الرأي قيادة مؤسسة غالوب تعاطفا متزايدا مع الفلسطينيين منذ سنة 2018، خصوصا بين جيل الألفية والديموقراطيين.

لقد كان من الصعب في الولايات المتحدة سماع وجهة نظر فلسطينية حول الصراع، ففي حين أن لدى الإسرائيليين سفارة في واشنطن لم يتمتع الفلسطينيون بنفس القدرة في العلاقات العامة، والآن يتم سد هذه الفجوة من خلال منشورات مؤلمة على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص عاديين قتل أفراد عائلاتهم للتو على يد الجيش الإسرائيلي.

مناهضة العنف
حصل الناعوق على إذن لمغادرة غزة في 2019 للالتحاق بكلية للصحافة في بريطانيا، أصبح يعيش الآن في لندن ويساعد في إدارة المشروع من بعيد، وأخبر ستوكمان أنه يؤمن من كل قلبه بالسلام ويناهض العنف بشدة»، وهي وجهة نظر عالمية قال إنه طورها كصحفي ومدافع عن حقوق الإنسان.

قال «إنه يرفض قتل أي مدنيين، بمن فيهم أولئك الذين قتلوا في هجمات 7 أكتوبر»، كما أصر على أن التعايش السلمي لا يمكن تحقيقه إلا عندما يفهم الإسرائيليون الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون ويعالجونه.

قبل بضع سنوات، بدا الأمر كما لو أنه قد يحدث، عندما بدأ يهود بترجمة مقالات «نحن لسنا أرقاما» إلى اللغة العبرية ونشرها على فيس بوك، على أمل أن يكون التغيير ممكنا.

عبر الجدار
بدأ الناعوق مشروعا جديدا مع صحفي إسرائيلي يسمى «عبر الجدار»، أنتج قصصا من غزة لجمهور إسرائيلي، لكن منذ السابع من أكتوبر، تبددت الآمال بفعل أعمال عنف لا تطاق.

أصبح «نحن لسنا أرقاماً» الآن مليئا بالكتابة عما يعنيه أن تعرفوا أنه يمكن أن تموتوا في أي لحظة، وعن تحية إلى أرواح الكتاب الذين ماتوا، من بين هؤلاء هدى السوسي، شابة كتبت السنة الماضية مقالا عن الفن قتلت بفعل غارة جوية إسرائيلية يوم 23 أكتوبر حسب الموقع.

واستشهد يوسف ماهر دواس الذي كتب عن تدمير بستان الفاكهة الخاص بعائلته في 14 أكتوبر، وفي 20 أكتوبر مات محمود الناعوق، وهو الشقيق الأصغر لأحمد الناعوق، وقد أجرى مقابلات مع سكان غزة حول آرائهم بالعقوبات الأمريكية على فنزويلا.

حدث ذلك عندما سوت قنبلة منزل والدهم بالأرض، مما أسفر عن مقتل 21 فردا من أفراد عائلتهم.

أحمد الناعوق.. من يكون؟
  • صحفي فلسطيني عمره 29 عاما.
  • ولد في حي دير البلح، وسط قطاع غزة.
  • استشهد 21 فردا من عائلته في قصف منزلهم.
  • يعيش في بريطانيا ونشط بالصحافة الإنجليزية.
  • مسؤول التواصل والمناصرة في الأورومتوسطي.