أحمد الهلالي

الصهيونية تكشر عن أنيابها والعرب يتناطحون!

السبت - 11 نوفمبر 2023

Sat - 11 Nov 2023

تتعرض غزة لهجوم وحشي وإبادة جماعية مروعة تقودها الصهيونية العالمية، وقد استنهضت كل طاقاتها لتنفيذ مخططها الرهيب على القطاع وسكانه، وعلى فلسطين والمنطقة العربية، ولا يبدو البتة أن الأمر جاء ردة فعل على ما حدث يوم 7 أكتوبر، بل ذلك التاريخ هو حجر الدومينو الأول الذي يؤدي سقوطه إلى سقوط كل الأحجار التالية بعده، فهو جزء أساسي من المخطط، وقد هيأت إسرائيل كل شيء من أجل خدمة مخططها، فهبت الصهيونية الغربية هبة رجل واحد، عسكريا وسياسيا وإعلاميا بعد الأخبار الأولى، وما تزال تفتك بالقطاع، وترهب المحيط العربي.

إننا اليوم في واقع يفرضه اليسار الغربي المتصهين، انقلب على كل شيء، حتى على شعارات الحضارة الغربية ومثلها، ولا بوادر لتوقف دوران هذه العجلة المروعة، في ظل نزعة السيطرة وصياغة عالم جديد يخضع بأكمله لمبادئ الصهيونية العالمية، بعد أن كشرت عن أنيابها بداية بفرض المثلية الجنسية على المجتمع الغربي بالترهيب، ثم تضاعف هوسها القمعي بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما غزة اليوم إلا حلقة في سلسلة رهيبة سيكتوي بلظاها العالم بأسره.

لقد أصيب العالم كله بصدمة وخيبة أمل مما آلت إليه الأمور، وبات أمن المجتمعات والأفراد على المحك، وقد صحا الشعب الأمريكي على يد الصهيونية تطوق عنقه، وانتبهوا أخيرا إلى الماسونية، وجماعات الضغط الصهيونية وعلى رأسها أيباك المسيطرة على الكونجرس، ومثله المجتمع الأوروبي، وهاهم يحاولون المناورة والتمرد على سوط الصهيونية Anti-Semitism (معاداة السامية)، فظهرت أصوات تكشف للمجتمعات الغربية قوة السيطرة الصهيونية، وتحاول بحث المسكوت عنه في تاريخ اليهود في أوروبا، والأسباب التي دفعت النازية إلى الهولوكوست (المحرقة النازية لليهود)، وما تلاها من ويلات على الألمان في دول أوروبية مختلفة.

المؤسف في هذا السيناريو أن الشعوب العربية ما تزال تختطفها قوى الظلام والفوضى في المنطقة، فشعوب يسيطر عليها خطاب الخمينية، وأخرى يسيطر عليها خطاب الإخوان، وشعوب وأفراد مرتزقة لهم أهدافهم الضيقة، وقليل من الشعوب تعي ما يدور في المنطقة، وتراقب بحذر، خشية التداعيات التي يبني مساراتها مخطط الصهيونية، وخشية الغوغائية التي تحركها القوى الظلامية في المنطقة.

إننا اليوم أمام واقع عالمي مأزوم، انقلب على كل المبادئ والقيم، وزيف كل الحقائق، ويمكن أن تقرأ خيبة الأمل العالمية في مسرح منظمة الأمم المتحدة، وفي تغريدات وخطابات أمينها العام أنطونيو غوتيرش، فلم تعد اللغة الدبلوماسية ولا قرارات الشرعية الدولية تعني شيئا، وقد وجد منظمته والنظام العالمي عاجزا عن إيقاف المجازر والمذابح، وضعيفا أمام تزييف الوقائع والأحداث.

ما أود قوله، إنه يجب على الشعوب العربية
أن تستثمر حاليا صحوة المجتمعات الغربية على تهاوي قيمها، واكتشافها الورم الصهيوني الخبيث الجاثم على ضمير العالم، وأن تبادر إلى دعم كل الأصوات العالمية العالية وتؤازرها وتقدم لها العون المعنوي والمعلوماتي لدعم استمرارها في إيقاظ الرأي العالمي المخدر بفعل الآلة الإعلامية الصهيونية الرهيبة، سواء في الإعلام التقليدي، أو مواقع الإعلام الجديد التي تحيزت للشر، وكيفت خوارزمياتها على تقييد الحقيقة، التي ينشرها مناهضو الصهيونية من أي مكان في العالم، وقد قرأت من خلال ترجمات العبرية تجنيد الصهاينة لكل طاقاتهم لإقناع المؤثرين المحايدين في الغرب برواياتهم، سواء بالترغيب المالي، أو بالترهيب بتهم محاربة السامية، بينما كثير من الشعوب العربية تتناطح فيما بينها وتتبادل التهم كعادتها مع كل حادث في المنطقة.

ahmad_helali@