نبيل عبدالحفيظ الحكمي

استراتيجيات وطنية لتطوير الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في السعودية

الخميس - 09 نوفمبر 2023

Thu - 09 Nov 2023

المملكة العربية السعودية تتوجه وبقوة في مجال الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية وتتطلع أن تكون رائدة عالميا في هذه الصناعات ومركزا متميزا لها، وهذا يتطلب بلاشك جهدا واستراتيجيات واضحة وواعدة والتي تشمل مجموعة متنوعة من الجوانب تتراوح من البحث والتطوير والابتكار إلى التصنيع ضمن إطار تنظيمي متميز.

في هذا المقال سوف نذكر بعض ملامح خارطة طريق توضح الخطوات التي تتخذها المملكة لتحقيق هذا الهدف الطموح.

تقوم المملكة بالاستثمار في البحث والتطوير والابتكار وذلك من خلال إنشاء مراكز بحثية متميزة وشراكات بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والمؤسسات البحثية والتركيز على البحث المتقدم في اكتشاف وتطوير الأدوية، ومن أهم المبادرات مؤخرا في هذا المجال ما تقوم به هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار من برامج ودعم كبير للباحثين والمراكز البحثية في القطاعات الحكومية والخاصة بشكل متميز.

وأيضا تشجيع الابتكار وذلك بتوفير حوافز للبحث والتطوير، وحماية الملكية الفكرية، ونقل التقنية وتعزيز التعاون بين الشركات الناشئة والشركات الدوائية المبتكرة والمراكز البحثية.

كما أن توطين التجارب السريرية لها دور كبير في تطوير البيئة الداعمة لتطوير الصناعات الدوائية وقد يكون ذلك من خلال جذب شركات دوائية عالمية لاختبار منتجاتها في السعودية.

تقوم المملكة بشكل كبير في تطوير القوى العاملة والمتميزة وذلك من خلال الاستثمار في برامج التعليم والتدريب لتطوير قوى عاملة ذات خبرة ومهارة عالية في مجال الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية والمجالات ذات الصلة.

وأيضا تطوير البنية التحتية هام جدا وذلك ببناء مرافق بحثية وصناعية حديثة تلتزم بمعايير الجودة الدولية.

مما يسهم هذا في تسهيل الابتكار والتطوير والإنتاج المحلي ووضع المملكة العربية السعودية في مكانة متقدمة كوجهة جاذبة للصناعات الدوائية.

تطوير التنظيم القانوني وذلك تبسيط وتحديث العمليات التنظيمية لتسريع موافقات الأدوية الحديثة وضمان الامتثال للمعايير الدولية حيث سوف يعزز هذا الأمر من ثقة المستثمرين ويجذب الشركات الدوائية الدولية لإقامة أنشطتها في السعودية.

أيضا الحوافز الاستثمارية الجذابة مثل تخفيضات الضرائب والمنح والدعم المالي للشركات الدوائية، حيث يمكن أن تشجع هذه الحوافز الاستثمار المحلي والأجنبي في هذا القطاع الواعد.

الوصول إلى الأسواق العالمية وذلك من خلال تأسيس اتفاقيات تجارية وتعاون مع دول أخرى لتسهيل تصدير المنتجات الدوائية السعودية.

وأيضا تنمية الشراكات العامة والخاصة وذلك من خلال تعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة والأوساط الأكاديمية لتعزيز الابتكار والبحث والتطوير. يمكن أن تجمع الشراكات العامة والخاصة بين الموارد والخبرات لتحقيق النمو المتبادل. أيضا اعتماد ممارسات مستدامة في الصناعات الدوائية للحد من التأثير البيئي. يمكن أن تعزز هذه الإجراءات السمعة المتميزة لمنتجات الأدوية المصنوعة في السعودية على الصعيدين المحلي والعالمي.

ويعد إطلاق حملات تسويق مستهدفة وترويجية لتسليط الضوء على تقدم السعودية في القطاع الدوائي من الخطوات الهامة لتوعية المستهلكين بالجودة والأمان والابتكار المرتبطة بالأدوية المصنوعة في المملكة.

وأخيرا من خلال اعتماد نهج شامل يشمل البحث والابتكار والتصنيع والتنظيم والشراكات العالمية، المملكة العربية السعودية لديها إمكانية تحقيق مكانة ريادية في الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية والتي تسهم في نمو اقتصادها والتقدم العالمي في مجال الرعاية الصحية.


nabilalhakamy@