جرس إنذار من السكري الخليجي والعالمي
الأربعاء - 08 نوفمبر 2023
Wed - 08 Nov 2023
نحتفل في هذا الشهر، نوفمبر 2023 بمناسبتين، كلتاهما مرتبطة بداء السكري، الأولى أسبوع السكري الخليجي الذي ينطلق اليوم الثامن من نوفمبر، فيما يحتفل المجتمع الدولي في 14 الجاري أي في يوم اختتام المناسبة الأولى باليوم العالمي لداء السكري، وكلتا المناسبتين هدفها رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري ومخاطره ومضاعفاته في المجتمعات، وتشجيع التشخيص المبكر، والتوعية بطرق الوقاية من المرض وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، وتعزيز دور الأسرة في حماية ووقاية أبنائها من المرض.
بالطبع قد يكون التركيز أكثر في المناسبتين على النوع الثاني من داء السكري الذي تزداد فرص الإصابة به نتيجة البدانة ونمط الحياة غير الصحي، فلنا أن نتخيل كيف أصبح الطعام في وقتنا الحالي مقارنة بالماضي، فصناعة الغذاء شهدت عبر العقود نقلة كبيرة انعكست آثارها على صحة البشر، إذ زاد استهلاك الطعام المعلب وغيره من المأكولات غير الصحية.
أعود مجددا إلى داء السكري النوع الثاني، ففي السابق وتحديدا قبل ثلاثة عقود كان هذا النوع يصيب كبار السن أكثر، ولكن الآن ومع التمدن وحياة الرفاهية أصبح هذا النوع يصيب جميع الشرائح العمرية من الصغار والكبار معا.
وللأسف الشديد فإن الغالبية العظمى من البشر لديهم فكرة محددة عن سبب زيادة الوزن وهي أن زيادة الأكل وعدم ممارسة الرياضة والخمول يترتب عليه زيادة الوزن فقط، ولكن ما يجهلونه أنه عند الإصابة بالسمنة هناك مرض قد تزداد فرص الإصابة به ويتعرضون له بكل سهولة وهو السكري النمط الثاني المرتبط بالبدانة.
ويظل السؤال: ما علاقة السمنة بمرض السكري المكتسب أو بمعنى آخر كيف تحدث هذه الإصابة؟
الإجابة بكل بساطة هي أن الإصابة بمرض السكر النمط الثاني تحدث بسبب مقاومة الأنسولين، والذي يتسبب في حدوث هذه المقاومة العديد من العوامل أهمها أن زيادة الوزن تجعل الغشاء الداخلي المبطن للخلايا يرسل إشارات لتهدئة مستقبلات الأنسولين بخلايا الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع معدل السكر بالدم والذي بدوره يؤدي للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، أو كعامل ثان قد تحدث مقاومة الأنسولين عن طريق إفراز هرمون الرزيستين الذي يتم إفرازه من الخلايا الدهنية بسبب زيادة وزن الشخص، حيث إفراز هرمون الرزيستين يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين الموجود بخلايا الكبد، وكعامل ثالث قد تحدث مقاومة الأنسولين أيضا بسبب تراكم الدهون بمنطقة الخصر والتي تؤدي إلى تغير في عملية التمثيل الغذائي التي تحفز إفراز جزيئات الدهون في الجسم وبالتالي مقاومة الأنسولين.
ومن لطف الله الكريم وعنايته بعباده أن هناك بعض العلامات والإشارات التي تحذر الشخص بأنه في مرحلة غير صحية بسبب تجاوز وزنه، وهي مرحلة مقاومة الأنسولين أو مقدمات السكري، إذ إنه غالبا ما تتطور علامات وأعراض النوع الثاني من داء السكري ببطء، ويمكن ظهور العلامات والأعراض التالية لداء السكري من النوع الثاني وهي زيادة العطش، كثرة التبول، الشعور المتزايد بالجوع، الإرهاق، تغيم الرؤية، وتلون مناطق في البشرة بلون داكن عادة ما تكون في الرقبة أو تحت الإبطين.
وأخيرا.. كيف يمكن أن يتجنب الفرد السكري النمط الثاني والسمنة ومضاعفاتهما المترتبة ؟ ببساطة يجب اتباع أسلوب الحياة الصحية وذلك من خلال العمل على نزول الوزن إلى الوزن المثالي والحفاظ عليه، الاستمرارية في ممارسة النشاط البدني، اتباع النظام الغذائي الصحي المتوازن، تجنب الضغط النفسي والقلق، وبالنسبة للأطفال فيجب تشجيعهم على تناول الطعام الصحي، الحد من تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وأهم نصيحة تشجيعهم على الحركة المستمرة وعدم الجلوس الدائم مع الأجهزة الالكترونية حتى لا تصبح أجسادهم خاملة ويكتسبون المزيد من الكيلوجرامات ومع مرور الوقت يعانون من المشاكل ويبدأ البحث عن الحلول والعلاج، فخير نصيحة أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.