أحمد الهلالي

الطائف مدينة إبداعية.. مبدعة!

السبت - 04 نوفمبر 2023

Sat - 04 Nov 2023


في افتتاح منتدى الشعر العربي الذي تنظمه أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف في مدينة الطائف، بتمكين من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، وقف رئيس جامعة الطائف الدكتور يوسف عسيري وقال في كلمته «الطائف مدينة مبدعة، انشروا هذا واجعلوه شعارا للطائف»، وفي اليوم التالي منحت المديرة العامة لليونسكو «أودري أزولاي» 55 مدينة تسمية المدن الإبداعية وجاءت الطائف واحدة منها لتنضم إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، وهي مفارقة عجيبة حقا، أعني فارق التوقيت بين حديث العسيري ومديرة اليونسكو.

إن الطائف في حقيقتها مدينة مبدعة، اختارها العرب الأوائل فكانت مهدا لأشهر فنونهم الإبداعية (الشعر)، ومكان لقائهم السنوي، فاحتضنته عكاظ وما يزال إلى هذا اليوم شاهدا أمينا على قيمة مدينتنا الإبداعية، واستمر إبداع الطائف عبر كل العصور، ومن يتجول في المجلدات الثلاثة لكتاب الشوق الطائف حول قطر الطائف للمؤرخ حماد السالمي، سيجده غنيا بالإبداع من الطائف، وحولها.

إن تحدثت أسطورة «الطائف قطعة من الشام» عن تعليل جمال (المكان) الطائف ونقائها حتى نالت لقب «المدينة الصحية»، فإن إنسانها المبدع قد نال شهادة رئيس جامعة الطائف واليونسكو فصير مدينته مدينة مبدعة، فالطائف ولادة، أنجبت الشعراء والأدباء والفنانين في المسرح والتشكيل والدراما، والفنانين في الغناء والتلحين والموسيقا، وأنجبت مبدعي ومبدعات الحرف في شتى المجالات، وأنجبت مبدعي الورد، والعنب والرمان، ومبدعي النشاط السياحي للمصيف الأول.

إنها الطائف مدينة الإبداع، وهكذا اعتبرها قرار إنشاء الأندية الأدبية السعودية عام 1975م، فكان نادي الطائف الأدبي ضمن أول خمسة أندية أدبية، وبعده بأربع سنوات أنشئت جمعية الثقافة والفنون، وقامت المؤسستان بدورهما إلى جوار المؤسسات التعليمية والأكاديمية، والمؤسسات الحكومية والخاصة، والصالونات الخاصة، وحراك الأفراد في شتى المجالات الإبداعية، في مجتمع متنوع متفاعل اهتم بموروثاته الأدبية والثقافية فلكورا، وأدبا شعبيا، وسينما، وموسيقا، وحرف وفنون ومتاحف، وغيرها الكثير.

استمر إبداع الطائف وما يزال، حاملا شعلة الإبداع، ممثلا في مؤسساته المذكورة، مضافا إليها سوق عكاظ الذي أحياه سمو الأمير خالد الفيصل، وأكاديمية الشعر العربي، وموسوعة أدب، وجماعة فرقد الإبداعية، ومركز تاريخ الطائف، ونادي كفاءات، ومنتدى السالمي، ومنتدى الثقفي، وجمعية فتاة ثقيف، وصالون تأويل البلاغي، وجماعات تشكيلية وفوتوغرافية وموسيقية متنوعة، واستديوهات الفنون الشعبية، وفرق الفلكلور، ومراكز الأحياء، ومقاهي الشريك الأدبي، وغيرها العشرات من الجماعات والمؤسسات الإبداعية.

كل هذا وأكثر، صير الإبداع أساسيا في نسيج مجتمع الطائف، وأساسيا في قراراتها التنموية التي تمس الإنسان والمكان، وهذا ما سمعته شخصيا في حديث سمو محافظ الطائف الأمير سعود بن نهار، في لقائه بمنسوبي أدبي الطائف، ولا أفوت هذه المناسبة لأعبر عن شكري وتهنئتي لسموه ولأهالي الطائف والوطن كله قيادة وشعبا، ولوزارة الثقافة ووزيرها المبدع بدر بن فرحان، فاختيار الطائف مدينة مبدعة يعد إنجازا ثقافيا وطنيا عظيما، وستظل مبدعة بجهود المبدعين المخلصين، ودعم قيادتنا المبدعة، التي أولت الإنسان والمكان عنايتها، فكان النتاج عظيما يوازي عظمة البذر والغراس، وإلى مزيد من المدن السعودية المبدعة.