ماجد بن نويصر

هناك ما تخشاه إسرائيل أكثر من حماس

الأربعاء - 01 نوفمبر 2023

Wed - 01 Nov 2023

تتعدد فوائد وسائل التواصل الاجتماعي وتنوع تأثيراتها الإيجابية في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.

وقد أثبتت أهميتها في تغيير العديد من المجالات والتأثير على الحياة اليومية للناس.

ومن بين الجوانب الهامة التي بدأت تلعب فيها وسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا هو التأثير على السياسات الدولية والنزاعات المسلحة.

في هذا السياق، فإن الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في تقليل مدى العمليات العسكرية الإسرائيلية وإفشال مخططاتها يستحق الاهتمام.

يمكن للأفراد والصحفيين والناشطين والمواطنين العاديين نشر الأحداث والتطورات الحالية من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وانستقرام.

هذا يسمح للمجتمع الدولي بالحصول على صورة أكثر حقيقية وشمولية للأحداث التي تجري في المنطقة، ويكشف أحيانا عن الجوانب غير المعروفة أو المغيبة في التقارير الإعلامية الرسمية.

كما ساعدت وسائل التواصل على تنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي في مختلف أنحاء العالم، مما أرغم إسرائيل على التراجع عن بعض خططها وعملياتها العسكرية خشية من ردود الفعل الدولية.

كما لعبت دورا مهما في التوعية بقضية فلسطين وكسب المزيد من التأييد لها.

وقد أسهمت منصات التواصل مثل فيس بوك وتويتر وانستقرام، في تعبئة الناس وحشد الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية.

حيث انتشرت الحملات والهاشتاغات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، مثل #انقذوا_حي_الشيخ_جراح، أو #FreePalestine و #SaveGaza.

يتم توجيه هذا الضغط إلى الحكومات والشركات الدولية لاتخاذ إجراءات تجاه إسرائيل وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية مما أجبر إسرائيل على وقف بعض ممارساتها.

كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منبرا للحركات النشطة التي تسعى لمقاطعة إسرائيل.

حركة (BDS مقاطعة، إنهاء الاستيطان، وفرض العقوبات)، التي بدأت كحملة على الإنترنت، استطاعت أن تجذب الكثير من الأفراد والمنظمات حول العالم، وأصبحت قوة مؤثرة ضغطت على الشركات العالمية لمقاطعة إسرائيل.

هذا النشاط له تأثير ملموس على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى السياسات العسكرية الإسرائيلية.

يمكن استخدام مقاطع الفيديو والصور والشهادات الشخصية كأدلة قوية في التحقيقات الدولية والمحاكم الجنائية.

تلك الأدلة يصعب تجاهلها وتعزز الجهود الدولية لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.

يمكنها أيضا أن تسهم في تنسيق وتنظيم النشاطات والمظاهرات السلمية والحملات الدولية المناهضة للعمليات العسكرية الإسرائيلية.

يمكن للأفراد والمنظمات المعنية بقضية فلسطين استخدام هذه الوسائل للتواصل وتبادل المعلومات والتنسيق لتنظيم فعاليات وحملات تضامنية، منها على سبيل المثال:
  • حملة التضامن مع فلسطين أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في عام 2014.
تم استخدام وسوم (هاشتاغ) مثل #GazaUnderAttack و #PrayForGaza للتعبير عن الدعم والتضامن مع الفلسطينيين. تم تنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدة دول، وتم تبادل الصور والفيديوهات والمعلومات المتعلقة بالأحداث على نطاق واسع.
  • حملة مقاطعة إسرائيل (BDS) واحدة من الحملات العالمية المعروفة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم نشاطاتها.
تهدف الحملة إلى فرض ضغط اقتصادي وسياسي على إسرائيل بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.
  • حملة الدعوة إلى التحقيق الدولي في انتهاكات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تم تنظيم حملات عبر وسوم مثل #InvestigateIsraeliWarCrimes و #ICC4Israel، وتم تشجيع المستخدمين على توجيه الضغط على المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الحقوقية للتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين.

هذا بالنسبة لفلسطين أما إذا أردنا استعراض بعض الأمثلة على قوة تأثير هذه المنابر الاجتماعية حول العالم فهناك الكثير من الأمثلة منها على سبيل المثال:
  • في مصر، لعبت وسائل التواصل دورا أساسيا في تنظيم احتجاجات الربيع العربي عام 2011، حيث استخدم فيس بوك لتحديد أماكن وأوقات التظاهرات.
  • في فرنسا، تم تنظيم احتجاجات السترات الصفراء عبر فيس بوك وتويتر والتي تصاعدت لتشمل عدة مدن فرنسية.
  • في هونج كونج، لعبت وسائل التواصل دورا محوريا في تنسيق احتجاجات 2019 ضد تسليم المطلوبين للصين.
  • في الهند، تم تنظيم العديد من الاحتجاجات عبر واتس أب وفيس بوك ضد قانون المواطنة الهندي المثير للجدل.
  • في لبنان، لعبت وسائل التواصل دورا رئيسا في تنظيم حركة احتجاجات تشرين عام 2019.
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها تواجه أيضا تحديات وتأثيرات سلبية.

يستغل الأطراف المتصارعة هذه الوسائل لنشر الأخبار الكاذبة والتضليل والتلاعب بالرأي العام والتحريض على العنف، مما يؤثر على صورة الصراع ويعيق جهود تحقيق السلام.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتحريض والكراهية أن تزيد من حدة التوترات وتؤدي إلى تصعيد العنف.

لا يجب الاستهانة أبدا بدور هذه المنابر الإعلامية المجانية فجميعنا يذكر أحداث الربيع العربي والدور الشعبي في الاستجابة لحملات التنسيق.

آخر الأمثلة على هذا التأثير ومدى جديته هو ما أعلن عنه إيلون ماسك مؤخرا بخصوص تقديم خدمة الإنترنت الفضائي، ستار لينك، مجانا للمحرومين منها في غزة.

الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل ووعدت بقطعه في حال توفيره.

كما لوحت جماعات الضغط واللوبيات الداعمة لإسرائيل رسائل مبطنة إلى إيلون ماسك مفادها أن ثروتك وإمبراطوريتك الفضائية الحالمة ستذهب إلى حيث لا رجعة.

MBNwaiser@