المسؤولية المنسية
الأربعاء - 01 نوفمبر 2023
Wed - 01 Nov 2023
خلقنا البارئ عز وجل وأوجد معنا نزعة المسؤولية، وهي الجزء الخفي الدافع الذي نمارسه بسلوكياتنا الضمنية والظاهرية؛ وحملنا أمانة عظيمة أوكلنا بها رب العزة والجلال تبرأت منها الجبال قرنها سبحانه وتعالى بآلية عمل العقل البشري الذي مكننا منه وكرمنا به الخالق عن سائر المخلوقات؛ فالإنسان هو الكائن الوحيد المسؤول بعقله؛ والذي سأتحدث عنه هو جزء من عدة مسؤوليات أخرى نحن موقوفون بسببها؛ قال تعالى «وقفوهم إنهم مسؤولون» الآية 24 سورة الصافات.
ماذا فعلنا تجاهها وكيف تصرفنا معها ولماذا لم نمنحها حقها ومتى أشبعناها حقها وأين تكمن واجباتها وحقوقها الملزمة علينا؟
المسؤولية المنسية هي تلك المسؤولية المهمشة من الأب والأم تجاه أبنائهما؛ والتي من المفترض أن يتمسكان بها ويمارسانها معهم من الصغر وحتى مرحلة البلوغ وما بعدها من النضج ومن ثم التأهل إلى الزواج؛ فلكل واحد من الأبوين له دور مهم يلعبه مع الآخر؛ الزوج تجاه زوجته والزوجة تجاه زوجها حتى يصونا العلاقة وإن تفرقا بسبب الطلاق؛ فالرعاية الوالدية كالأكل والشرب وتوفير المأوى والكسوة مهم جدا ولكن الأهم من ذلك هو كيفية نقل الأثر الممتد بالحب بالنمذجة السلوكية.
ترك الحبل على الغارب في دلال الأبناء في الصغر كارثة لا يحمد عقباها عند الكبر؛ فالأب المتناسي لدور المسؤولية بتخبطه في حياته وانشغاله في عمله واهتماماته والأم بإهمالها واهتمامها بحالها ومن هم في دائرة صداقاتها ومجتمعها؛ ينتج عنه غياب المسؤولية الأصلية للدور الوالدي في نمو التربية المشاعرية حتى وإن أصبحوا كبارا متزوجين ومستقلين بالتركيز على متابعة أحوال الأبناء وفلذات الأكباد عاطفيا من خلال الاستشعار الأبوي بتلمس ما يسعدهم والبعد عما يغضبهم بالنظرة والكلمة بالتلميح والتصريح بالقول والعمل.
المسؤولية الوالدية ليست علاقة مادية بقدر ما أعطى بالتالي كم العائد بل هي رابط معنوي عميق يتقوى بملء الخانة المشاعرية إنسانيا والتي لا يستطيع فهمها سوى الأب مع ابنته والأم مع ابنها.
كان عليه الصلاة والسلام في تربيته المشاعرية لابنته فاطمة رضي الله عنها يصرح ويعلن: بأن «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني» وفي رواية «ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها»؛ وإذا دخلت عليه رضي الله عنها يقف ويقبلها على جبينها ويجلسها مكانه؛ وكان عليه الصلاة والسلام يرفع من شأنها ويلقبها بأم أبيها؛ ويقول بأن فاطمة سيدة أهل الجنة؛ وكان يعزها بحرصه على زيارتها وحبه لابنيها الحسن والحسين رضي الله عنهما؛ وزوجها علي رضي الله عنه الذي كان يكنيه بأبي تراب.
في هذا الأثر النبوي والتصريح المشاعري كان عليه الصلاة والسلام يردم فجوة الفراغ العاطفي والجانب المشاعري لدى ابنته وقرة عينه فاطمة رضي الله عنها هي وأسرتها؛ فأين نحن من هذه السنة النبوية والعادة الإيجابية والمسؤولية المنسية.
قال عليه الصلاة والسلام «من لا يرحم لا يرحم».
والله المستعان.
Yos123Omar@
ماذا فعلنا تجاهها وكيف تصرفنا معها ولماذا لم نمنحها حقها ومتى أشبعناها حقها وأين تكمن واجباتها وحقوقها الملزمة علينا؟
المسؤولية المنسية هي تلك المسؤولية المهمشة من الأب والأم تجاه أبنائهما؛ والتي من المفترض أن يتمسكان بها ويمارسانها معهم من الصغر وحتى مرحلة البلوغ وما بعدها من النضج ومن ثم التأهل إلى الزواج؛ فلكل واحد من الأبوين له دور مهم يلعبه مع الآخر؛ الزوج تجاه زوجته والزوجة تجاه زوجها حتى يصونا العلاقة وإن تفرقا بسبب الطلاق؛ فالرعاية الوالدية كالأكل والشرب وتوفير المأوى والكسوة مهم جدا ولكن الأهم من ذلك هو كيفية نقل الأثر الممتد بالحب بالنمذجة السلوكية.
ترك الحبل على الغارب في دلال الأبناء في الصغر كارثة لا يحمد عقباها عند الكبر؛ فالأب المتناسي لدور المسؤولية بتخبطه في حياته وانشغاله في عمله واهتماماته والأم بإهمالها واهتمامها بحالها ومن هم في دائرة صداقاتها ومجتمعها؛ ينتج عنه غياب المسؤولية الأصلية للدور الوالدي في نمو التربية المشاعرية حتى وإن أصبحوا كبارا متزوجين ومستقلين بالتركيز على متابعة أحوال الأبناء وفلذات الأكباد عاطفيا من خلال الاستشعار الأبوي بتلمس ما يسعدهم والبعد عما يغضبهم بالنظرة والكلمة بالتلميح والتصريح بالقول والعمل.
المسؤولية الوالدية ليست علاقة مادية بقدر ما أعطى بالتالي كم العائد بل هي رابط معنوي عميق يتقوى بملء الخانة المشاعرية إنسانيا والتي لا يستطيع فهمها سوى الأب مع ابنته والأم مع ابنها.
كان عليه الصلاة والسلام في تربيته المشاعرية لابنته فاطمة رضي الله عنها يصرح ويعلن: بأن «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني» وفي رواية «ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها»؛ وإذا دخلت عليه رضي الله عنها يقف ويقبلها على جبينها ويجلسها مكانه؛ وكان عليه الصلاة والسلام يرفع من شأنها ويلقبها بأم أبيها؛ ويقول بأن فاطمة سيدة أهل الجنة؛ وكان يعزها بحرصه على زيارتها وحبه لابنيها الحسن والحسين رضي الله عنهما؛ وزوجها علي رضي الله عنه الذي كان يكنيه بأبي تراب.
في هذا الأثر النبوي والتصريح المشاعري كان عليه الصلاة والسلام يردم فجوة الفراغ العاطفي والجانب المشاعري لدى ابنته وقرة عينه فاطمة رضي الله عنها هي وأسرتها؛ فأين نحن من هذه السنة النبوية والعادة الإيجابية والمسؤولية المنسية.
قال عليه الصلاة والسلام «من لا يرحم لا يرحم».
والله المستعان.
Yos123Omar@