"القلّاف" يلفت الأنظار لحرفة إصلاح السفن في "مهرجان النّهام"

الثلاثاء - 31 أكتوبر 2023

Tue - 31 Oct 2023

وقف زوار "مهرجان النهام" الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في الواجهة البحرية بالدمام، على أركان الحرفيين ذوي المهن التراثية التي ارتبطت بالحياة القديمة حول مدن الخليج في زمن البحارة والنهامة، ومن أوثق تلك المهن ارتباطاً بمجال الإبحار للتجارة والغوص والصيد هي مهنة صناعة القوارب الخشبية وإصلاحها المعروفة بـ "القلافة". حيث يعد القلاف رمزاً تراثياً أصيلاً لا غنى للبحارة عن مساهماته ولمساته عند رسو سفنهم على الشواطئ أو قبل انطلاقها.

وتتطلب مهنة "القلافة" مهارات يدوية وذهنية كبيرة، حيث إن أي خطأ يمكن أن يتسبب بحدوث أضراراً لا يمكن حصرها، وبالتالي التأثير على جودة الزورق أو المركب وهو ما قد يترتب عليه خطر كبير على حياة طاقم الإبحار، خلال رحلاتهم البحرية.

وللتعليق عن تفاصيل الحرفة، كشف القلاف محمد عيسى العلي، الذي يزاول مهنة صيانة القوارب منذ أكثر من 39 عاماً، وذلك في جزيرة دارين بمحافظة القطيف، بأن المهنة التي كان الأجداد يزاولونها لتأمين وسائل نقل تجارية مهمة تتمثل بمراكب السفر والصيد والتجارة، ما جعل القلاف المتخصص في صناعة السفن يسمى "أستاذ" نظراً لخبرته الطويلة في تصميم السفن، وقيادة فريق العمل لتشييد المركب حسب المواصفات المطلوبة.

وقال: "لا يخفى على الكثيرين تأثر العديد من الحرف المتعلقة بالبحر، بعد التطورات الكثيرة التي يشهدها العالم، ومن تلك المهن والحرف "القلافة" التي كانت الأساس الأول لصناعة وصيانة السفن، في كافة المدن الساحلية، حيث تغيرت السفن والزوارق الخشبية إلى أخرى مصنوعة من الفايبر، فيما انحسر عدد المتخصصين في هذا المجال بعد أن توفرت أيدي عاملة من خارج المملكة، إضافة لابتعاد العديد من أبناء الأجيال السابقة المتخصصين في مجال القلافة، واتجاههم لدراسة المجالات المطلوبة في سوق العمل السعودي".

وأكد العلي أن القلّاف قبل أن يتمتع بالحرفية العالية والدقة اللامتناهية والاتقان في استخدام الأدوات، يجب أن يكون أميناً تجاه حرفته، حيث إن أدنى عيب في صناعة القوارب يمكن أن يهدد طاقمها أو يسبب لهم خسائر كبيرة.في الأرواح والممتلكات، مشيراً إلى أن أبرز استخدامات القوارب الصغيرة التي دأب على صنعها، تتمثل في صيد الروبيان من مياه الخليج، إضافة لرحلات صيد الأسماك للهواة.

يشار إلى أن مهرجان النّهام الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية ويستمر حتى الثاني من نوفمبر القادم، يهدف لتفعيل مجال الفنون الأدائية المُختلفة في المملكة، حيث يحتفي المهرجان بفن النهمة الأدائي ومختلف مظاهر الحياة البحرية التي ترافقت معه، كما ينطلق ضمن حرص وزارة الثقافة على تحقيق هدفها الاستراتيجي لتعزيز التبادل الثقافي الدولي تحت ظل رؤية السعودية 2030.