أطفال غزة: ارحمونا.. لا نريد الحرب

10 آلاف شهيد ومفقود في 23 يوما.. والموت يحاصر الأبرياء من كل اتجاه
10 آلاف شهيد ومفقود في 23 يوما.. والموت يحاصر الأبرياء من كل اتجاه

الاثنين - 30 أكتوبر 2023

Mon - 30 Oct 2023


فيما ارتفعت حصيلة العدوان على غزة على مدار 23 يوما إلى 10 آلاف شهيد ومفقود تحت الأنقاض، تزايدت صرخات الأطفال في القطاع المحاصر، تطالب العالم بوقف الحرب وإنقاذهم من الموت الذي يحاصرهم من كل الاتجاهات، في ظل الاجتياح والقصف الجوي الإسرائيلي، والمعاناة الإنسانية الكبيرة التي يعيشونها.

ذهبت قرارات الأمم المتحدة سدى، ولم تلتزم إسرائيل بالهدنة الإنسانية واستمرت في قصفها العنيف، وواصلت تدمير المنازل وانتهاك جميع المحرمات في قطاع غزة، ولم تفشل الجهود الدولية في وضع حد للحرب المجنونة التي تسقط آلاف الأطفال الأبرياء.

لا نريد الحرب
قالت الطفلة الفلسطينية تالين ابنة الثانية عشرة من عمرها «ارحمونا، ما بدناش حرب، خلاص زهقنا، نريد أن نعود إلى بيتنا، نعيش حياة طبيعية مثل كل الناس».
تعيش تالين التي عرضت قناة العربية قصتها، في أحد المخيمات الموجودة بجنوب غزة بعدما قصفوا منزلهم في الشمال، وماتت والدتها واختها وأخوها، وفقدت قبلها جدها وجدتها وعمتها، وجاءت مع والدتها وأختها المتبقية خوفا من الموت، تبحث كل يوم الصباح عن بعض الخبز والماء والطعام الذي توفره المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة.. جسدا بلا روح.
آلاف الأطفال في نفس المخيم في عمر تالين وأصغر وأكبر منها، كلهم يكرهون الحرب، ولا علاقة لهم بالصراع الدائر، كل ما يبحثون عنه هو العيش في سلام.

10 آلاف شهيد
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس في غزة أمس، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 23 يوما ارتفعت إلى 10 آلاف قتيل ومفقود تحت الأنقاض.
وقال المكتب الإعلامي، «إن الاحتلال واصل غاراته المكثفة والقصف المدفعي على مناطق مختلفة في قطاع غزة مخلفا عشرات القتلى والجرحى، سمعت أصوات اشتباكات عنيفة، على الحدود الشمالية لقطاع غزة، ناتجة عن اشتباكات بين المقاومين والعدوان الذي يحاول الدخول برا إلى القطاع، وغارات جوية عنيفة في داخل القطاع، فيما عادت خدمة الاتصالات والإنترنت بشكل جزئي في مناطق جنوب قطاع غزة.
وأفاد إعلام فلسطيني باندلاع اشتباكات عنيفة بعد محاولة القوات الإسرائيلية التوغل إلى جباليا شمال شرق غزة، كما أفاد بأن مسلحين فلسطينيين تصدوا لمحاولة قوات إسرائيلية التوغل في خان يونس.

انهيار تعليمي
وأعلن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور أمس، استشهاد 2000 طالب في قطاع غزة، وأكثر من 70 من الكادر التعليمي حتى الآن، جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وقال «إن 200 مدرسة تعرضت لعدوان الاحتلال».
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد قطاع غزة المنهك من حصار مستمر منذ 23 يوما، فيما ارتفعت أعداد ضحايا العمليات الإسرائيلية على القطاع إلى أكثر من 10 آلاف و20 ألف مصاب.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن الوضع في قطاع غزة يتدهور بسرعة، داعيا مجددا إلى وقف إطلاق نار لوضع حد لـ»كابوس» إراقة الدماء، وقال خلال زيارة إلى العاصمة النيبالية كاتماندو «الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة»، مبديا أسفه لـ»تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها».

ناقوس الخطر
وأعربت منظمة الصحة العالمية في بيان، عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بحدوث قصف بالقرب من مستشفيي الإندونيسي والشفاء في قطاع غزة، مشددة على أن المستشفيات في جميع أنحاء القطاع تعمل بالفعل بما يفوق أقصى طاقتها، وهي غير قادرة على استيعاب الارتفاع الكبير في أعداد المرضى والجرحى فيما تؤوي آلاف المدنيين.
وأشارت إلى أنها لم تتمكن من التواصل مع موظفيها في غزة، وأضافت أنها تحاول جمع معلومات حول التأثير العام على المدنيين والرعاية الصحية.
وذكرت جميع أطراف النزاع بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك العاملون في مجال الصحة والمرضى والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف.

عنف وألم
وأشار المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من جانبه إلى التقارير التي أفادت بأن القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في غزة خلال الليل كانا الأعنف «لتصل هذه الأزمة المروعة إلى مستوى جديد من العنف والألم».
وأضاف «بالنظر إلى أسلوب سير العمليات العسكرية حتى الآن، وفي سياق الاحتلال على مدى 56 عاما، أدق ناقوس الخطر بشأن العواقب الكارثية المحتملة للعمليات البرية واسعة النطاق في غزة واحتمال أن يلقى آلاف آخرون من المدنيين مصرعهم».
وذكـر تورك جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وقال «إن قصف البنية الأساسية للاتصالات يضع المدنيين في خطر جسيم، إذ لا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني من تحديد مكان الجرحى أو آلاف الناس الذين تفيد التقارير بأنهم ما زالوا تحت الأنقاض».

فشل كارثي
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى خفض التصعيد، وقالت ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة: «إنني أشعر بالصدمة بسبب المستوى الذي لا يطاق من المعاناة البشرية وأحث أطراف الصراع على التهدئة الآن».
وأضافت «إنه من غير المقبول ألا يكون للسكان المدنيين، في قطاع غزة ملاذا آمنا، في مواجهة قصف شامل، تنفذه القوات الجوية الإسرائيلية».
وتابعت في بيان أن المساعدات الإنسانية الكافية، غير ممكنة في الوقت الحالي، وأضافت «هذا فشل كارثي، يجب على العالم ألا يتسامح معه».

البحث عن مأوى
وفيما كثف العدوان الإسرائيلي عملياته البرية في غزة، والتي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، ذكرت تقارير أن الآلاف من سكان غزة احتشدوا حول مستشفى الشفاء في غزة، بحثا عن مأوى، تشير صور، نشرتها شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية وغيرها من محطات البث التلفزيوني إلى أن الكثير من السكان لجؤوا إلى مكان قريب من أكبر مستشفى في غزة.
واقتحم الآلاف في جنوب غزة المستودعات ومراكز توزيع إمدادات الإغاثة، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وذكر توماس وايت، مدير شؤون أونروا في غزة «إنه مؤشر مثير للقلق على أن النظام المدني، بدأ في الانهيار، بعد ثلاثة أسابيع من الحرب وحصار شديد على غزة»، وأضاف «المواطنون يشعرون بالفزع والإحباط واليأس».

ضحايا العدوان الإسرائيلي:
  • 10,000 شهيد
  • 20,000 مصاب
  • 3500 طفل شهيد
  • 2000 طالب شهيد
  • 70 كادرا تعليميا استشهد
  • 200 مدرسة دمرت