القيادة المرورية مقياس للأذواق والأخلاق

هل أصبح شعار «إن القيادة المرورية فن وذوق وأخلاق» شعارا مستهلكا عند بعض السائقين من حيث التطبيق؟ وذلك لما نراه من عدم الالتزام بالإرشادات المرورية التي تنادي بها إدارة السير ويترتب عليها وقوع الحوادث الكثيرة والخطيرة».

من أهم هذه الأخلاقيات احترام خط السير الذي اخترته كسائق للمركبة واحترام الآخرين الذين يسيرون على الخط نفسه، فلا تلاحق من هو أمامك وتقترب منه وتقوم بتنبيهه بالمنبه أو الإشارات الضوئية لكي ترغمه أن يفتح الطريق بتغيير مساره لتتمكن أنت من العبور، وإذا حصل ذلك من غيرك فلا ترد عليه لكيلا تضع نفسك في موقف محرج كونك في طريق عام يشاهدك الجميع وأيضا لا ننسى الآفة الحديثة في هذا العصر والتي أصبحت من أهم أسباب الحوادث وأكثرها وهو انشغال السائق بالجوال؛ فالتحدث بالجوال وقيادة السيارة لا يجتمعان في شخص يتمتع بالذوق الرفيع واحترام النظام حيث إن القيادة لها أصولها وفنها وذوقها فلا ينشغل القائد بما يشغله عنها، فأثناء حديثه بالجوال ربما يسمع أو يقرأ خبرا يزعجه مما يشتت تركيزه ويفقده السيطرة ويتسبب بانحراف مركبته وانقلابها أو اصطدامها.

كم من امرأة ترملت وكم من ابن تيتم وكم من عائلة انحصدت بعد أمر الله بسبب مكالمة أو رسالة أو فتح كاميرا من أجل التصوير وكم من بدأ مكالمته ولم ينهها، حيث انتهت حياته، وكم من بدأ رسالته ولم يختمها حيث انتهت حياته.

فبالرغم من وجود العقوبات والغرامات القوية على من يستخدم الجوال أثناء القيادة فللأسف نشاهد هذه العينات موجودة ومازالت تمارس استخدام الجوال بكل إصرار.

ومن بعض السلوكيات الخاطئة أيضا جلوس البعض أثناء قيادة سيارته بجلسة خاطئة حيث تشاهده متكئا وكأنه على سريره أثناء الاسترخاء مما يسبب له التوهان وربما النعاس ويفقده الاستطاعة على التصرف أثناء وقوع أي حالة تحتاج التصرف السريع.

أتمنى التعاون بين وزارة التعليم ووزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور باعتماد مادة دراسية في المرحلة المتوسطة والثانوية وأيضا في المرحلة الجامعية عن أخلاقيات القيادة وطريقتها وتكون مادة إلزامية وإجبارية لجميع الطلبة.

وعلى إدارة المرور أن تهتم بتنفيذ انسيابية وتأهيل الطرق كما تهتم بتنفيذ الغرامات والقسائم للمخالفين.

أتمنى للجميع السلامة والتخلق بأخلاق القيادة المرورية.

dakhelalmohmadi@