ما بعد غزة!
السبت - 28 أكتوبر 2023
Sat - 28 Oct 2023
ما زال العدوان الصهيوني على غزة يتواصل ليلا ونهارا، وما زالت قوافل الشهداء والجرحى والمفقودين تتزايد لحظة بعد لحظة، في منعطف مفصلي من تاريخ الصراع بين الشرق والغرب، في صورة تجسد حالة التوحش الغربي، وتبنيه القتل والدمار وسيلة للوصول إلى غاياته الاستعمارية القديمة /الجديدة، على حساب المنطقة العربية وشعوبها.
في يقيني، أن المنطقة العربية وربما العالم بأسره قبل أحداث غزة شيء، وبعدها شيء آخر.
فالتاريخ يخبرنا دائما أنه عندما يعيد نفسه، فإن مثل هذه الأحداث المفصلية تتشكل لتكون المنعطف الأكثر حدة وعنفا، والذي يأخذ الشعوب المستضعفة إلى فصول جديدة من مآسيها، في حالة عدائية يفرضها الأقوياء على الضعفاء.
ولا شك أن العرب يعيشون أسوأ مراحلهم التاريخية، كونهم يتعرضون لمؤامرة كبرى تديرها قوى الشر في العالم، مدعومة من كيانات قريبة تنتهز الفرص لتعزز مواقعها، وتفرض تاريخها وثقافتها على حساب الشعوب العربية ومقدراتها وتاريخها وحضارتها.
في أحداث غزة الأخيرة، يعيش العالم العربي حالة فريدة من الاستقطاب، فالبعض يرى في المقاومة انتحارا، والبعض الآخر يراها جهادا واجب النفاذ تجاه مغتصب يستبيح الدم والأرض.
هذه الحالة من الانقسام تعكس حالة الوهن الذي وصلت إليه النخب العربية، كون الفرقاء (أفرادا وجماعات) يدّعون وصلا بفلسطين ومأساتها، لكن طريقة التعاطي مع هذه القضية تظل محل خلاف وتخلف واختلاف!.
حالة التصهين التي يرمي بها البعض شرائح معينة في المجتمعات العربية، يقابلها - من وجهة نظري - حالة أشد فتكا وخطرا، وهي استغلال هذه القضية المحورية لخدمة أغراض وأطماع رخيصة لدول وكيانات وأفراد، تهتبل فرصة أي عدوان على المنطقة لزيادة رصيدها بين الجماهير، في محاولة لتغيير واقع المنطقة حتى لو كان الثمن إدخالها في أتون فوضى سياسية عارمة.
فالربيع العربي كان دعوات للتغيير ولم تفلح، وإن اكتوت بعض الدول العربية بنيرانه وما زالت تعيش مآسيه، فقد أريد للمنطقة وخلال أحداثه أن تعيش حالة من الفوضى، هذه الفوضى تفضي إلى حالة من عدم الاستقرار، يأتي بعدها تدخل الدول الكبرى لإعادة رسم خرائط المنطقة، وفق تقسيمات لا نقول عرقية أو مذهبية فحسب، بل على أسس أكثر تشظيا وعنصرية داخل النسيج المجتمعي الواحد، والهدف من ذلك زيادة رقعة التمزق في هذه المنطقة وإعادتها إلى عصور ما قبل الإسلام، عندما كان منتهى التنظيم السياسي فيها لا يتجاوز رتبة القبيلة أو الناحية.
والغريب أن البعض من دعاة الإصلاح السياسي في هذه المجتمعات، لا يمانع في الوصول بهذه المجتمعات إلى هذا المستوى الوضيع من الحياة، لا لشيء إلا ليثبت لنفسه ولتاريخه النضالي الفريد أنه كان على حق، وأن أفكاره كانت الأحق بالتبني والتبعية!.
كل الأحداث في غزة والتغيرات التي ستنشأ عنها -ما بعد غزة- ما هي إلا نتاج تخطيط غربي محكم، يريد إشعال المنطقة وإشغالها بأحداث مأساوية خطرة وغير مسبوقة.
فطوفان الأقصى في جرأته وتوقيته ونوعه، صدم كل المتعاطفين مع القضية قبل أن يبهرهم ويفرحهم، كون هذه العملية النوعية ما كانت لتتم لولا بعض القصور في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
فهل كان هذا القصور نتيجة للتخطيط المسبق والمحكم، أم كان بفعل فاعل أراد لهذه العملية الكبيرة أن تُحكم قبضتها على المشهد، ليعاد تشكيله وترتيبه من جديد؟.
alaseery2@
في يقيني، أن المنطقة العربية وربما العالم بأسره قبل أحداث غزة شيء، وبعدها شيء آخر.
فالتاريخ يخبرنا دائما أنه عندما يعيد نفسه، فإن مثل هذه الأحداث المفصلية تتشكل لتكون المنعطف الأكثر حدة وعنفا، والذي يأخذ الشعوب المستضعفة إلى فصول جديدة من مآسيها، في حالة عدائية يفرضها الأقوياء على الضعفاء.
ولا شك أن العرب يعيشون أسوأ مراحلهم التاريخية، كونهم يتعرضون لمؤامرة كبرى تديرها قوى الشر في العالم، مدعومة من كيانات قريبة تنتهز الفرص لتعزز مواقعها، وتفرض تاريخها وثقافتها على حساب الشعوب العربية ومقدراتها وتاريخها وحضارتها.
في أحداث غزة الأخيرة، يعيش العالم العربي حالة فريدة من الاستقطاب، فالبعض يرى في المقاومة انتحارا، والبعض الآخر يراها جهادا واجب النفاذ تجاه مغتصب يستبيح الدم والأرض.
هذه الحالة من الانقسام تعكس حالة الوهن الذي وصلت إليه النخب العربية، كون الفرقاء (أفرادا وجماعات) يدّعون وصلا بفلسطين ومأساتها، لكن طريقة التعاطي مع هذه القضية تظل محل خلاف وتخلف واختلاف!.
حالة التصهين التي يرمي بها البعض شرائح معينة في المجتمعات العربية، يقابلها - من وجهة نظري - حالة أشد فتكا وخطرا، وهي استغلال هذه القضية المحورية لخدمة أغراض وأطماع رخيصة لدول وكيانات وأفراد، تهتبل فرصة أي عدوان على المنطقة لزيادة رصيدها بين الجماهير، في محاولة لتغيير واقع المنطقة حتى لو كان الثمن إدخالها في أتون فوضى سياسية عارمة.
فالربيع العربي كان دعوات للتغيير ولم تفلح، وإن اكتوت بعض الدول العربية بنيرانه وما زالت تعيش مآسيه، فقد أريد للمنطقة وخلال أحداثه أن تعيش حالة من الفوضى، هذه الفوضى تفضي إلى حالة من عدم الاستقرار، يأتي بعدها تدخل الدول الكبرى لإعادة رسم خرائط المنطقة، وفق تقسيمات لا نقول عرقية أو مذهبية فحسب، بل على أسس أكثر تشظيا وعنصرية داخل النسيج المجتمعي الواحد، والهدف من ذلك زيادة رقعة التمزق في هذه المنطقة وإعادتها إلى عصور ما قبل الإسلام، عندما كان منتهى التنظيم السياسي فيها لا يتجاوز رتبة القبيلة أو الناحية.
والغريب أن البعض من دعاة الإصلاح السياسي في هذه المجتمعات، لا يمانع في الوصول بهذه المجتمعات إلى هذا المستوى الوضيع من الحياة، لا لشيء إلا ليثبت لنفسه ولتاريخه النضالي الفريد أنه كان على حق، وأن أفكاره كانت الأحق بالتبني والتبعية!.
كل الأحداث في غزة والتغيرات التي ستنشأ عنها -ما بعد غزة- ما هي إلا نتاج تخطيط غربي محكم، يريد إشعال المنطقة وإشغالها بأحداث مأساوية خطرة وغير مسبوقة.
فطوفان الأقصى في جرأته وتوقيته ونوعه، صدم كل المتعاطفين مع القضية قبل أن يبهرهم ويفرحهم، كون هذه العملية النوعية ما كانت لتتم لولا بعض القصور في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
فهل كان هذا القصور نتيجة للتخطيط المسبق والمحكم، أم كان بفعل فاعل أراد لهذه العملية الكبيرة أن تُحكم قبضتها على المشهد، ليعاد تشكيله وترتيبه من جديد؟.
alaseery2@