اجتياح يدمر الأخضر واليابس في غزة

مجزرة بشرية ورقم قياسي جديد من الشهداء مع دخول الحرب أسبوعها الرابع
مجزرة بشرية ورقم قياسي جديد من الشهداء مع دخول الحرب أسبوعها الرابع

السبت - 28 أكتوبر 2023

Sat - 28 Oct 2023


أقدم العدوان الإسرائيلي على اجتياح مجنون دمر الأخضر واليابس في قطاع غزة، وأسفر عن مجزرة بشرية ورقم قياسي من الشهداء والمصابين، بعدما دخلت الحرب أسبوعها الرابع، وسط قصف مدفعي كثيف وزيادة التوغلات وانقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في القطاع.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي صعد هجماته الجوية والبحرية والمدفعية على جميع مناطق قطاع غزة ما خلف عشرات الشهداء والجرحى، حيث طال القصف محيط مستشفيات الشفاء والإندونيسي وسط القطاع، بعد أن أغارت طائرات إسرائيلية أكثر من عشر مرات على محيط المستشفيين.

وأوضحت المصادر أن الغارات استهدفت منازل مأهولة في مخيمي الشاطئ والنصيرات وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، وأخرى في المناطق الشرقية للقطاع.

ليلة دموية
وفي ليلة دموية جديدة، لم تتمكن طواقم الدفاع المدني، والإسعاف من الوصول إلى أماكن القصف لإخراج المصابين أو انتشال الشهداء بينما يحاول السكان نقل المصابين على عربات وفي مركبات خاصة.
ولا تزال الاتصالات مقطوعة في قطاع غزة في أعقاب ما يبدو أنه إحدى ليالي القصف الأكثر كثافة في القطاع المحاصر، وفقا للمعلومات القليلة التي تم تسريبها.
من جهته، قال الجيش الاحتلال الإسرائيلي إن طائراته الحربية أغارت على نحو 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة شملت تصفية نشطاء من حركة حماس وتدمير أنفاق قتالية ومناطق قتال تحت الأرض بالإضافة الى بنى تحتية تحت الأرض.
وذكر أنه خلال الغارات الهجومية الليلة الماضية شاركت نحو مئة طائرة حربية قامت باستخدام مئات الصواريخ ودمرت مئات الأهداف لحماس.

تصفية أبو ركبة
وأعلن جيش الاحتلال عن تصفية رئيس المنظومة الجوية التابعة لحماس عصام أبو ركبة الذي قال «إنه كان مسؤولا عن إدارة منظومات الطائرات المسيرة والمظلات الشراعية وأنظمة الاستطلاع الجوي والدفاع الجوي التابعة لحماس».
وتواصل إسرائيل هجماتها الجوية غير المسبوقة على قطاع غزة منذ 21 يوما
ما أسفر عن استشهاد 7326 فلسطينيا ودمار هائل في المباني السكنية والمنشآت، والبنية التحتية بما في ذلك مقرات شركات اتصالات وانترنت، ولم يتسن تحديث أرقام القتلى والمصابين في ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت، وسط توقعات أن يكون عدد الشهداء تجاوز 9 آلاف شخص، إضافة إلى ما يقارب من 20 ألف مصاب.

أنباء متضاربة
في المقابل، أعلنت حركة حماس فشل الهجوم البري الذي شنه «الاحتلال» الإسرائيلي على غزة عبر ثلاثة محاور، مشيرة إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف «العدو» بالجنود والعتاد.
وقالت الحركة في بيان صحفي أورده «المركز الفلسطيني للإعلام» عبر حسابه على منصة «إكس» اليوم السبت ، «إن العدو وقع في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية على عدة محاور».
وأشارت إلى «استخدام صواريخ كورنيت وقذائف ياسين في صد الهجوم»، متوقعة «معاودة العدو المحاولة مرة أخرى»، ولفتت إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي استخدم الطائرات المروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة».

الليلة الأسوأ
أعرب أقارب ومؤيدو الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة عن قلقهم بشأن مصيرهم في خضم تكثيف إسرائيل الهجمات العسكرية على القطاع، وأفادت موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي بأن أٌقارب الرهائن دعوا إلى اجتماع عاجل مع مجلس الحرب بحكومة الوحدة الإسرائيلية بعدما وسع الجيش العمليات البرية في غزة.
ونقل الموقع عن بيان أصدره بعض ذوي الرهائن، جاء فيه: « كانت تلك الليلة الأسوأ حتى الآن، لقد قضيناها في خوف شديد».
هناك غموض واسع بشأن مصير الرهائن في غزة «المحتجزين هناك، والذين يتعرضون لقصف عنيف».
وشارك في تل أبيت أمس، نحو 600 شخص في فعالية للجري تضامنا مع المحتجزين لدى حماس، وارتدوا ملابس تحمل صور وأسماء الأسرى، بحسب إذاعة «كان» الإسرائيلية.

زيادة المساعدات
وذكرت مصادر بالجيش الإسرائيلي أن الجيش يستعد لزيادة المعونات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط اتساع نطاق العمليات البرية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري أمس: «بالنسبة لسكان غزة الذين ذهبوا إلى المنطقة جنوبي وادي غزة، نحن نعمل على زيادة المعونة الإنسانية».
وأضاف أنه على مدار اليوم سوف يكون من الممكن السماح للشاحنات المحملة بالأغذية والمياه والدواء بالعبور إلى جنوب القطاع الساحلي.
وقال «أيا كان من في المنطقة سوف يتلقى هذه».
وذكرت صحيفة «ها آرتس» أن «الجيش الإسرائيلي يدرك أنه كلما دفعت قواته سكان غزة جنوبا، زادت الحاجة إلى مساعدات إنسانية»، وأشارت المصادر إلى أن «الوقود هو أهم احتياجات حماس حاليا، وأنه لا توجد، في تلك المرحلة، نية لتجديد نقل الوقود إلى قطاع غزة».

اعتقالات جديدة
وكشف جيش الاحتلال عن اعتقال أكثر من عشرة نشطاء بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الضفة الغربية، وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» في موقعها الالكتروني أن قوات إسرائيلية تقوم بعمليات اعتقال أمس في عدة مواقع في جميع أنحاء الضفة الغربية.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن مؤخرا عن اعتقال 1030 فلسطينيا بالضفة الغربية منذ بداية الحرب التي أعلنتها إسرائيل على حماس في 7 أكتوبر، بينهم 670 قال «إنهم ينتمون لحركة حماس.
وجاء إعلان اسرائيل الحرب على حماس عقب عملية «طوفان الأقصى» التي اطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري للحركة وشملت هجمات صاروخية واقتحامات لبلدات إسرائيلية واحتجاز رهائن واقتيادهم إلى قطاع غزة الذي تحكمه حماس، ما خلف آلاف القتلى والمصابين لدى الجانبين المتصارعين.

ادعاءات كاذبة
ونفت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشكل قاطع ادعاءات «الاحتلال» الإسرائيلي بشأن استخدامها مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية، مؤكدة أن تلك «ادعاءات كاذبة ننفيها بشكل قطعي».
وحذرت الحركة، في تصريح وصل وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا»، من أن هذه الادعاءات تمهد الطريق لاستهداف المستشفى، وقالت: «نؤكّد بشكل قاطع، كذب رواية الاحتلال النازي، حول استخدام مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية، أو وجود أي من قيادات حماس فيه».
ودعت الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية، إلى التدخل فورا لوقف جنون قصف وتدمير المنظومة الطبية، ووقف هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية، والتي ترتَكَب حتى اللحظة في قطاع غزة.
وشددت على أن هذه الادعاءات تؤكد جريمة قصف الاحتلال للمستشفى الأهلي المعمداني وتكذب روايتهم السابقة، وذكرت أن الادعاءات الكاذبة التي وردت في تصريحات الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، «إجرامية وخطيرة، وتمهد الطريق أمام استهداف المستشفى المركزي الذي يضم آلاف المرضى والجرحى، ويؤوي أكثر من 40 ألف نازح».

أرقام حول حرب غزة:
  • 9000 شهيد في غزة
  • 20000 مصاب
  • 3200 طفل شهيد
  • 1600 امرأة بين الشهداء
  • 1030 معتقلا في الضفة الغربية
  • 670 معتقلا بالضفة من حماس