العلاقات السعودية الصينية تتعزز

الاثنين - 29 أغسطس 2016

Mon - 29 Aug 2016

رغم الأهمية الاستراتيجية لكل شريك تجاري وسياسي للمملكة إلا أن الصين هي أهم المحطات الثلاث التي سيزورها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في جولته الحالية إلى آسيا، نظرا لأهمية السوق الصينية للنفط السعودي.



وستكون زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الصين بالغة الأهمية، إذ تأتي في وقت يشهد فيه النفط السعودي منافسة شرسة هناك من قبل المنتجين الآخرين، وعلى رأسهم روسيا وأنجولا.



ولا تزال السعودية حتى الشهر الماضي هي صاحبة الحصة الأكبر في السوق الصينية بحسب الأرقام الرسمية لحكومة بكين، إلا أن هذه الحصة تذبذبت كثيرا وتقلص الفرق الكبير بينها وبين حصة روسيا لتصبح المنافسة قيد شعرة بينهما.



فبحسب الأرقام الصينية استوردت الصين في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي نحو 30.5 مليون طن متري من النفط السعودي، فيما استوردت من روسيا نحو 29.5 مليون طن متري خلال نفس الفترة.



وفي ظل منافسة شرسة مثل هذه أصبح من المهم أن تعزز السعودية مكانتها النفطية في الصين، بالمزيد من الدعم السياسي والاستراتيجي، وهو ما يجعل زيارة ولي ولي العهد إلى الصين حتمية.



3 مواقع للتخزين



وأهمية الصين كشريك في قطاع الطاقة واضحة جدا كما تضمن إعلان مجلس الوزراء في جلسته الأسبوع الماضي، حيث فوض المجلس عددا من الوزراء للتباحث مع الجانب الصيني حول 6 مشروعات، ثلاثة منها متعلقة بالطاقة والثروة المعدنية.



ففي مجال الطاقة فإن الصين شريك مهم من ناحية تقنية إنتاج الكهرباء وتحلية المياه بالطاقة النووية، إضافة إلى النفط. ولكن النفط سيظل هو المهيمن على العلاقة. إذ تضمنت الاتفاقيات التي سيتباحثها المسؤولون في البلدين اتفاقية لتخزين النفط الخام.



وستكون هذه الاتفاقية هي الأبرز حاليا، فالمملكة لم يسبق لها تخزين النفط في الصين، وستكون هذه هي المرة الأولى التي سيتباحث فيها الجانبان حول هذا الأمر.



وتمتلك المملكة حاليا ثلاثة مواقع للتخزين، في جزيرة اويكناوا في اليابان، وفي روتردام في هولندا، وفي سيدي كرير في مصر. وكان للمملكة صهاريج لتخزين النفط في جزر البهاما قريبا من الولايات المتحدة ولكن تم إقفال هذه المنشأة منذ 7-8 أعوام.



ولكن ما الذي يجعل المملكة راغبة في تخزين النفط في الصين؟ بمجرد النظر إلى أرقام واردات الصين من النفط الخام فإن الإجابة تبدو واضحة. إذ على المملكة إيجاد طريقة لزيادة تنافسها مع باقي المنتجين، بمعزل عن إعطاء خصومات سعرية، فالخصومات ليست مجدية في كل الأحوال، كما ذكر بعض المسؤولين في شركة أرامكو السعودية لـ«مكة».



مفاوضات أرامكو



وستكون زيارة الأمير محمد بن سلمان مهمة للصين من ناحية أخرى، وهي ناحية التوسع في تكرير النفط الخام. فأرامكو السعودية لا تزال في مفاوضات منذ سبع سنوات تقريبا مع شركة بتروتشاينا المملوكة للحكومة الصينية من أجل الدخول كشريك في مصفاة يونان التي اقترب موعد تشغيلها.



وسبق أن ذكر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية أمين الناصر للصحفيين أن شركته لا تزال في مفاوضات مع الصينيين من أجل بناء مصفاة أخرى هناك. ويوجد الناصر حاليا ضمن الوفد الرسمي الذي يزور الصين مع الأمير محمد بن سلمان، وهو ما يوضح أن أعمال أرامكو ستكون حاضرة في المفاوضات.



ويوجد لدى شركة أرامكو السعودية مصفاة قائمة في الصين في إقليم فيوجيان بطاقة تكريرية قوامها 260 ألف برميل يوميا. وهذه المصفاة هي مشروع مشترك مع ساينوبك الصينية وإكسون موبيل الأمريكية، وتنتج المصفاة إلى جانب المواد البترولية بعض المواد البتروكيماوية.



وللحفاظ على مكانة المملكة في السوق الصينية يجب أن تتوسع أرامكو في أعمالها التكريرية هناك حتى تضمن لنفسها حصة سوقية ثابتة وواردات نفطية مستقرة، ولكي لا تكون عرضة للتذبذب في عقود النفط، رغم أن أرامكو السعودية هي أكثر الشركات في العالم موثوقية من ناحية تسليم الشحنات في الوقت المحدد.