حنان درويش عابد

السلوك والنجاح الإداري.. عقدة فيها الحل!

الاثنين - 23 أكتوبر 2023

Mon - 23 Oct 2023

يشير النجاح الإداري إلى مفهوم القدرة على تحقيق الأهداف المنشودة في مجال الإدارة، سواء كانت هذه الأهداف متعلقة بالأداء المالي، أو الإنتاجية، أو القيادة، أو أي جانب آخر من جوانب الإدارة. ومن الجدير بالذكر أن السلوك الإداري هو مجموعة من الأنماط والمميزات السلوكية التي يتبناها القادة والمديرون في توجيه أفعالهم واتخاذ قراراتهم.

العلاقة بين النجاح الإداري والسلوك ونوعه تكمن في كيفية تأثير السلوك الإداري على قدرة الشخص على تحقيق النجاح في مجال الإدارة. هناك أنماط مختلفة من السلوك الإداري، وتلك الأنماط تؤثر بشكل كبير على نجاح الإدارة. ومن بعض أنماط السلوك الإداري يمكن أن نتحدث عن القيادة التحفيزية، حيث هذا النوع من السلوك يتميز بتشجيع الموظفين وتحفيزهم من خلال تقديم التوجيه والدعم، وهذا يعني وجود قادة محفزين يمكنهم بناء فرق عمل منتجة ومتحمسة، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف الإدارة بفعالية.

أيضا من بعض أنماط السلوك الإداري القيادة التوجيهية، حيث يكون هناك قادة يقدمون توجيها وإرشادا دقيقين للموظفين، يمكن لهذا النمط أن يكون فعالا في الوقت الذي يحتاج فيه الموظفون إلى توجيه وتعليم لتنفيذ المهام بشكل صحيح.

إلى جانب ذلك، يوجد نمط القيادة التحكمية، وهذا السلوك يتضمن الإشراف الصارم والتحكم الدقيق في العمليات، وقد يكون هذا النمط مناسبا في بعض السياقات التي تتطلب دقة وامتثالا.
هناك أيضا القيادة التمكينية، حيث تشجع هذه القيادة على منح الموظفين مزيد من الحرية والمسؤولية في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام. قد يؤدي هذا النمط إلى زيادة التفاعل والإبداع من قبل الموظفين.

ومن الأنماط أيضا القيادة التشاركية، حيث يشمل هذا السلوك دمج آراء الموظفين ومشاركتهم في عملية صنع القرار، هذا يمكن أن يسهم في بناء فريق يتمتع بالشعور بالانتماء والمساهمة.

بوجه عام، يمكن القول إن هناك تفاعلا وثيقا بين نمط السلوك الإداري والنجاح الإداري، فعلى سبيل المثال، في بيئة تحتاج إلى الإبداع والتفاعل، قد يكون القائد ذو القيادة التمكينية أكثر قدرة على تحقيق النجاح، في المقابل، قد يكون القائد ذو القيادة التوجيهية أكثر فعالية في البيئات التي تتطلب توجيها دقيقا؛ لذا فإن الفهم الجيد لأنماط السلوك الإداري وكيفية تأثيرها على النجاح يمكن أن يكون له تأثير كبير على أداء القادة
والمديرين في تحقيق أهداف المؤسسة.

وهكذا، تعتبر العلاقة بين النجاح الإداري والسلوك أمرا حيويا في سياق إدارة المؤسسات والمنظمات. يمكن القول: إن السلوك الإداري يمثل الجسر الذي يربط بين الرؤية والأهداف الإدارية وبين تحقيقها بفعالية، فمن خلال اتخاذ القرارات وتوجيه الفرق وتشجيع الابتكار، يتشكل السلوك الإداري كوسيلة لتحقيق النجاح الإداري.

hananabid10@