وما أدراك ما «ترياق» جامعة الملك عبدالعزيز؟
الأربعاء - 18 أكتوبر 2023
Wed - 18 Oct 2023
قبل أن نبدأ بالإجابة عن سؤال مقالة اليوم دعونا نتحدث عن معنى و أصل كلمة «ترياق».
«ترياق» هي كلمة عربية تستخدم للإشارة إلى المواد الطبية أو الأدوية التي تستخدم لعلاج الأمراض أو التسمم.
في العصور القديمة والوسطى، كان الطب العربي والإسلامي يعتمد على الكثير من النصوص الطبية التي تستخدم مصطلح «ترياق» للإشارة إلى العلاجات والأدوية.
والآن دعونا نتحدث عن أهمية إن شاء الشركات الناشئة والريادية في مجال الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية المبتكرة.
حيث لا يخفى عليكم أهمية القطاع الدوائي محليا وإقليميا وعالميا، حيث تجاوز حجم القطاع الدوائي عالميا أكثر من سبعة تريليونات دولار أمريكي عام 2021.
وجزء كبير من هذا القطاع يعتمد على البحث والتطوير والابتكار للخروج بمنتجات طبية ودوائية مبتكرة.
ولا يخفى عليكم ما تقوم به حكومتنا الرشيدة في مجال تطوير وتوطين الصناعات الدوائية والطبية والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تطوير وتوطين الصناعات الاستراتيجية وما يتضمنه من تعزيز الأمن الدوائي لوطننا الغالي.
وفي هذا السياق قامت جامعة الملك عبد العزيز بخطوة ريادية وسباقة، وذلك بأخذ زمام المبادرة في إنشاء أول شركة جامعية متخصصة في اكتشاف وتطوير منتجات طبية ودوائية ناتجة من مخرجات الجامعة في مجال البحث، والتطوير، والابتكار الدوائي، والطبي.
وبرؤية ثاقبة من جامعة الملك عبدالعزيز وقيادة شركة وادي جدة، الذراع الاستثماري لجامعة الملك عبدالعزيز تم إنشاء شركة الترياق الأولى الطبية قبل حوالي السنة والنصف وتخللت هذه الفترة الكثير من الإنجازات الفريدة والنوعية على مستوى الجامعات السعودية رغم قصر عمر الشركة نسبيا وذلك بدعم لامحدود من قيادة الجامعة ووزارة التعليم وغيرهما من القطاعات الحكومية والخاصة الداعمة.
حيث قامت شركة الترياق الأولى الطبية بتطوير عدد كبير من المنتجات الطبية والدوائية المبتكرة. وقد قامت شركة الترياق الأولى الطبية بتسجيل خمس منتجات في «الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي» كمرحلة أولى وتتبعها الكثير من المراحل المتعاقبة وقد تم تسجيل هذه المنتجات أيضا في برنامج «صنع في السعودية» بعد أن تم تسجيل الشركة في هذا البرنامج.
حيث تم تصنيع الآلاف من هذه المنتجات وعقد العديد من الشراكات المتميزة في مجال البحث والتطوير والتصنيع والتوزيع والتسويق مع أفضل الشركات الوطنية والعالمية في هذه المجالات بهدف المضي قدما في تحويل مخرجات جامعة الملك عبد العزيز البحثية والابتكارية إلى منتجات ذو قيمة وعائد اقتصادي للوطن وأن تعود منفعتها للمواطن والمقيم.
وتطمح شركة الترياق الأولى الطبية في تعزيز وجودها ومكانتها ليس فقط في سوق السعودي، ولكن أيضا في الأسواق الإقليمية والعالمية قريبا جدا بإذن الله.
تستهدف شركة الترياق الأولى الطبية بأن تكون مثال ناجح للشركات الجامعية وأن يقتدى بها في كيفية الاستفادة من المخرجات البحثية والعلمية وتحويلها إلى منتجات ملموسة وتطبيق مفهوم الاقتصاد المبني على المعرفة.
الملفت للنظر هو كيف استطاعت الجامعة أن تحول هذه القيم إلى مشاريع واقعية تعود بالنفع على المجتمع والوطن.
فمن خلال البحوث والدراسات التي تجري داخل أروقتها، تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مجال الصناعات الدوائية والطبية، وذلك من خلال شركة الترياق الأولى الطبية.
بالإضافة إلى ما سبق، تقوم شركة الترياق الأولى الطبية بتعزيز التعاون المشترك مع مراكز البحث والتطوير والابتكار المحلية والعالمية، لضمان تبادل الخبرات وتطبيق أحدث التقنيات المتوفرة في مجال الصناعات الدوائية والطبية.
وهذا التعاون ليس مقتصرا فقط على المستوى الأكاديمي، بل يمتد لتضمين القطاع الخاص والشركات العالمية المتخصصة، مما يضمن تطوير منتجات عالية الجودة تلبي احتياجات السوق المحلي والعالمي.
و جدير بالذكر أن جامعة الملك عبد العزيز لها دور كبير في دعم البحوث العلمية والمشاريع الريادية، حيث تسعى الجامعة دائمًا لخلق بيئة محفزة للباحثين والمبتكرين، وتقديم كل أشكال الدعم من أجل تحقيق التميز في مختلف المجالات العلمية ومن أهم المبادرات التي قامت بها الجامعة في هذا المجال إنشاء مركزا متميز ومتخصص هذا المجال والذي يسهم في نقل التقنية وتحويلها لمنتجات ملموسة ألا وهو «مركز الابتكار وريادة الأعمال».
وفي إطار التوجهات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية، تعتبر شركة الترياق الأولى الطبية نموذجا مشرفا للجهود المبذولة في سبيل تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال الاعتماد على المعرفة والتقنية والابتكار.
وتظل الرؤية الواضحة والأهداف المحددة، إلى جانب الدعم المستمر من قيادة الجامعة والقطاعات والمؤسسات المعنية من العوامل الرئيسة التي تضمن استمرار نجاح وتقدم شركة الترياق الأولى الطبية.
وفي الختام، يمكننا أن نقول إن جامعة الملك عبد العزيز قد أثبتت أن البحث والابتكار وريادة الأعمال ليس مجرد شعارات، بل منهج للعمل في الجامعة، حيث تسعى من خلالها لتحقيق التميز والريادة في جميع المجالات وأن الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية هو مجال واحد من هذه المجالات، وأن المساهمة في تقدم وازدهار الوطن هو أمر يقع على عاتق كل فرد ومؤسسة في المملكة العربية السعودية.
nabilalhakamy@