ساعات الانتظار في محطات الفحص الدوري

الفحص الدوري للسيارات من القرارات الجيدة التي أقرتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، من أجل السلامة المرورية وسلامة أرواح المواطنين والمقيمين، من خلال التأكد من أمان المركبات والحد من التلوث البيئي، كي تكون نسبة الانبعاثات من المركبات ضمن الحد المسموح به عند الفحص، والحد أيضا من التلوث البصري بسبب المركبات المشوهة، والحفاظ على سلامة المركبات من الأعطال وكشفها مبكرا، ليتم إصلاحها، والمساهمة في زيادة عمر المركبات. وقد أطلق برنامج الفحص الدوري للمركبات في عام 1986م والذي يقدم أفضل خدمات الفحص الفني من حيث الإجراءات والأنظمة وفقا لمعايير شهادة الجودة (أي إس أو 9002) سعيا لمواكبة رؤية المملكة 2030، وتوجد في المملكة 32 محطة فحص للمركبات يعمل بها 400 مهندس وفني سعودي محترف بخبرة فحص تجاوزت الـ 35 عاما.

ومع ارتفاع الوعي والحرص لدى المواطنين والمقيمين أصبح هناك ضغط كبير على محطات الفحص من طالبي فحص المركبات وأصبح طالبو الفحص يستغرقون من ساعة ونصف إلى أربع ساعات انتظار من أجل الوصول لبداية الفحص، حسب موقع المحطات والمدن الرئيسة، حيث كثرت المطالبات منهم بإيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة التي أصبحت تؤرق الغالبية العظمى منهم وتستغرق وقتا طويلا من يومهم المخصص للفحص.

قامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة مشكورة بتفعيل خدمة الحصول على موعد لإجراء الفحص الدوري للمركبات لتنظيم آلية الفحص وتخفيف الزحام وتوفير الوقت والجهد لمرتادي المحطات من أجل فحص مركباتهم، ولكن للأسف مازالت المحطات تعج بالزحام وطول ساعات الانتظار وكثرة الشكاوي وخروج البعض من خطوط الانتظار وعدم رغبتهم في الاستمرار للفحص.

بدورنا نقترح على الهيئة بعض النقاط التي قد تساعد في تخفيض ساعات الانتظار وعدم انسحاب بعض قائدي المركبات من هذا التأخير ومساعدتهم على الاستمرار في الفحص الدوري السنوي والانتظام وتحقيق الهدف والغاية التي وجدت من أجلها هذه المحطات:
- زيادة عدد المسارات التشغيلية في المحطات، حيث إن هناك مسارات كثيرة ولكن قليل هي التي تستقبل مركبات.
- زيادة عدد المحطات وتوزيعها جغرافيا في المدن بحيث تغطي جميع المناطق للتقليل من الازدحام والتكدس.
- زيادة عدد ساعات عمل المحطات لاستقبال أكبر عدد من المركبات خاصة في المدن المزدحمة بطلبات الفحص.
- زيادة مراكز الصيانة المتخصصة وعالية الكفاءة والدقة لمنح تقارير الفحص والتخفيف من الازدحام والتذمر.
- تحديد مسارات خاصة لإعادة الفحص للمرة الثانية للتركيز على الأعطال المحددة في التقرير الأول وتوفير الوقت.
- زيادة عدد موظفي محطات الفحص وهي فرصة لتوظيف الشباب السعودي وتشغيل مسارات أكثر في المحطات.
- إقرار مسار في كل محطة لكبار السن والمتقاعدين الذين لا يستطيعون الانتظار لساعات طويلة في المركبات.

أخيرا وليس آخرا، كشفت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة عن خطة مستقبلية لزيادة نسبة المراكز المتخصصة في الفحص الفني الدوري للمركبات بمعدل 242% بعد توسعها في منح تراخيص مزاولة النشاط لعدد من شركات القطاع الخاص، حيث تستهدف الوصول إلى 113 مركز متخصص في المملكة في الوقت الذي يصل عدد المراكز الحالية إلى 33 مركز فقط، وتعمل الهيئة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة لتنفيذ خطة طموحة لتطوير شامل لمنظومة الفحص الفني الدوري للمركبات في المملكة عبر عدد من المراحل والخطوات الجادة لإشراك القطاع الخاص في هذا المجال وتطوير تجربة المستفيدين من مراكز الفحص الفني ومراكز الصيانة والإصلاح للوصول للأهداف الرئيسة لها وهي رفع مستويات السلامة والأمان والحفاظ على الأرواح والممتلكات وأوقات المستفيدين من هذه الخدمات، وهي بلا شك خطة ممتازة وتحتاج فقط السرعة في تنفيذها لتلافي الازدحام الحالي وإهدار أوقات طالبي الخدمة في محطات الفحص الفني الدوري.


HashwanO@