ثلاجات آيس كريم ومقابر جماعية تستقبل شهداء غزة
آباء وأمهات يفتحون عيونهم على جثث أبنائهم وبناتهم في الشوارع
آباء وأمهات يفتحون عيونهم على جثث أبنائهم وبناتهم في الشوارع
الاثنين - 16 أكتوبر 2023
Mon - 16 Oct 2023
يفتح الآباء والأمهات عيونهم في الصباح البكر كل يوم على جثث الشهداء من أبنائهم وأطفالهم وبناتهم وذويهم، الذين يتساقطون إثر القنابل والصواريخ الإسرائيلية الغاشمة التي تضرب مدينتهم بلا رحمة، ولم تعد هناك مستشفيات أو مقابر تتسع لهذا العدد من الشهداء الذي يتزايد كل دقيقية، مما دفع المسؤولين عن الصحة للجوء إلى حفظ جثث الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الضربات الجوية، في صناديق شاحنات تجميد المثلجات (الآيس كريم)، لأن نقلها إلى المستشفيات محفوف بالمخاطر والمقابر.
الحصيلة الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة أمس، تقول إن عدد الشهداء ارتفع إلى 2750 مع تواصل الاعتداءات لليوم العاشر على القطاع، إضافة إلى ما يقارب من 11 ألف مصاب بجروح مختلفة نصفهم من الأطفال والنساء.
أنقاض غزة
تحولت غزة إلى كومة من الأنقاض بسبب الضربات الإسرائيلية الغاشمة، وذكر الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة ، للصحفيين في غزة، أن عدد الشهداء الذين اقتربوا من 3000 شخص، هم فقط الذين دخلوا إلى المستشفيات في ظل استمرار وجود المئات تحت أنقاض ركام المباني السكنية.
وأوضح القدرة أن هجمات إسرائيل أسفرت عن نحو 11 ألف مصاب بجروح مختلفة نصفهم من الأطفال والنساء، بعد أعنف موجة قتال بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة ومحيطه لليوم العاشر على التوالي، ووسط غارات جوية إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة مخلفة عشرات القتلى والجرحى في الساعات الأخيرة.
آيس كريم
وقال الطبيب ياسر علي من مستشفى شهداء الأقصى في تقرير نشرته «رويترز» « في دير البلح تتسع مشرحة المستشفى لعشر جثث فحسب، لذلك أحضرنا ثلاجات تجميد الآيس كريم من مصانع المثلجات من أجل حفظ الأعداد الهائلة من الشهداء».
وذكر الطبيب وهو يفتح الثلاجات ليظهر الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء «حتى بوجود هذه الثلاجات، يفوق عدد القتلى سعة هذه المشرحة الرئيسة بالمستشفى والمشارح البديلة، وما بين 20 و30 جثة متروكة داخل خيام أيضا».
وأضاف «قطاع غزة في أزمة، وإن استمرت الحرب بهذه الطريقة، فلن نستطيع دفن القتلى.
المقابر ممتلئة بالفعل، ونحتاج إلى مقابر جديدة لدفن القتلى».
وعادة ما تستخدم شاحنات التجميد، التي يحمل جانباها صورا إعلانية لأطفال باسمين ويتلذذون بالمثلجات، في توصيل الشحنات إلى المتاجر، وفي الوقت الراهن، تستخدم كمشارح مؤقتة لضحايا الحرب الضروس.
مقابر جماعية
وأشار سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن السلطات في مدينة غزة تعد أيضا مقابر جماعية، وتابع «مع هذا الواقع، في ظل تكدس عشرات من الشهداء ممن لم يتسن التعرف عليهم خلال الأيام الماضية من العدوان، وضجت بهم ثلاجة الشهداء في مستشفى الشفاء، وفي ظل توافد العشرات الآخرين من الشهداء أطفال رضع، ونساء ورجال وشيوخ، كان لزاما علينا أن نقوم بواجبنا الشرعي والأخلاقي تجاه الشهداء بدفنهم».
وقال الجيش الإسرائيلي، «إنه سيسمح لسكان شمال غزة بالتحرك إلى جنوب القطاع، قبل اجتياح بري متوقع ردا على الهجمات التي نفذتها وأسفرت عن سقوط 1400 إسرائيلي.
الفسفور الأبيض
واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إسرائيل باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، محذرة من أن استخدام مثل هذه الأسلحة يعرض المدنيين لـ»إصابات خطيرة وطويلة الأمد»، وذلك في أعقاب اتهامات مماثلة لوزارة الداخلية في قطاع غزة لإسرائيل، باستخدام ذخائر فسفورية في غارات على مناطق ميناء غزة، وتل الهوى، والرمال.
وقالت المنظمة في بيان، إنها تحققت من مقاطع فيديو التقطت في لبنان في تاريخ 10 أكتوبر الجاري، وفي غزة في 11 من الشهر ذاته تظهر انفجارات جوية متعددة للفوسفور الأبيض الذي أطلقته المدفعية فوق ميناء مدينة غزة وموقعين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية».
وقدمت المنظمة رابطين لمقطعي فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إنهما يظهران «استخدام مقذوفات مدفعية من الفسفور الأبيض عيار 155 مليمترا لحجب الرؤية أو وضع العلامات أو إرسال إشارات على ما يبدو».
وصول المساعدات
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الأحد إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل دون عوائق إلى غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس فورا.
وأصدر الأمين العام أنطونيو جوتيريش بيانا صحفيا قال فيه «في هذه اللحظة الصعبة، فيما نقف على حافة الهاوية في الشرق الأوسط، واجبي بصفتي أمينا عاما للأمم المتحدة أن أوجه نداءين إنسانيين قويين»، وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وأضاف جوتيريش: بالنسبة لحماس، يجب إطلاق سراح الرهائن فورا بدون شروط، وبالنسبة لإسرائيل، يجب السماح بشكل عاجل وبدون عوائق بوصول الإمدادات الإنسانية وعاملي الإغاثة من أجل المدنيين في غزة.
ورقة مساومة
وأكد عوتيريس أن كلا الهدفين مهم في حد ذاته، ويجب ألا يكونا ورقة للمساومة، ويتعين تنفيذهما لأن ذلك هو الشيء الصحيح الذي يتعين فعله»، وأشار أن المياه والوقود وغير ذلك من الإمدادات الأساسية تنفد من غزة، مشيرا إلى أن لدى الأمم المتحدة مخزونا من الغذاء والماء والمواد غير الغذائية والإمدادات الطبية والوقود، في مصر والأردن والضفة الغربية وإسرائيل.
وقال «إن تلك المواد يمكن إرسالها في غضون ساعات، ولضمان توصيلها يجب أن يتمكن زملاؤنا المتفانون على الأرض وشركاؤنا من المنظمات غير الحكومية، من جلب هذه الإمدادات إلى غزة وأنحائها بدون عوائق لتوصيلها إلى المحتاجين».
تطورات في غزة
- 6 من مسؤولي حماس قتلوا في الغارات حسب تأكيدات إسرائيل.
- 28 موقعا على الحدود اللبنانية أخلتها إسرائيل تماما.
- 2750 شهيدا في غزة حتى أمس.
- 11 ألف مصاب في غزة نصفهم أطفال ونساء.
- 150 شخصا شاركوا في مظاهرات مؤيدة لغزة في براغ التشيكية.