حجاز مصلح

هل هو تنمر أم اختلاف في الرأي؟ العثور على حل وسط

الاثنين - 16 أكتوبر 2023

Mon - 16 Oct 2023


تبذل المنظمات وأماكن العمل في جميع أنحاء العالم جهودا كبيرة للقضاء على التنمر. هناك برامج متاحة عبر الإنترنت لتعليم الموظفين الجدد حول السلوك المناسب في مكان العمل.

يتم تدريب المديرين على دعم وحماية الموظفين من التنمر وتعزيز ثقافة الاحترام في مكان العمل.

ولحسن الحظ، هناك وعي أكبر بكثير بماهية التنمر.

لكن هل من الممكن أننا قد ذهبنا بعيدا جدا؟ لا أعتقد ذلك، رغم أنني واجهت بعض السيناريوهات التي جعلتني أتساءل عما إذا كنا قد فقدنا الحل الوسط.
أحد السيناريوهات هو مكان العمل، حيث يقدم الأشخاص شكاوى تتعلق بالتنمر ضد الأشخاص لأن لديهم رأيا مختلفا.

يمكن أن يشعر الناس بالاضطهاد أو الضحية أو التنمر عندما يختلف شخص ما معهم. خاصة إذا كان هذا الشخص يختلف معهم بشكل مستمر.

في بعض الأحيان يشعر الشخص بحق بالتنمر لأن الطريقة التي يختلف بها شخص ما هي عدم احترام أو تخويف.

لكن في بعض الأحيان تكون هناك شكاوى مزعومة تتعلق بالتنمر، والتي لا تعدو أن تكون مجرد مدير يقدم تعليقات، أو زميل يعبر عن وجهة نظر مختلفة، أو شخص يفعل شيئا بطريقة مختلفة.

السيناريو الثاني، والأكثر إثارة للقلق، هو أن الموظفين في بعض المنظمات يشعرون بحذر شديد تجاه الصراع.

لكلمة «صراع» دلالات سلبية كثيرة، ليس أقلها احتمال تحولها إلى شكوى من التنمر.

إن الاختلاف مع شخص ما أو السير عكس التيار، هو عمل محفوف بالمخاطر: لا تستجوب المدير، لأن هذه هي الطريقة التي يتم بها الأمر دائما، لا تتحدى طريقة عمل زميلك، قد تزعجهم، لا تقم بإجراء أي تغيير لأنك قد تدوس عن غير قصد على أصابع قدم شخص ما.

إن تقديم اقتراح أو الاختلاف مع شخص ما داخل العمل أمر غير مرحب به، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون بمثابة انتحار مهني.

ومن ناحية أخرى، فقد واجهت العديد من المنظمات حيث يتم تشجيع الصراع والاحتفاء به، لأن المديرين يعرفون أنه عندما يقدم فريقهم اقتراحا أو يجري مناقشة قوية ويختلف الناس معه، فإن ذلك يؤدي إلى الابتكار وطرق أفضل للقيام بالأشياء، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى فهم أفضل للاختلافات وعلاقات عمل أكثر إيجابية.

تتمتع أماكن العمل هذه بثقافة مكان عمل أكثر إيجابية ويكون الناس أكثر سعادة لأن لديهم رأيا، فهناك المزيد من مشاركة الموظفين وتواصل أكثر انفتاحا بين الموظفين والمديرين.

فكيف نحمي أنفسنا وبعضنا البعض من التنمر ونحمي أيضا مبدأ المناقشة؟
يحتاج الجميع إلى فهم وامتلاك سياسات المنظمة لمكافحة التنمر، ويجب أن يشعر الأشخاص بالأمان عند طلب الدعم عندما يشعرون بالمضايقة أو التهديد أو التنمر، لكن إذا أراد شخص ما تحدي مديره أو عدم الموافقة على حل ما، فلا ينبغي له أن يخشى أن «ينال جزاءه بسبب التنمر».

كيف نجد الحل الوسط؟ الصراع أمر لا مفر منه، (لأنه كيف يمكننا جميعا أن نفكر بالطريقة نفسها؟). لذا فمن الأفضل التركيز على إدارة الصراع بدلا من محاولة القضاء عليه. النزاع أمر جيد، طالما أن الناس يحترمون بعضهم البعض، خلال الاستماع دون مقاطعة وفهم وجهة نظر الشخص الآخر قبل مشاركة وجهة نظرهم. من المهم أيضا إيجاد طريقة لإدارة عواطفنا؛ فالصراع يمكن أن يؤدي إلى اندفاع الأدرينالين، لذلك من المهم أن نكون على دراية بردود أفعالنا وأن نبقى هادئين. إن مجرد تأجيل المحادثة وإتاحة الوقت للتفكير في الخيارات، يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل بكثير، ومن الجيد التركيز على الأفكار والخيارات والحلول، وإذا أردنا تحدي فكرة ما، فليكن لدينا بديل ولا نجعل الأمر شخصيا في تقديم التعليقات.

أخيرا، تخيل كم سيكون التحفيز والانتعاش هو الذهاب إلى العمل ومناقشة طرق العمل بشكل أفضل، والإسهام بقوة في عملية صنع القرار؟ حيث يستمع الجميع، بما في ذلك الإدارات العليا وأصحاب القرار، إلى الاقتراحات ويمكن أن تكون لديهم آراء مختلفة، إذ يكون لكل فرد في العمل صوت مسموع.




hijazmusleh@