رؤية واعدة للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في السعودية
الأربعاء - 11 أكتوبر 2023
Wed - 11 Oct 2023
لا يخفى عليك عزيزي القارئ مكانة المملكة العربية السعودية المتميزة باحتياطاتها النفطية الكبيرة وتراثها الثقافي الفريد، وبنظرة واعدة ورؤية حكيمة من قيادتها الرشيدة - رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه ببدء رحلة طموحة نحو تنويع اقتصاد المملكة والحد من الاعتماد على العائدات النفطية.
واحدة من القطاعات التي اجتذبت انتباها كبيرا في هذا السعي نحو التنويع هو قطاع الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.
يتمثل بتطوير وتوطين الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في المملكة العربية السعودية والتي تعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق التميز والريادة في مجال الرعاية الصحية محليا وإقليميا وعالميا، وتعزيز للبحث والتطوير والابتكار، وخلق اقتصاد قائم على المعرفة.
في السابق، اعتمدت المملكة بشكل كبير على المنتجات الطبية والدوائية المستوردة لتلبية احتياجاتها الصحية.
ولا تخفى الآثار السلبية المرتبطة بهذا الاعتماد، خاصة خلال فترات الاضطرابات العالمية على سبيل المثال أزمة COVID-19 السابقة، مما أدت إلى تحفيز الجهود لإعادة النظر علميا في تعزيز الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية الوطنية.
وذلك سعيا نحو تطوير وتوطين الصناعات الاستراتيجية، ومن أهمها الصناعات الدوائية والطبية والتي تصب في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وذلك من خلال مبادرات وزارة الصناعة والاستثمار والصحة وغيرها من المبادرات مثل برنامج التنمية الصناعية الوطني والخدمات اللوجستية (NIDLP)، تهدف الحكومة السعودية إلى تعزيز الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية المزدهرة التي تسهم بشكل كبير في الأسواق المحلية والعالمية على حد سواء ولكي تصبح السعودية مركزا عالميا في هذه الصناعات.
هناك عوامل عدة تجعل السعودية وجهة جاذبة لتوطين الصناعات الدوائية ومنها توفر الرؤية والإرادة، والبنية التحتية الصحية القوية، وزيادة الكفاءات البشرية والتي تعتبر مجموعة قوية من الأسس لنمو هذه الصناعة.
ولا يخفى عليكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي على مفترق طرق آسيا وأوروبا وأفريقيا مما يعزز ترشيحها لتكون مركزا عالميا للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.
لقد أثمرت جهود المملكة في تطوير وتوطين هذا القطاع بالفعل وذلك من خلال تدفق الاستثمارات إلى إنشاء مرافق تصنيع ومراكز بحثية متميزة ومن الأمثلة البارزة إنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الذي يركز على البحوث المتقدمة في المجالات الطبية والدوائية وغيرها من المراكز والمبادرات المتميزة.
هذه المبادرات لا تساهم فقط في تعزيز الاقتصاد المحلي، بل تعزز أيضا من تطوير الخبرة والتقنية المحلية المبتكرة.
علاوة على ذلك، تقوم الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي (SFDA) بدور حيوي في تشكيل المشهد التنظيمي لتسهيل توطين الصناعات الدوائية والطبية.
من خلال تنفيذ معايير الجودة الصارمة وتبسيط عمليات الموافقة مع ضمان الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي أن تلبي المنتجات الدوائية المحلية المعايير الدولية للجودة.
وهذا لا يعزز فقط ثقة المستهلك في المنتجات المصنعة محليا، بل تجعل السعودية مركزا مصدرا موثوقا للأدوية في الأسواق العالمية.
استراتيجية التعاون مع شركات الأدوية الدولية مهمة في دفع تطوير وتوطين هذا القطاع.
الشراكات واتفاقيات في نقل التقنية تمكن من تبادل المعرفة واعتماد ممارسات التصنيع المتقدمة.
هذه الشراكات لا تعزز فقط من جودة منتجات الأدوية المحلية، بل تسهم أيضا في تطوير المهارات وبناء القدرات بين القوى العاملة المحلية في هذا القطاع.
على الرغم من أن تطوير وتوطين الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في السعودية تحمل وعودا كبيرة، إلا أنها لا تخلو من التحديات.
وأن تطوير بيئة البحث والابتكار، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وضمان توافر مستمر للكفاءات المهارية هي مجالات حرجة تتطلب اهتماما مستداما.
يتطلب التحول من نظام رعاية صحية معتمد على الاستيراد إلى صناعات دوائية ذاتية الاكتفاء وذلك من خلال التخطيط والتخصيص للموارد وإطارات سياسية داعمة.
في الختام، يمثل تطوير وتوطين الصناعات الدوائية في المملكة العربية السعودية خطوة مهمة نحو تحقيق التنوع الاقتصادي والاعتماد الذاتي في مجال الرعاية الصحية وذلك من خلال الاستفادة من نقاط القوة والمزايا الاستراتيجية للمملكة، سوف تتحول السعودية بإذن الله تدريجيا إلى مركز عالمي للابتكار والصناعات الدوائية والتقنية الحيوية وذلك بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة.
nabilalhakamy@
واحدة من القطاعات التي اجتذبت انتباها كبيرا في هذا السعي نحو التنويع هو قطاع الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.
يتمثل بتطوير وتوطين الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في المملكة العربية السعودية والتي تعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق التميز والريادة في مجال الرعاية الصحية محليا وإقليميا وعالميا، وتعزيز للبحث والتطوير والابتكار، وخلق اقتصاد قائم على المعرفة.
في السابق، اعتمدت المملكة بشكل كبير على المنتجات الطبية والدوائية المستوردة لتلبية احتياجاتها الصحية.
ولا تخفى الآثار السلبية المرتبطة بهذا الاعتماد، خاصة خلال فترات الاضطرابات العالمية على سبيل المثال أزمة COVID-19 السابقة، مما أدت إلى تحفيز الجهود لإعادة النظر علميا في تعزيز الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية الوطنية.
وذلك سعيا نحو تطوير وتوطين الصناعات الاستراتيجية، ومن أهمها الصناعات الدوائية والطبية والتي تصب في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وذلك من خلال مبادرات وزارة الصناعة والاستثمار والصحة وغيرها من المبادرات مثل برنامج التنمية الصناعية الوطني والخدمات اللوجستية (NIDLP)، تهدف الحكومة السعودية إلى تعزيز الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية المزدهرة التي تسهم بشكل كبير في الأسواق المحلية والعالمية على حد سواء ولكي تصبح السعودية مركزا عالميا في هذه الصناعات.
هناك عوامل عدة تجعل السعودية وجهة جاذبة لتوطين الصناعات الدوائية ومنها توفر الرؤية والإرادة، والبنية التحتية الصحية القوية، وزيادة الكفاءات البشرية والتي تعتبر مجموعة قوية من الأسس لنمو هذه الصناعة.
ولا يخفى عليكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي على مفترق طرق آسيا وأوروبا وأفريقيا مما يعزز ترشيحها لتكون مركزا عالميا للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.
لقد أثمرت جهود المملكة في تطوير وتوطين هذا القطاع بالفعل وذلك من خلال تدفق الاستثمارات إلى إنشاء مرافق تصنيع ومراكز بحثية متميزة ومن الأمثلة البارزة إنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الذي يركز على البحوث المتقدمة في المجالات الطبية والدوائية وغيرها من المراكز والمبادرات المتميزة.
هذه المبادرات لا تساهم فقط في تعزيز الاقتصاد المحلي، بل تعزز أيضا من تطوير الخبرة والتقنية المحلية المبتكرة.
علاوة على ذلك، تقوم الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي (SFDA) بدور حيوي في تشكيل المشهد التنظيمي لتسهيل توطين الصناعات الدوائية والطبية.
من خلال تنفيذ معايير الجودة الصارمة وتبسيط عمليات الموافقة مع ضمان الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي أن تلبي المنتجات الدوائية المحلية المعايير الدولية للجودة.
وهذا لا يعزز فقط ثقة المستهلك في المنتجات المصنعة محليا، بل تجعل السعودية مركزا مصدرا موثوقا للأدوية في الأسواق العالمية.
استراتيجية التعاون مع شركات الأدوية الدولية مهمة في دفع تطوير وتوطين هذا القطاع.
الشراكات واتفاقيات في نقل التقنية تمكن من تبادل المعرفة واعتماد ممارسات التصنيع المتقدمة.
هذه الشراكات لا تعزز فقط من جودة منتجات الأدوية المحلية، بل تسهم أيضا في تطوير المهارات وبناء القدرات بين القوى العاملة المحلية في هذا القطاع.
على الرغم من أن تطوير وتوطين الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في السعودية تحمل وعودا كبيرة، إلا أنها لا تخلو من التحديات.
وأن تطوير بيئة البحث والابتكار، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وضمان توافر مستمر للكفاءات المهارية هي مجالات حرجة تتطلب اهتماما مستداما.
يتطلب التحول من نظام رعاية صحية معتمد على الاستيراد إلى صناعات دوائية ذاتية الاكتفاء وذلك من خلال التخطيط والتخصيص للموارد وإطارات سياسية داعمة.
في الختام، يمثل تطوير وتوطين الصناعات الدوائية في المملكة العربية السعودية خطوة مهمة نحو تحقيق التنوع الاقتصادي والاعتماد الذاتي في مجال الرعاية الصحية وذلك من خلال الاستفادة من نقاط القوة والمزايا الاستراتيجية للمملكة، سوف تتحول السعودية بإذن الله تدريجيا إلى مركز عالمي للابتكار والصناعات الدوائية والتقنية الحيوية وذلك بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة.
nabilalhakamy@