محمد عبدالله القرني

التناقض العالمي بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية

الأربعاء - 11 أكتوبر 2023

Wed - 11 Oct 2023

بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية تظهر متجلية وبكل وضوح التناقضات العالمية في التعامل بين العمليتين العسكريتين بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار لو أن الفصائل الفلسطينية هاجمت وقتلت وأسرت مدنيين إسرائيليين على الرغم من أن تصنيف الشعب الإسرائيلي يختلف حسب التوجهات، فهناك من يرى أنه شعب مدني ومنهم من يرى بأنهم محتلون ويصنفون كمحتلين وجيش احتياط، ولو اعتبرنا أنهم مدنيون وبأن الفصائل المسلحة قامت بقتلهم وأسرهم، وغضب العالم «الإنساني» من أجلهم فلماذا لم يغضب ذلك العالم المدعي بالإنسانية من أجل قتل وتطهير الشعب الفلسطيني في غزة؟ يقتل العديد من المدنيين الفلسطينيين وبدم بارد وبدعم منافق وإجرامي وخبيث من دول لطالما ادعت بأنها ديمقراطية وأنها مع حقوق الإنسان.

لم تتوقف إسرائيل عن ضرب غزة وقتل النساء والأطفال دون تنديد أو استنكار أو حتى وقوف على الحياد بل يتم دعمها بكل الاحتياجات اللازمة لقتل المزيد من الأرواح دون الاكتراث لأي أزمة إنسانية تترتب على ذلك القصف الغاشم الذي يعكس وحشية العالم المنافق الإجرامي.

نتفق جميعا بأن طوفان الأقصى والسيوف الحديدية جميعها قتلت أرواحا بريئة وارتكبت جرائم، ولكن الفرق بأن الدعم العالمي وقف بجانب من كان أكثر إجراما وأكثر فتكا.

إسرائيل لو لم تحصل على التأييد العالمي لما قصفت بكل تلك الوحشية، أول رد فعل قامت به هو قصف معتاد ومتكرر في حروب غزة السابقة، ولكن ما نراه بعد وقوف العالم معها هو أمر مختلف، فقد كشرت عن أنيابها بعد حصولها على الضوء الأخضر عالميا بإبادة غزة بمن سكن فيها صغارها وكبارها نسائها ورجالها، وهي تعلم تماما بذلك دون اكتراث وتعلم أيضا بأن أغلبية قصفها الوحشي لا يصيب الفصائل الفلسطينية بل شعب غزة، الفصائل التي نجحت في التمويه استخباراتيا على جهازي الموساد والشاباك لن تكون مكشوفة الرأس أمام القصف الإسرائيلي.

لا أتكلم في مقالتي كوني مسلما عربيا فقط بل أتكلم كوني إنسانا حقيقيا لا مزيفا ولا متناقضا كالمجتمع الدولي، الإجرام وإزهاق الأرواح يؤلمني لكون إنسان يقتل بعيدا عن تصنيفه كديانة أو جنسية أو توجه، وموقفي من موقف قيادتنا الرشيدة بالوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وضبط النفس وقد حذرت المملكة منذ الوهلة الأولى من مخاطر انفجار الأوضاع، وها هي قد تفجرت والتهمت بنارها العديد من الأرواح، ويأتي ذلك نتيجة لتعنت الاحتلال ومنع الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة وحل الدولتين لتحقيق السلام، ما لم يتم ذلك فسوف نرى المزيد من طوفان الأقصى والسيوف الحديدية وسوف يستمر الظلم والقهر للشعب الفلسطيني والمزيد من انعدام الأمن في الجانب الإسرائيلي، والكثير الكثير من نفاق المجتمع الدولي.

m_a_algarni509@