إسرائيل ترتكب مجازر جماعية في غزة
الأمم المتحدة تعلن عن نزوح 187 ألف فلسطيني وتطالب بممر إنساني
الأمم المتحدة تعلن عن نزوح 187 ألف فلسطيني وتطالب بممر إنساني
الثلاثاء - 10 أكتوبر 2023
Tue - 10 Oct 2023
واصلت إسرائيل ارتكاب مجازر وحشية ضد الشعب الفلسطيني، وبدأت حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس السبت الماضي.
وفيما يتوالى سقوط الشهداء والضحايا في كل مكان، وتزداد عملية الهدم والتدمير لشوارع وأحياء غزة، أعلنت الأمم المتحدة أمس، نزوح أكثر من 187500 شخص في قطاع غزة خلال ثلاثة أيام فقط، مؤكدة أن الحصار الكامل للقطاع «محظور» بموجب القانون الدولي الإنساني.
وطلبت منظمة الصحة العالمية، فتح ممر إنساني إلى قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لقصف إسرائيلي، فيما تزايد عدد شهداء فلسطين وارتفع حجم الدمار في المدينة المحاصرة.
حصار جائر
قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان «إن فرض حصار يعرض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء محظور بموجب القانون الدولي الإنساني».
وأشار إلى أن الحصار يجب أن يكون مبررا بضرورة عسكرية وإلا فإنه ربما يرقى إلى حد «العقاب الجماعي»، وأكد أن حصار غزة يهدد بتفاقم الوضع ويؤثر على عمل المرافق الطبية، مشيرا إلى أن العمليات الجوية الإسرائيلية أصابت أبراجا سكنية كبيرة في غزة ومدارس وأدت لسقوط ضحايا مدنيين.
وتضررت 4 مدارس و8 مرافق للرعاية الصحية في غزة، حسبما ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إلى أن الإجراءات المثيرة للقلق الخاصة بقطع المياه والوقود عن غزة ستقود لمستوى جديد من المعاناة، وقالت المنظمة «إن مئات الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين قتلوا وأصيب عدد أكبر خلال الأيام الثلاثة الماضية».
حرب إبادة
ويتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع في حرب إبادة كاملة، وتتركز الغارات بالمناطق الشرقية لمدينة غزة وفي الشمال بمناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، كما قصفت الزوارق الحربية ساحل غزة بقذائف صاروخية، وتعرض الشريط الحدودي لقصف مماثل بعشرات القذائف.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي، «إن البرلمان والوزارات المدنية في غزة أهداف مشروعة في هجومه على حماس، وواصلت الطائرات الحربية قصف مناطق وسط مدينة غزة بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالانتقام من حركة حماس بطريقة «سيتردد صداها لأجيال».
وأودت الحرب، المستمرة منذ أربعة أيام، بحياة 1600 شخص من الجانبين، وشهدت إسرائيل معارك بالأسلحة النارية في شوارع بعض بلداتها للمرة الأولى منذ عقود، وتحولت أحياء في غزة بأكملها إلى أنقاض.
وتعهدت حماس بقتل المختطفين الإسرائيليين في حال استهدفت الهجمات الإسرائيلية المدنيين دون سابق إنذار، وقالت إسرائيل أن هناك 150 جنديا ومدنيا اختطفوا من داخل إسرائيل.
فرار الآلاف
وفر عشرات الآلاف من السكان من منازلهم بعد أن سوت الغارات الجوية الإسرائيلية بنايات كاملة بالأرض، وأعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته إلى حد كبير على مناطق الجنوب و»استعادة السيطرة الكاملة على الحدود»، وحسب الأونروا بلغ عدد النازحين إلى مدارسها بالقطاع 137 ألف نازح، وقد وصلت قدرة الوكالة الاستيعابية إلى تسعين في المئة.
ونفى ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش، عبور أي مقاتل من حماس إلى إسرائيل منذ الليلة الماضية على الرغم من إمكانية استمرار عمليات التسلل.
وفيما استدعى الجيش الإسرائيلي 300 ألف جندي احتياطي في عملية تعبئة ضخمة، تمركز السؤال الرئيسي حول ما إذا كان الجيش سيشن هجوما بريا على القطاع الساحلي الصغير المطل على البحر المتوسط.
وأجلت السلطات آلاف الإسرائيليين من أكثر من عشر بلدات قريبة من غزة، ونشرت دبابات وطائرات مسيرة لحراسة الثغرات في السياج الحدودي لغزة ضد أي توغلات جديدة.
جثث جديدة
وعثرت فرق الطوارئ الإسرائيلية، على المزيد من الجثث في أعقاب هجوم حماس يوم السبت الماضي على بلدات جنوبي إسرائيل، وقال الجيش «إن أكثر من 900 شخص قتلوا داخل إسرائيل، أغلبهم من المدنيين».
وفي غزة، قتل أكثر من 680 شخصا بينهم مدنيين، بحسب السلطات في القطاع، وتقول إسرائيل «إن مئات القتلى من مقاتلي حماس، كما أصيب الآلاف من الجانبين».
وقال ناطق باسم منظمة الصحة العالمية خلال إحاطة صحفية في جنيف «إن فتح ممر إنساني أمر ضروري لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية للسكان»، مشيرا إلى أن المنظمة تجري محادثات مع مختلف الأطراف، وأشارت المنظمة إلى وقوع 13 هجوما مؤكدا على مرافق صحية في غزة منذ بدء التصعيد.
مجازر وحشية
اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إسرائيل بـ «إبادة جماعية» للفلسطينيين في قطاع غزة، بعد قرار الدولة العبرية فرض «حصار مطبق» عليه ما دفع بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإبداء «قلقه الشديد» من تداعيات مثل الخطوة.
وأضاف الرئيس الفنزويلي «سبق لنا أن شهدنا في الماضي مذابح، مجازر وحشية، ضد الشعب الفلسطيني»، معتبرا أن الفلسطينيين يتعرضون لنظام «فصل عنصري جديد».
وتابع مادورو «نطالب بوقف إطلاق النار، ونطالب باحترام قرارات الأمم المتحدة، ونطالب باحترام حقوق الشعوب، ونطالب ببدء مفاوضات سلام فورا ليستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الاستقلال والأرض والسلام».
وأضاف «أنا أدافع عن الشعب الفلسطيني، وأدافع عن السلام»، وفي2009، اتهم سلفه الرئيس الراحل هوغو تشافيز إسرائيل بـ «إبادة جماعية» في غزة بعد هجوم إسرائيلي في نهاية 2008.
إراقة الدماء
وحملت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أمس، إسرائيل المسؤولية عن إراقة الدماء في قطاع غزة، في أول تعليق على الاشتباكات بين إسرائيل وحركة حماس.
ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» المتحدثة باسم حزب العمل الحاكم مقالا موجزا عن الصراع والخسائر البشرية نقلا عن وسائل إعلام أجنبية، وجاء في المقال «يقول المجتمع الدولي إن هذه المواجهة نتيجة للأعمال الإجرامية الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين وأن المخرج الأساسي، هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة».
ونددت وسائل الإعلام الرسمية أمس «بالقوات المعادية داخل سوريا وخارجها» بسبب الهجوم بطائرة دون طيار تسبب في سقوط العديد من الضحايا في الأسبوع الماضي، ووصفته بمحاولة إرهابية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
أرقام حول حرب غزة:
- 1050 قتيلا إسرائيليا.
- 600 شهيد فلسطيني
- 2600 جريح إسرائيلي
- 2800 جريح فلسطيني تقريبا
- 187 ألف نازح من غزة