زهير ياسين آل طه

منتجات سابك آمنة بشرط حوكمة الهيئة الملكية

الاثنين - 09 أكتوبر 2023

Mon - 09 Oct 2023

مؤشرات الاستدامة البيئية والجودة والسلامة المرتبطتين بالعمليات التصنيعية الآمنة للشركات التنافسية العالمية وبالتوازي مع سلسلة الإمداد، أمر في غاية الأهمية لديهم في الوصول إلى ما يحقق ويطابق ما تسعى إليه المنظمات الدولية المانحة لشهادات التوثيق لتلك المؤشرات مما تتطلبه تحديدا مواصفات الأيزو العالمية، وبالخصوص بعد توحيد المتطلبات لكل المواصفات التوثيقية من عام 2015 بما يسمى HLS High Level Structure.

سؤال قد يطرح على العنوان لأجل الربط التوضيحي الأدق مع الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ESG، ويكمن فيما تنشره سابك في مواقعها في الميديا من مقاطع فيديو رائعة الإخراج والعرض والتنظير عن أعمالها واستراتيجيتها ومسؤوليتها الاجتماعية في جودة الحياة حول العالم كمثال عالمي يحتذى به في الالتزام والشفافية؛ هل منتجات سابك آمنة مع الحوكمة في احتواء مخاطر التشغيل الكامنة لموظفيها ومتقاعديها وللمجتمع حولها؟

الإجابة «نعم»؛ فقد أصبحت آمنة ومستدامة بعد مضي سنوات طويلة من التشغيل والتجارب والهندسة والصيانة والاعتمادية والتطوير في الأعمال والمواصفات والبحث والابتكار وصلت إلى 47 سنة من تأسيسها، مع ما احتوته في البداية كأي مصنع في العالم تحت التأسيس من مخاطر كامنة غير متوقعة وإصابات وتعرض بعضا من موظفيها لأمراض خطرة مثبتة بالتقارير، جراء التعامل مع المواد الكيميائية والمدرجة في كتيبات الأمم المتحدة، والتي بقيت بعض آثارها المعلنة والكامنة عند المتقاعدين، الذين ينادون بإنسانية سابك المعهودة ومسؤوليتها الاجتماعية التي تمتد لمواقعها 24 في القارات، أن ترعاهم ومن يعولون في العلاج لمدى الحياة، ونسخ منظومة الخدمات الطبية للشركة المالكة والمستحوذة عليها أرامكو وشركاتها الاستثمارية كصدارة وأعمال الخليج في الخفجي بالعلاج مدى الحياة.

ومن الشواهد التي يستند عليها في الحوكمة؛ هو انخفاض الإصابات بشكل كبير مع العناية والرقابة الداخلية والخارجية إلا ما ندر بسبب الأخطاء الفردية مقابل وجود إجراءات موثقة ومحكمة ومدرب عليها الجميع للتطبيق، وتثبته الجوائز التي حصلت عليها مؤخرا سابك لا للحصر بخصوص الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ESG، لكن تبقى بعض الأمراض المزمنة كضعف السمع والضغط والسكر والعظام والنفسية عند المعظم بتفاوت المستوى كنتيجة حتمية للعمل في بيئة صناعية في أي موقع في العالم، ونتيجة المكوث أيضا لساعات طويلة تصل 12 ساعة ولسنوات تقارب 30 سنة وأكثر، تتركز في فترات التشغيل بعد التأسيس والتشغيل بعد الصيانة الدورية المتكررة وخلال الصيانة والطوارئ أيضا.

وسابك تقع تحت رعاية ومراقبة ودعم وحوكمة الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وهو ما يزيد من قوتها في الاستدامة البيئية والصحية والمجتمعية متمثلة في مساهماتها في المسؤولية الاجتماعية المفروضة عليها محليا وعالميا، ولعل الدافع الأكبر في الاستدامة وفوزها بالحوكمة عالميا ESG، هو تدخل الهيئة كسياسة محكمة تتبعها ضمن قيمها بدعم وتطوير مجتمعها وحماية بيئتها والاستخدام الأمثل لمواردها الطبيعية وممكنات جودة الحياة لجميع فئات المجتمع المحيط بها، بما يحقق رؤية 2030 ضمن استراتيجيتها والتي تندرج تحتها عدة أهداف منها؛ «حياتنا الصحية، تعليمنا المتميز، مجتمعنا الحيوي...» والمعنية مجملا بخدمة أكثر من نصف مليون إنسان من قاطني وموظفي القطاعات في الجبيل وينبع، ومنهم موظفي ومتقاعدي سابك وأسرهم.

ومضة: سابك عليها مسؤولية مختلفة وحاضرة ونافذة مفترضا كشريك أولي وأكبر الشركاء في الاستدامة البيئية وجودة الحياة في مجتمع الهيئة.

والتأسيس والاحتواء الكبير والمحكم لمتطلبات جودة الحياة التي تنهجها الهيئة، أهلها أن ترتقي مراتب تميز عليا عالمية ومنها اعتماد مدنها كمدن تعلم من قبل «اليونسكو» بما يشمل الصحة والأمن، وفوزها بثلاث جوائز للتميز في برنامج مرتبط بالرؤية (NIDLP) في الأداء التنفيذي وجذب الاستثمارات وتمكين المنشئات الصغير والمتوسطة، مع تميزها بإلزام المستثمرين بالمشاركة في المسؤولية الاجتماعية.

وموضوع الصحة له مدلولات كثيرة وتتواجد في الحوكمة ومدن التعلم العالمية التي فازت بها الهيئة في مدنها، وقد تتأثر وتؤثر على استمرار الجائزة في صعوبة احتواء جودة الحياة بما يخطط له بسبب انتقال التكاليف المادية الكبيرة «لإرث» علاج متقاعدي سابك فجأة لمستشفيات الهيئة بعد انتهاء مدة التأمين لهم الخمس سنوات وبأعداد ضخمة، لذلك هو بحاجة ماسة وسريعة للتدخل من كل الجهات المعنية بالصحة والسلامة والرعاية الطبية والتأمين الطبي، لوضع بصمة إنسانية عليه لمتقاعدي سابك وغيرهم من متقاعدي المدن الصناعية، لدفع مجلس إدارة سابك لاتخاذ قرار علاج متقاعديها ومن يعولون؛ كونه ينضوي تحت مبدأ التقدير الإنساني والأخلاقي وردا للجميل المفترض من سابك تجاه مواردها البشرية الذين خدموها منذ التأسيس وخدموا الهيئة الملكية بشكل مباشر وغير مباشر في تحقيق استراتيجيتها في جودة الحياة والتوسع والأنسنة، وكونهم مصدرا أوليا لنهضة سابك ونموها وتوسعها عالميا مع توسع الهيئة الملكية تباعا، حتى وصلت لما وصلت إليه الهيئة في جوائزها العالمية وسابك من مراتب عليا في التصنيف العالمي.

ومن الجدير التركيز عليه وإثارته وإدراجه إن أمكن ضمن بنود تقييم الحوكمة ESG عالميا وجودة الحياة في الرؤية شاملة الاهتمام بكبار السن؛ وهو وضع العناية بصحة المتقاعد تحت المجهر والتقييم المستمر من حيث الالتزام بالعلاج المرتبط بالمسؤول المسبب لأمراضه التراكمية كما أشرت إليها في الأمراض المزمنة، كون الصحة أحد الركائز التي تعهدت به الهيئة الملكية وسابك أيضا في استراتيجيتهما بالمساهمة في تحقيق أهداف جودة الحياة في رؤية 2030، تمثيلا حقيقيا منهما بما تؤمن به حكومتنا الرشيدة بأهمية الفرد الإنسان وصحته وسلامته في بناء المجتمع قبل وبعد التقاعد على حد سواء، لأنه اللبنة الأساسية لتحريك عجلة النمو والاقتصاد.

zuhairaltaha@