العلم بالتعلم
الأحد - 08 أكتوبر 2023
Sun - 08 Oct 2023
من المؤكد أن التعليم ضرورة وحاجة، وليس ترفا ولا ترفيها، ومن الواضح أنه الطريق الصحيح، لتلبية حاجات الإنسان وطموحاته، وهو الطريقة الوحيدة والمثلى، لتحسين حياته الدينية والدنيوية، الأخلاقية والمعيشية، به يتحضر ويرتقي، ويتفكر وينتقي، هناك طالب ومنهج ومعلم، الخلل في أي ضلع من أضلاع هذا المثلث، يجعله مشوها ناقصا، وحديثي هنا عن الضلع الأكبر والأهم، الطالب.
يقول ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) «ولقد تأملت نفسي بالإضافة إلى عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا، وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم، فرأيتني لم يفتني مما نالوه؛ إلا ما لو حصل لي، ندمت عليه. ثم تأملت حالي، فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم».
أسمع من زملائي في مختلف المدارس والمناطق، وأرى بعيني وأسمع قراءة بعض طلاب الثانوي، وهم يجاهدون في استنطاق حروف السطر الواحد، وقراءة كلمة صحيحة ثم تليها ثلاث كلمات خاطئة، ورداءة الخط، وضعف الإملاء، وقلة التركيز والاستيعاب، وصعوبة الفهم، واستبعاد الحفظ، وهذه كلها تحديات تواجه التعليم اليوم، ولها أسباب تتفاوت في تأثيرها، يبحثها المتخصصون، ويقترحون حلولا لتجاوزها.
يقول الدكتور عبدالكريم بكار: «من تعليمهم تعرفونهم».
وهناك ملحظ آخر شد انتباهي مؤخرا، وهو استعجال فئة كبيرة من الطلاب، في القراءة وفي الإجابة، فالطالب يجيب عن السؤال قبل أن يكمل قراءته، وكأنه في سباق غير معلن، يريد الفوز حتى على نفسه، مما يؤثر سلبا على فهمه للسؤال، وبالتالي على إجابته، أتساءل هل للألعاب الالكترونية دور في ذلك، أو هل للتشتت الرقمي وغير الرقمي علاقة مباشرة بهذا الأمر، أظن والله أعلم أنهما يتشاركان في تهمة الأثر السيئ، والمردود السلبي على الطالب.
لا يؤيسنك من مجد تباعده
فإن للمجد تدريجا وترتيبا
من أكبر عوائق التعلم الكسل، فهو يصدك عن بذل الجهد في محاولة الفهم والحفظ، وإذا لم تفهم ولم تحفظ، عدت خالي الوفاض، وأصبحت كثير الاعتراض، فكما قيل: (كلما زاد علم المرء قل إنكاره)، والفهم والحفظ كلمة السر فيهما كثرة التكرار، يقول خبير التعليم الدكتور (مل ليفين) في كتابه (أسطورة الكسل) «خلال السنوات الماضية صادفت كثيرا من الطلاب في حالة شلل أكاديمي بسبب عدم تمكنهم من تلبية متطلبات إنتاج اللغة في المدارس، ويتفاقم ضعفهم اللفظي ليصبح قصورا خطيرا في المردود».
وليس شرطا أن تفهم ما تريد حفظه، فاحفظ وإن لم تفهم، فإن الفهم مع كثرة تكرار الحفظ والمراجعة، يتسرب إلى خلايا الدماغ تدريجيا حتى يكتمل، فيجتمع رسوخ المعلومات مع وضوحها، ويتحقق المراد.
يقول الدكتور محمود الطناحي: «وقد وقعت على نص خطير جدا، هو خير رد وأوفاه على هؤلاء الذين يشترطون للحفظ الفهم، ويقولون: لا تطلبوا من الصبي حفظ ما لا يفهم، فإن هذا غير مجد في العملية التعليمية.
يقول أبو الفتح عثمان بن جني: (قال لنا أبو علي الفارسي يوما: قال لنا أبو بكر ابن السراج: إذا لم تفهموا كلامي فاحفظوه، فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه). وهذا كلام صحيح، يصدقه الواقع وتؤكده التجربة، فإن الإلحاح بالحفظ الدائم المستمر مما يمهد للفهم لا محالة».
في الختام، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم..)، والتعلم يتضمن إخلاص النية، وإيقاد العزيمة، وإتعاب الجسد.
يقول ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) «ولقد تأملت نفسي بالإضافة إلى عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا، وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم، فرأيتني لم يفتني مما نالوه؛ إلا ما لو حصل لي، ندمت عليه. ثم تأملت حالي، فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم».
أسمع من زملائي في مختلف المدارس والمناطق، وأرى بعيني وأسمع قراءة بعض طلاب الثانوي، وهم يجاهدون في استنطاق حروف السطر الواحد، وقراءة كلمة صحيحة ثم تليها ثلاث كلمات خاطئة، ورداءة الخط، وضعف الإملاء، وقلة التركيز والاستيعاب، وصعوبة الفهم، واستبعاد الحفظ، وهذه كلها تحديات تواجه التعليم اليوم، ولها أسباب تتفاوت في تأثيرها، يبحثها المتخصصون، ويقترحون حلولا لتجاوزها.
يقول الدكتور عبدالكريم بكار: «من تعليمهم تعرفونهم».
وهناك ملحظ آخر شد انتباهي مؤخرا، وهو استعجال فئة كبيرة من الطلاب، في القراءة وفي الإجابة، فالطالب يجيب عن السؤال قبل أن يكمل قراءته، وكأنه في سباق غير معلن، يريد الفوز حتى على نفسه، مما يؤثر سلبا على فهمه للسؤال، وبالتالي على إجابته، أتساءل هل للألعاب الالكترونية دور في ذلك، أو هل للتشتت الرقمي وغير الرقمي علاقة مباشرة بهذا الأمر، أظن والله أعلم أنهما يتشاركان في تهمة الأثر السيئ، والمردود السلبي على الطالب.
لا يؤيسنك من مجد تباعده
فإن للمجد تدريجا وترتيبا
من أكبر عوائق التعلم الكسل، فهو يصدك عن بذل الجهد في محاولة الفهم والحفظ، وإذا لم تفهم ولم تحفظ، عدت خالي الوفاض، وأصبحت كثير الاعتراض، فكما قيل: (كلما زاد علم المرء قل إنكاره)، والفهم والحفظ كلمة السر فيهما كثرة التكرار، يقول خبير التعليم الدكتور (مل ليفين) في كتابه (أسطورة الكسل) «خلال السنوات الماضية صادفت كثيرا من الطلاب في حالة شلل أكاديمي بسبب عدم تمكنهم من تلبية متطلبات إنتاج اللغة في المدارس، ويتفاقم ضعفهم اللفظي ليصبح قصورا خطيرا في المردود».
وليس شرطا أن تفهم ما تريد حفظه، فاحفظ وإن لم تفهم، فإن الفهم مع كثرة تكرار الحفظ والمراجعة، يتسرب إلى خلايا الدماغ تدريجيا حتى يكتمل، فيجتمع رسوخ المعلومات مع وضوحها، ويتحقق المراد.
يقول الدكتور محمود الطناحي: «وقد وقعت على نص خطير جدا، هو خير رد وأوفاه على هؤلاء الذين يشترطون للحفظ الفهم، ويقولون: لا تطلبوا من الصبي حفظ ما لا يفهم، فإن هذا غير مجد في العملية التعليمية.
يقول أبو الفتح عثمان بن جني: (قال لنا أبو علي الفارسي يوما: قال لنا أبو بكر ابن السراج: إذا لم تفهموا كلامي فاحفظوه، فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه). وهذا كلام صحيح، يصدقه الواقع وتؤكده التجربة، فإن الإلحاح بالحفظ الدائم المستمر مما يمهد للفهم لا محالة».
في الختام، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم..)، والتعلم يتضمن إخلاص النية، وإيقاد العزيمة، وإتعاب الجسد.