مهرجان القهوة السعودية.. حفاوة بالتقاليد الأصيلة

الاحد - 08 أكتوبر 2023

Sun - 08 Oct 2023

ترسيخاً لمعاني الكرم والأصالة، واحتفاءً بالإرث الثقافي، نظمت هيئة فنون الطهي مهرجان "القهوة السعودية 2023م" مؤخراً بالرياض، ليقدم لزوّارهِ تجربةً ثقافية ثريّة عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التي استعرضت مدى تقدم صناعة القهوة في المملكة، ودورها المحوري في الثقافة السعودية على مرّ العصور بوصفها رمزاً للضيافة والحفاوة والتقاليد الأصيلة.

وتشكل المهرجان من ثلاث مناطق رئيسية، بدأت من منطقة "فنجال الضيف" التي ضمت ثلاثة أركان، أولها "رحلة شجرة البُن" ليأخذ الزوار في رحلة بصرية يستكشفون من خلالها مراحل القهوة من المزرعة إلى الفنجان، مع إبراز القيمة الثقافية والاقتصادية للقهوة السعودية، ويأتي الركن الثاني "أهل الدِّلال" ليعرّف بشذى وعبَق القهوة واختلاف محاصيلها من أنحاء العالم، أما الركن الأخير "محمصة البن الحديثة" فقدم للزائر مشاهد حيّة لرحلة تحوُّل البن، وتأثير التنوع الثقافي في المملكة على كيفية التعامل مع مكونات القهوة. وأكد الزائر أحمد العامري أن المهرجان يحتفي بمحبي ثقافة القهوة والمطلعين على تفاصيلها ومكوناتها، وقال: "قمت بزيارة المهرجان في يومه الأول لرؤية بعض المنتجات والمحاصيل، وهذا ما دعاني لتكرار الزيارة مرة أخرى، لما وجدته من اهتمام مباشر بالقهوة كمكون ثقافيعريق".

وتأتي منطقة "فنجال الكيف" في أربعة أركان، الأول يُعدُّ الجزءَ الأكبر في المهرجان والأكثر حيوية، حيث مكّن الزوار من استكشاف مجموعةٍ واسعة من المقاهي والمحامص، والتعرف على مختلف مزوّدي القهوة ومنتجاتها المتنوعة، والثاني "ركن المطاعم" الذي ضم تشكيلةً متنوعةً من المطاعم المحلية التي لَبّت تطلعات الزوار من مختلف الأذواق والفئات، وثالثاً جاء ركن "واحة الطفل" الذي أتى كمنطقةٍ مفعمةٍ بالبهجة ومصمَّمةٍ بما يتناسب مع الفئة العمرية للأطفال، وتضمّنت خمسة أركان ، وهي: زراعة شجرة البُن، والرسم بالبُن، وتلوين معدات القهوة، وتزيين الكب كيك، والتصوير الفوري، ثمّ جاء الركن الرابع والأخير من منطقة "فنجال الكيف"والمخصص لمسابقة "درب الفنجال" التي سلّطت الضوء على ثقافة القهوة السعودية وطرق تحميصها المختلفة. ومن جانبه أشاد الزائر حسام القحطاني بالمهرجان وتنوع فعالياته، وقال: "أبدعت الهيئة في تصميم وتنفيذ ركن واحة الطفل، الذي جئت له خصيصاً مع أبنائي؛ للاستفادة من البرامج والورش التعليمية الترفيهية التي تقام في أنحائه، وتقدم معلومات مهمة عن القهوة السعودية".

وتنتهي رحلة الزائر في المنطقة الثالثة "فنجال السيف" حيث جاءت كقلبٍ نابض للمهرجان من خلال تصميمها بطريقةٍ إبداعية فريدة، وجُهِّزت بأحدث الأنظمة المرئية والسمعية، لجعلها مساحةً استثنائية يجتمع فيها مختلف المتحدثين والمختصين في قطاع القهوة السعودية، واستضافت المنطقة سلسلةً من النقاشات مع المختصين الذين عرضوا تطوّر سوق القهوة السعودية والعالمية، ودَور المملكة في سوق القهوة العالمي، إلى جانب العملية الزراعية لإنتاج البُن بالمملكة.

وضمّت المنطقة كذلك "خيمة تعاليل" التي أتت لِتُجسد الثقافة السعودية وغِناها التاريخي وما تتميز بهِ من كرم وأصالة، حيثُ اكتنفت الخيمةَ أجواءٌ عليلة صاحبها الترحيب وتخلّلتها أصوات "النجر" وفاحت فيها رائحة الحَمْس. وعبّر الزائر محمد بن عبد الله عن إعجابه بتوفير هذه الفقرة التي تلامس مشاعر المهتمين وكبار السنّ في خيمة التعاليل، مؤكداً أن مثل هذه الشمولية والتنوع في الفعاليات الثقافية؛ يفسّر الاهتمام الدائم والمتواصل من قبل الكيان الثقافي لترسيخ هذا الرمز التاريخي "القهوة السعودية". فيما وفرت الخيمة تجربةً ثقافية تفاعلية للضيوف من خلال الاستمتاع بالقصص التقليدية، ومشاهدة عمليات تحميص القهوة، والاستماع إلى الروايات والشعر في رحلةٍ ممتعة مع أحد الرواة ومعه مختصٌّ يُحمّص القهوة السعودية، وآخرُ يستعمل النجر لطحن القهوة بعد حمسها.

وتسعى هيئة فنون الطهي من خلال هذه الفعالية إلى إبراز مكانة القهوة السعودية والاحتفاء بها، والتأكيد على ارتباطها بالهوية السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً للمملكة، وإظهار التنوع في طرق إعدادها وتقديمها، وهو ما يعكس التنوع الثقافي الكبير في المملكة، إلى جانب إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة المرتبطة بالقهوة السعودية وعاداتها الفريدة.