محمد معيض القحطاني

قبلة الضيفان

الخميس - 05 أكتوبر 2023

Thu - 05 Oct 2023

تحت قبة الوصل وفي ليلة من ليالي إكسبو دبي 2020 الخالدة وبكل مشاعر الزهو والفخر عقدت العزم على كتابة مقال جديد عن الإمارات حكومة وشعبا وبالفعل أنجز المقال في يومين لتمكن مضمونه من وجداني وملامسته لمشاعري، بينما بقيت لعامين أبحث عن كلمتين!! لتكون عنوانا للمقال يليق بالمقام، ولكنها قصرت المفردات حتى اهتديت بفضل الله إلى سماع معلقة الاتحاد لسمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم فاقتبست "قبلة الضيفان" ممتنا لسموه الكريم ومتمنيا لكم قراءة ممتعة.
شاءت قدرة المولى عز وجل واقتضت حكمته سبحانه بأن أنتقل من المملكة إلى الإمارات مع أسرتي لظرف عائلي منذ عامين قضيناها ولله الحمد والمنة بسعادة وهناء بينما لم تعرف الغربة لقلوبنا طريقا ولا إلى بيتنا عنوانا فلا غرابة في ذلك فنحن على أرض دولة الإمارات وبين عيال زايد الذين غمرونا بكل مشاعر الحب والأخوة الصادقة كما كان لي عظيم الشرف خلال تلك الفترة بتمثيل المملكة العربية السعودية من خلال جناحها المميز والرائع بإكسبو دبي 2020 مشرفا لمركز اكتشاف الفرص مما مكنني من الالتقاء بآلاف الإماراتيين شيوخا ومواطنين، كبار السن منهم يلهجون بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين بطولة العمر والصحة والعافية والتوفيق والسداد، والشباب منهم تمتلكه مشاعر الزهو والفخر بولي العهد ورؤيته الطموحة 2030 بينما صغار السن كبار القدر يرددون (سارعي) بكل شغف وحماس كما يرددون (عيشي بلادي) في مشهد مهيب رق له قلبي وذرفت له عيني مرارا وتكرارا. ليترجموا بذلك مجتمعين إجابة الشيخ زايد التاريخية عندما سئل عن المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.
عرف عن الشيخ زايد رحمه الله عالميا إيمانه التام بأن الزراعة من أساسيات التنمية في الدول الناشئة فعمل مبكرا ومنذ أيام حكمه الأولى على الارتقاء بها وتنميتها عبر استصلاح الأراضي وشق قنوات الري (الفلجان)، ومن يعاشر أبناء زايد ويعيش على أرضهم يعلم يقينا بأنه رحمه الله قد أعتنى بزارعة الأخلاق الفاضلة قبل الأشجار الوارفة والعادات الأصيلة قبل الأزهار الجميلة حتى ارتوت أنفس أهل الإمارات بكريم الأخلاق وجميل السجايا قبل أن ترتوي أرضهم بالعذب من الماء لتبدو الإمارات كماهي عليه اليوم واحة غناء ورمزا عالميا للتعايش والتسامح بينما تحتل مكانة متقدمة ومرموقة بين دول العالم على كافة الأصعدة في ظل قيادة سمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد و سمو نائبه وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وإخوانهم حكام الإمارات الكرام.
الكريم ابن الكرام / لاحج الفلاسي من أهل جميرا بدبي جمعتني به صدفة خير من مليون ميعاد ودعاني إلى مجلسه الذي أصبح مجلسي وبه وجدت سلوتي وسعادتي مما كان له الأثر الأكبر في سرعة تأقلمي واستقرار أسرتي وقدم لي كرامة وافية وقال "اقرب يا بو فهد والله يحييك نيابة عن الإمارات السبع وشيوخها ورجالها" فله مني جزيل الشكر وخالص الدعاء بأن يبارك الله له في النية والذرية والحال والمال، وعودا على ذي بدء سأعود للاقتباس من فرائد سمو الشيخ حمدان بن محمد لأرفع البيضاء ثناء وشكرا وعرفانا "لعيال الفلاحي والفلاسي قبلة الضيفان" ولكافة عيال زايد الكرام أبناء الكرام "من السلع لين حدود عمان" تشهد لهم بذلك أفعالهم الخالدة ومجالسهم العامرة.