عبدالإله التاروتي

الأسرة في برامج التوجيه الطلابي.. جودة حياة

الثلاثاء - 03 أكتوبر 2023

Tue - 03 Oct 2023

أي مركز للأسرة في علاقتها مع المدرسة من برامج التوجيه الطلابي؟ ومن ثم هل هذه المحورية تكاملية أم تغريد خارج السرب؟

وما هي الأليات التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف الكبرى لكل من الأسرة والمدرسة من خلال برامج التوجيه الطلابي التي تتوجه في أصل الممارسة فيها إلى الطالب بوصفه محور العملية التعليمية والمستفيد الأول من حقيبة برامج التوجيه الطلابي في المدرسة؟

وعليه ما مدى مساهمة كل ذلك في تحقيق الرؤية 2030 للتعليم عبر إحدى منصاته ألا وهي منصة برامج التوجيه الطلابي وانعكاس كل ذلك على جودة الحياة في البيئة المدرسية، والبيئة الأسرية للطالب؟

من دون شك، هذه الأسئلة وغيرها من التساؤلات هي مما يدور في خلد كل أسرة، وكذلك في البيئة الحاضنة لهذه البرامج ألا وهي المدارس، وهي بالأصالة عند صانع القرار وهو يضع خريطة الطريق لتفعيل آليات عملها في الميدان.

لذا لا يكشف سرا إن قيل بمجرد التحاق الابن بالمدرسة يصبح الدور مشتركا بينها وبين البيت، فتتولى المدرسة المسؤولية المباشرة عن التعليم، بينما يستمر دور الأسرة في متابعة نمو الابن والاطمئنان على انتظامه في الدراسة، والتقدم في مستوى التحصيل المعرفي واكتساب المهارات المطلوبة.

وخارطة الطريق التي يسلكها كل من البيت والمدرسة في هذا الصعيد يتمثل في مجموعة عديدة من الحقائب ذات الصلة بالعملية التربوية والتعليمية، وفي طليعة هذه الحقائب حقيبة برامج وخدمات التوجيه الطلابي، والتي ترفد بها وزارات التعليم، وأقسام التوجيه الطلابي للعمل وفق خطتها المرسومة في الميدان المدرسي.

ونحن هنا في المملكة العربية السعودية، يلحظ ذلك جليا في برامج التوجيه الطلابي، وما يتصل بها ضمن إطار علاقة البيت مع المدرسة، فهي جلية وواضحة وضوحا تام من خلال رفد الميدان المدرسي بخطط وبرامج تهدف في مجمل أهدافها تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني للطلاب، ومساعدتهم على التكيف والاندماج في البيئة المدرسية، والمحصلة من ذلك توثيق شراكة الأسرة مع المدرسة لتكامل الأدوار بينهما.

وبمطالعة سريعة على برامج التوجيه الطلابي التي أصدرتها وزارة التعليم 1445هـ، والتي تضمنت (22 عنصرا) توزعت على (8 برامج في التوجيه الطلابي)، و(7 في خدمات التوجيه الطلابي)، و(7 أخر لبرامج وخدمات ومبادرات التوجيه الطلابي) إذ هي بهذه الإحاطة تأتي منسجمة مع رؤية 2030، وهي محطة مهمة في رصد جودة الحياة.

لذا يلحظ دور الأسرة مع المدرسة يمر في كثير من مفاصله بالمحتوى الذي جاءت بها هذه البرامج من خلال: الأسبوع التمهيدي، ومجالس أولياء الأمور، وتنمية الدافعية لرفع مستوى التحصيلي للطلبة، والاستخدام الآمن للإنترنت والألعاب الالكترونية، وقواعد السلوك والمواظبة، وتعزيز السلوك الإيجابي، وخصائص النمو، والتوجيه المهني، والرفق، والتهيئة النفسية، والاحتفاء بالطلبة الخريجين، وخدمة الاستشارات.

ولطبيعة العلاقة التكاملية بين الأسرة مع المدرسة، ترتب أن يصاغ محتوى هذه العلاقة ضمن إطار يحدد مسارها المنطلق من سلم الواجبات والأدوار المنوطة بطرفي هذه العلاقة (الأسرة / المدرسة) فيما يعود إيجابا على صحة وسلامة الطالب النفسية والاجتماعية وبالنتيجة السلوكية والتحصيلية.

ضمن برنامج «إطار علاقة الأسرة مع المدرسة»، وذلك لحاجة كل من الأسرة والمدرسة لفهم هذه العلاقة وكيفية الوصول إلى ضفة التكامل في الأداء ضمن خارطة طريق واضحة المعالم.

هذا وقد اشتمل إطار توثيق علاقة الأسرة مع المدرسة، على مقدمة، جاء فيها «من منطلق حرص وازرة التعليم ممثلة بالإدارة العامة للتوجيه الطلابي على إصدار (إطار توثيق علاقة الأسرة مع المدرسة) وذلك لتوضيح المهام والأدوار والبرامج والخدمات والأنشطة التي تعزز دور علاقة الأسرة مع المدرسة بما يحقق التكامل والتعاون والانسجام بين البيت والمدرسة، ويسهم في حل مشكلات الطلبة النفسية والسلوكية والتعليمية، ويعزز من تنمية دافعيتهم نحو التعلم» كما تضمن عرضا للهدف العام، والأهداف التفصيلية لهذا الإطار، والأدوار والمسؤوليات على مستوى الإدارة العامة للتوجيه الطلابي، ومستوى إدارة التعليم «إدارة التوجيه الطلابي»، وعلى مستوى المدرسة تضمنت نقاط عديدة متناولة: دور إدارة المدرسة مع الأسرة، ودور المعلمين مع الأسرة، ودور الموجه الطلابي مع الأسرة، والتواصل الفعال مع أولياء الأمور، ودور الأسرة في تعزيز الانضباط المدرسي.

الخلاصة، يحسن التبصير بأن علاقة البيت مع المدرسة، ليست حالة طارئة، أو تعبر عن حالة من الترف وإنما هي عملية تكاملية بما للكلمة من معنى.

وعليه ومن منطلق الحس بالمسؤولية المشتركة بين الأسرة والمدرسة، وتحقيقا لأهدافهما المرجوة فإن الشراكة الواعية بينهما من موقع الواجبات/الأدوار هي من مستلزمات التهيئة النفسية للأبناء من أجل التوافق النفسي والاجتماعي، والتي هي غير مرتبطة بمرحلة عمرية دون غيرها من المراحل العمرية والدراسية، ومن هذه المسلمة يمكن للأسرة التواصل مع الموجه الطلابي في المدرسة في حال استشعارها لحاجتها أو حاجة الابن لأحد البرامج والخدمات التوجيه الطلابي دفعا وتعزيزا لإطار العلاقة بين البيت مع المدرسة والتي هي خطوة مهمة على صعيد جودة الحياة المنشودة ضمن رؤية 2030 في العملية التعليمية.