صورة أصابت العالم بالرعب

فايننشال تايمز: روسيا وكوريا الشمالية تكشران عن أنيابهما
فايننشال تايمز: روسيا وكوريا الشمالية تكشران عن أنيابهما

الاثنين - 02 أكتوبر 2023

Mon - 02 Oct 2023

لم يتجاوز العالم حتى الآن صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعدما أسهمت في عودة الرعب إلى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وسط مخاوف من عودة التهديد النووي والجنون الشمالي.

وفيما تساءل الخبير في الشؤون الكورية أندريه لانكوف، في مقال بصحيفة «فايننشال تايمز»، عما وراء اللقاء، أشار إلى أن الزعيم الروسي يريد أن يري العالم تعاونه العسكري مع بيونغ يانغ، لكن خلف ذلك رسائل ضمنية.

ويرى أن القمة الثانية بين بوتين وكيم جونغ أون، في قاعدة فوستوشني الفضائية، وهي قاعدة صواريخ بعيدة المدى، كشفت عن كثير على المعطيات العسكرية، بعدما ضم الوفدان كبار الضباط العسكريين.

لحم السلطعون
بعد غداء زلابية لحم السلطعون في القمة، شرع كيم والوفد المرافق له في جولة في المنشآت العسكرية الروسية، بما في ذلك قاعدة للقوات الجوية ومصنع للطائرات النفاثة.

كما قدم الزعيم الكوري الشمالي عددا قليلا من الطائرات من دون طيار المصنوعة حديثا، إلى جانب مجموعة من الدروع الواقية عالية التقنية كتذكارات.

ويشير لانكوف إلى أنه قد يبدو من المنطقي أن نستنتج أن روسيا على وشك تعزيز التعاون العسكري بشكل كبير مع كوريا الشمالية، وشراء قذائف كورية شمالية للحرب في أوكرانيا، وهي مستعدة أيضاً لمنح كيم جونغ أون مكافآت، مثل الصواريخ والأقمار الصناعية وتقنيات الغواصات النووية التي يحتاجها.

صفقات علنية
يرى لانكوف أن مثل هذه الصفقات ستنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي صوتت روسيا لصالحها ذات مرة، ولا أحد يتوقع أن تكون الحكومة الروسية ملتزمة بالقانون، ولكن تساءل الكاتب: «لماذا تعلن عن مثل هذه الصفقات علنا؟ لم يكن من الضروري إحضار كيم بنفسه إلى قاعدة الفضاء وقيامه بجولة أمام كاميرات التلفزيون، إذ إنه من المحتمل أن تقوم مجموعة من المهندسين والعقيدين في القوات الجوية بملابس مدنية بعمل أفضل، مع ضمان السرية أو الإنكار المعقول للعملية».

وأضاف لانكوف، بأن التركيز العسكري للقمة ووابل التلميحات المستترة، تجعل المرء يشك في أن الحكومة الروسية تريد بالفعل أن يعتقد العالم أنها ستتعاون مع بيونغ يانغ.

لغز القمة
يقول أيضا «عندما يتحدث الناس عن التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وموسكو، هناك موضوعان بارزان: شحنات الذخيرة الكورية الشمالية إلى روسيا، ونقل التقنيات العسكرية الروسية إلى كوريا الشمالية».

ظهرت تقارير عن الإمدادات الكورية الشمالية للمرة الأولى في سبتمبر 2022، لكن حتى الآن فشلت المدفعية في الظهور في ساحة المعركة.

وكانت الحالة الوحيدة المسجلة لاستخدامها من قبل القوات الأوكرانية، التي ورد أنها استلمتها من «دولة صديقة» اعترضت سفينة كورية شمالية في البحر.

وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك شحنات، يضيف الكاتب، ولكنه هذا يشير إلى أن المبالغ ليست كبيرة وهذا الأمر ليس مستغربا، فكوريا الشمالية، رغم كونها عسكرية بشدة، إلا أن اقتصادها صغير، وبقدرات إنتاجية محدودة.

نقل التكنولوجيا
من الواضح خلال القمة، أن روسيا لديها القليل لتكسبه من بيونغ يانغ، كما يوضح لانكوف، الكوريون الشماليون غير قادرين على دفع الثمن المناسب لمثل هذه التقنيات باهظة الثمن.. وبمجرد إرسال مثل هذه التقنيات، سيفقد الروس السيطرة وستسعد بيونغ يانغ بإعادة بيعها إلى أطراف ثالثة.

ويعتقد أنهم فعلوا ذلك أكثر من مرة.

ففي 1980، تم الإبلاغ عن أنهم باعوا نسخا لإيران من الصواريخ السوفيتية التي تم بناؤها باستخدام التكنولوجيا التي سرقتها بيونغ يانغ.

أخيرا وليس آخرا، لن ترضي مثل هذه التحويلات الصين، التي تريد كوريا الشمالية مستقرة، ولكنها ليست قوية بشكل مفرط.

تحذير سول
يتساءل الكاتب: «لماذا تم عرض مسرح للدفاع عن النفس خلال القمة؟ على الأرجح، لإرسال إشارة إلى سول. كان هناك حديث عن قيام كوريا الجنوبية بشحن مساعدات قاتلة إلى أوكرانيا، وتقول سول رسميا إنها لن ترسل أسلحة، لكن بعض المحافظين في كوريا الجنوبية يريدون ذلك. وتتصاعد الضغوط من واشنطن أيضا».

مثل هذا القرار من سول ستكون له عواقب، كما يلفت الكاتب. مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية هي عملاق صناعي، وسابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، وذخيرتها من شأنها أن تحدث فرقا حقيقيا.

لذا، الآن يتم إعطاء سول وواشنطن تحذيرا: «هناك ثمن للذخيرة التي تعطيها لكييف». وختم لانكوف مقاله متسائلا: «هل ستتجاهل كوريا الجنوبية وواشنطن هذا التحذير؟».

بشكل عام، ربما تعني قمة كيم - بوتين أقل مما يعتقده معظم الناس.

لماذا استفزت صورة بوتين وكيم الغرب؟
  • عودة الرعب النووي للعالم.
  • مخاوف من تعاون مشترك في مجال السلاح.
  • إعطاء شرعية لنظام كوريا الشمالية النووي.
  • استعراض قوة في توقيت حرج.