ندوة "التبادل الثقافي بين السعودية وعمان" بمعرض الرياض الدولي 2023 للكتاب

الاثنين - 02 أكتوبر 2023

Mon - 02 Oct 2023

تجلت القيمة الثقافية والمعرفية لتراث المخطوطات العربية في ندوة قدمها الباحث العماني محمد العيسري بعنوان "التبادل الثقافي بينسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية"، ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023، وعكست العُمق التاريخي والتراثالحضاري والتواصل العلمي بين البلدين.

وقال العيسري إن المخطوطات ظلت عبر التاريخ، وعاء للفنون والعلوم الإنسانية المختلفة، مضيفاً "إذا كانت المخطوطات سافرت بين القاراتوتنقلت بين الأمم لنقل العلوم والمعارف، فإنها في قلب الجزيرة العربية كانت أكثر انتشاراً وتداولاً؛ نتيجة أواصر القربى بين شعوب الجزيرةالعربية".

وأكد أن المخطوطات كانت واحدة من أكثر أوعية المعرفة اعتماداً بين عُمان والسعودية، وأن كلا البلدين يمتلكان مخطوطات تشير إلىتاريخهما العلمي وتراثهما الحضاري نتيجة الشراكة بين المجتمعين وامتدادها العميق والضارب بجذوره في التاريخ.

وعرض الباحث أطروحته المتمثلة في إبراز مسيرة التبادل الثقافي بين البلدين خلال تاريخهما العلمي والاجتماعي، حسب المناطق الجغرافية. وكشف أن منطقة الحجاز فازت بنصيب الأسد من ذلك التأثير، بسبب طريق الحج والقيمة التاريخية والدينية لمدن الحجاز، إضافة إلىالأحساء ونجد.

وعدّد أمثلة من المخطوطات الفريدة والنادرة التي تحتفظ بها مؤسسات علمية ودوائر المخطوطات في البلدين، وتحفظ دور رموز تاريخيةوعلمية كانوا جسوراً للتبادل العلمي والثقافي عبر التاريخ.

وقدّم نماذج من مخطوطات لعلماء عمانيين ونسخاً نادرة من إنتاجاتهم العتيقة حُفظت في جامعة الملك سعود بالرياض، وأخرى لباحثينوعلماء سعوديين ظلّت مخطوطاتهم من أندر ممتلكات دائرة المخطوطات العمانية.

وتطرّق إلى وجوه العلاقة بين عُمان ومنطقة الأحساء في السعودية، مشيراً إلى أن بعض الإحسائيين انتقلوا إلى عمان ومن بينهم شعراءوعلماء ونساخ، ونقلوا معهم ثروتهم العلمية والمعرفية، واستشهد بكتاب "بيان الشرع" لمحمد الكندي النزوي الذي يقع في ٧٢ جزءاً، وهو بخطجمعة بن سند الأحسائي، وقد مكث الناسخ في صور شرقي عُمان، وقد استُنسخَت مخطوطته في أيام حكم اليعارية لعُمان. كما رصدتقييدات لاحسائيين مكثوا في عمان برهة من الزمن، وطرفاً من التراث النجدي الذي بقي في عُمان شاهداً على أثرهم وتأثيرهم.

وقال الباحث العيسري: إن علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر "كان أنموذجاً للتبادل الحضاري في العصر الحديث، وهو خير من يمثلالتواصل الثقافي والتبادل الحضاري بين التجربتين". مبيّناً أن زيارته عُمان عام ١٩٨٧م على قِصَرِها "كانت ناجحة ومفيدة واستمر أثرهاحتى اليوم"، وأن الجاسر اطلع خلالها على قائمة المخطوطات في عمان، وساعده حذقه وإلمامه بالمجال على إدراك قيمتها والإفادة منها فيبحوثه وإنتاجاته.