كفاءة في الإنفاق المحلي وجدارة بالفوز الدولي

الاستثمار في الأنظمة والإجراءات والكوادر البشرية هو المفتاح لأي نجاح مستدام وطويل الأمد، وعندما نقرأ عن فوز «هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية» بالمركز الأول على مستوى العالم في جائزة منظمة «CIPS» العالمية للمشتريات وسلاسل التوريد عن فئة «البرنامج الأفضل لتحول المشتريات».

إنه أكثر من مجرد فوز بجائزة، بل تأكيد على قيمة التطوير والتحسين المستمر، والسير بخطى حثيثة نحو مستقبل اقتصادي مثمر، ويؤكد ذلك -إلى جانب العمل المستمر- اسم الملف الذي تقدمت به الهيئة للحصول على الجائزة «إنفاق ذو رؤية».

يظهر هذا الإنجاز أهمية السير بخطى حالمة لتحقيق التميز، فلم يكن هذا الإنجاز للهيئة وحدها فحسب، بل يظهر أيضا التزام المملكة العربية السعودية تجاه تحقيق رؤيتها الطموحة 2030 في مختلف القطاعات، وذلك في ظل دعم وتمكين القيادة الرشيدة حفظها الله.

نرى في هذا المنجز الوطني تحقيقا لجودة الإنفاق بأسلوب ذكي ومستحدث، إذ إن الهيئة تلعب دورا محوريا في نجاح المشاريع الحكومية، وتحديدا في تلك المشروعات التي تتقاطع أهدافها مع أهداف رؤية المملكة الطموحة، مما يجعل دورها المحوري داعما ومحفزا لهذه المشروعات، فهي تيسر السبل، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ما يجعل فوز هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية مثيرا للاهتمام، هي الطريقة التي تمكنت فيها الهيئة من تبني مبادئ الابتكار وتحسين الكفاءة، مما يبرز التزامها العالي نحو تحقيق الكفاءة بالمشروعات الحكومية بوفق أعلى المعايير وأجودها، فالمشتريات الحكومية تمثل استراتيجية تحقيق القيمة المثلى للمال العام والمحافظة عليه وعندما نتحدث بلغة الأرقام، وحول المعايير التي أدت إلى فوز الهيئة بجائزة، (CIPS)، نجد أن الهيئة قدمت خدماتها لأكثر من 500 جهة حكومية.

وأبرمت الهيئة 15 اتفاقية إطارية شملت تنوعا في المجالات والقطاعات الأمر الذي أدى لاختصار الإجراءات وتنظيم الأعمال وتسهيلها لدى تلك الجهات، أما عن توقيت الجائزة، فمن الرائع تزامنها مع الذكرى الـ 93 لوطننا الغالي في يومه الوطني، حيث حصدت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية هذه الجائزة من لندن، معلنة أن المملكة ورؤيتها الطموحة حاضرة في كل البقاع، بإنجازاتها وطموحاتها، وأحلامها التي تتحقق.

وفي قياسات الجوائز ومدى قيمتها وأهميتها، ينظر لمستوى المنافسة عليها، فهذه الجائزة تعتبر من الجوائز الأكثر شهرة في مجال إدارة المشتريات وسلاسل الإمداد، وتنافست عليها أشهر الشركات العالمية والرائدة في هذا المجال، ويقوم بمنحها «المعهد العالمي المعتمد للمشتريات والتوريدات» (CIPS) الذي يعد أحد أبرز المعاهد العالمية الرائدة في هذا المجال.

فوز الهيئة بالجائزة لم يكن إنجازا واحدا، بل إنجازا آخر يؤكد القيمة الحقيقية التي تملكها الهيئة عبر رؤيتها الطموحة التي تشمل مختلف القطاعات، وعلى الرغم من أن الجوائز تتويج للنجاحات الماضية والحالية، إلا أنها تسهم في التركيز على المستقبل، والسعي نحو التطوير والتحسين المستمر، وهو ما سيضمن استمرارية النجاح والحفاظ على القمة.



Barjasbh@