عبدالحليم البراك

هل ستندم مريم مطر؟!

الاثنين - 25 سبتمبر 2023

Mon - 25 Sep 2023


إن كان ما يتم تداوله عن الباحثة الإماراتية مريم مطر صحيحا حول أنها استطاعت أن تعيد هندسة جيناتها بحيث توقف نمو الخلايا عند عمر 27 سنة لديها، ولذلك يقال إنها لا تهرم وإنها أيضا حددت لها عمرا ستعيش إليه وهو 150 عاما، فرغم حجم الإغراء في أن يتم إيقاف العمر بالإضافة إلى إيقاف تدهور الخلايا بما فيه ذلك توقف الهرم والتجاعيد وكذلك قوة مقاومة الأمراض، وأن أصدقاءنا الميسورين حالا مما يملكون الملايين في حساباتهم البنكية هم القادرون على إحداث هذا الفرق؛ لأن العمليات لهذا الإجراء مكلفة للغاية، أقول برغم كل ذلك إلا أنني أنظر للموضوع من زاوية أخرى ومن الممكن أن تكون نظرة سلبية!

- كيف يمكنك أن تكون في سن 130 عاما وتضطر للتعامل مع من هم يملكون زمام القيادة وهم في سن الثلاثين والأربعين، ستشعر بالفارق الكبير، إنه تماما كما لو كان صاحب الخمسين عاما يتعامل مع صاحب الاثني عشر عاما رئيسا له، فالفارق ضخم جدا في السن والعقل والخبرات، وتبدو وحيدا في هذه السن بينما هم الأصل والأكثر والأكثرية الغالبة في الرأي.

- برغم أن جسدك شاب إلا أن عقلك وعواطفك تنتمي لجيل مات منذ مدة، أما الجيل الجديد الذي ستعيش معه فهو مختلف عندك في عواطفه وعقله وأهوائه بل والموضة التي يتبعها مقارنة بك، فعدم التوافق فجوة تزيد مع تقدمك بالعمر الزمني وعدم تقدمك في العمر فعليا.

- الملل.. ستشعر بالملل بالحياة فما بين السبعين والثمانين حياة كافية كدورة حياة للإنسان وتبدو مملة أكثر من ذلك؛ لأن كل شيء يتكرر والشغف يذهب والمفاجأة تتلاشى فلا شيء يحرك دهشتك لأن هذه الأحداث رأيتها قبل خمسين عاما سبعين عاما وتسعين عاما ومائة عام ومائة وعشرين عاما ومائة وأربعين عاما فعلا تجربة طويلة ومملة حتى تصل إلى سن 150 سنة!
- رحل أصدقاؤك بأعمار طبيعية وبقيت وحيدا مع حفنة من الأغنياء وأعماركم تتجاوز سن المائة والأربعين أي متعة تراها وأنتم أقلية بين مجموعة من الناس المختلفين عنكم؟!.

- ولو زاد عدد الناس الذين يستخدمون هذه التقنية لزيادة أعمارهم كيف ستكتنز الأرض بأعداد البشر، فبزيادة العمر للضعف يعني زيادة عدد سكان العالم للضعف أيضا وستتضاءل الثروات ويزيد الناس من حروبهم من أجل السيطرة على الموارد وتسخيرها لبني قومهم وتصبح نعمة البقاء نقمة؛ لأنك تريد أن ترحل قبل أن ترى من يؤذيك من أجل نهب ثروتك!
- إن كنت في سن الخمسين قد رأيت حربا واحدة أو حربين وعايشت حدوث زلازل كبير أو زلزالين فإن هذا الرقم سيتضاعف مرتين بمجرد أن تعيش إلى سن المائة والخمسين فسترى ثلاث حروب أو ست حروب على الأقل وستعايش ما بين ثلاثة من الزلازل المدمرة إلى ستة وهذا مقلق جدا لك بأن هذا الكوكب غير آمن.

- سيكون أبناؤك في سنة المائة والعشرين قبل موتك بقليل، وأما أحفادك فيكونون في سن التسعين والمائة أو أبناء الأحفاد فستكون أعمارهم في سن السبعين والستين وأحفاد الأحفاد في سن الأربعين والثلاثين، ومن الممكن أن يرزق أحفاد الأحفاد بطفل، فقل لي بربك أي ذاكرة لك تتذكر اسم الطفل الأخير، واسم أمه وأبيه وهو صلبك؛ لأنك عاصرت قبيلة من الذكور والإناث كلهم من نسلك.

عموما.. استعذ بالله ولا تطل عمرك أكثر مما ينبغي وارض بالقدر المقدور، فكأنما جاءت حياتنا فيه كما ينبغي بالضبط إلا إن كان ثمة كوكب آخر يمكن أن يستضيف بعضنا بعد سن السبعين، قد يكون في الأمر فكرة جديدة!!





Halemalbaarrak@