ماجد حيدر آل هتيلة

نحلم ونحقق.. نبوءة وطن

الاثنين - 25 سبتمبر 2023

Mon - 25 Sep 2023

"الملك لله، ثم لعبدالعزيز" سطر قصر المصمك هذه المقولة الشهيرة بين دفتي كتب التاريخ والأمم إيذانا بنبوءة وطن وهمة أجداد ومستقبل أحفاد وحضارة إنسانية وملحمة استثنائية أضحت في صدارة دول العالم بتأسيس المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد وميزان العدل بعد مرحلة طويلة شاقة من الكفاح والصمود والتي قام بها الرجل الاستثنائي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حيث انتشل الجزيرة العربية من أوحال التخلف وإرهاصات القبلية إلى وطن اجتمع على قلب واحد ينبض حياة، ليأتي اليوم الوطني 93 مباركا للوطن ويتحقق الطموح "نحلم ونحقق" وطن العزة والشموخ بفضل الله عز وجل.
وحقيق بنا في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، اليوم الوطني 93 أن نستقرئ التأريخ ونغوص في أعماق تفاصيله لتستعيد الذاكرة يوما ولدت فيه أمة معجزة، وصنع فيه ملحمة دولة وبيعة ولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أمده الله بالصحة - وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - لم تأت المناسبة يوما عابرا وشعارات مكررة، بل فرحة شعب واستذكار كفاح عامر طيلة السنوات الماضية، ودعوات تتعالى في السماء تتمازج بالعمل الدؤوب الصادق بأن يحفظ الوطن قيادة وشعبا، وينصر جنوده المرابطين في حدوده، ففي هذه المناسبة الوطنية الغالية تتنافس الحروف فخرا واعتزازا للإنجازات والطموحات كل يوم للمملكة جعلت منها أعلى دول العالم نموا في كل المجالات مقرونة برؤية مستقبل وهندسة فكر من عراب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - الذي مازال العنوان الأميز اسم ومكانة في سيرة التأريخ، وجغرافيا المكان وذلك في فترة وجيزة، وأن عنان الطموح المرافق لهمته تعتبر فرحة شعب، وسعادة كانت عبارة عن فكرة في ذهن الكون فأضحت حقيقة برؤية المستقبل 2030، وجعل العالم بأسره يتسمرون أمام الشاشات بكل إنصات إعجابا بفكره وطموحه ودليل شاف على التقدير والثقة نظير إسهاماته في مختلف المجالات وأضحى محط الأنظار بكاريزما استثنائية ونظرة صائبة سعت في استقرار الدول العربية والإسلامية والعالمية لتجعل من خطواته قدم صدق في الحفاظ على القضايا وحماية مصالحها بخبرة وحنكة سياسية قل نظيرها، وجعلنا نعيش قفزات هائلة يشار إليها بالبنان من العالم، ونرفل في الواقع المحسوس الذي لامس الحقيقة من منظومة التطوير والتحديث والبناء الذي جعل من المملكة تنتقل إلى مرحلة جديدة على كافة الأصعدة العالمية بكل ثقة واقتدار، ولم تتوقف عند أفكار تطلعات جميلة وأمنيات موؤدة تجنح بنا في عالم الخيال، بل انبرى بشجاعة حمل على عاتقه هموم وأحلام وآمال أبناء الوطن ومضى قدما متوكلا على الله – عز وجل - في هدم أصنام الأفكار المتطرفة وجمادات الإنسان بقوة الحق وإزهاق الباطل بثقة وإيمان بالله أن المملكة مهبط الوحي وموطن الإسلام والتسامح وتمتلك تاريخ يفوق تاريخ الأمم عبر العصور وأن الصعاب لا تقف أمام الطموح بل تنحني أمامها الأسباب مرددا مقولاته التي أضحت نبراسا لشعبه في طريق المستقبل وتحقيق الرؤية ونتوق فخرا لطموح أمير الشباب؛ فالعقل الذي ينتج فكرا ينتج حضارة، ومن مقولاته - أيده الله -: "ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحد مع الزمن سنجني قريبا منجزات وأعمالا لا تخطئها الأنظار".
وأضاف "إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق، لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل".
وقال "رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر، سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح".
ولأن المواطن هو الثروة الحقيقية التي لا تنضب وأن النجاح يعتبر أداء ومعيارا حقيقيا يجب أن نعي أن بناء الأوطان يبدأ بالعطاء وأن السواعد تبني مسيرة وحضارة أسوة بالأجداد، والتكاتف جسدا واحدا واليقين بأهمية ثروات الوطن ومكتسباته؛ لأن الوطن والمواطن شركاء النجاح وصنوان للنماء والبناء، فاليوم الوطني لا يتوقف على وقت معين وشعارات ترفرف بل نهر جار لا ينضب معينه من خلال المواطن السعودي والدفاع عن الوطن في شتى المجالات لنرسم تفاصيله ونحرك حكايته بمحاكاة الواقع المزدهر والاعتزاز بالدين والموروث التاريخي على امتداد رقعة الوطن لتفوز الإرادة بحكمة قيادة رشيدة وهمة شعبا توازي قمة "طويق"، وتظهر المعادن النفيسة بخدمة المليك والوطن واجتثاث كل فساد مستشر ومن يحاول عبثا الوقوف في طريق التقدم حجر عثرة للحفاظ على مكتسبات الوطن والدفاع عن مقدراته بكل الوسائل، وأن نستشعر نعمة الأمن والأمان - بفضل الله - والدعاء للمرابطين في ثغور الحد الجنوبي وأرجاء الوطن الممتد وسوره المنيع الذين يبذلون أرواحهم للدفاع عن مملكة الخير والأمان، فلا حدود لفخرنا بالوطن ولا مدى لعشق تفاصيله، الأرواح تفديه والعقول تبنيه؛ فعنان السماء نظرتنا، والقمة همتنا.
كل عام والوطن قيادة وشعبا وأرضا بخير وتقدم وأمان.