محمد الأحمدي

قصة القرن الحادي والعشرين

الاحد - 24 سبتمبر 2023

Sun - 24 Sep 2023


إن كانت نجد تفتخر بمحمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى، وبفيصل بن تركي جد الملك عبدالعزيز، فإن جزيرة العرب تفتخر بعبدالعزيز بن عبدالرحمن.

وهي اليوم تعيش في ظل رائد الإصلاح المجدد الملك سلمان، والعالم يفتخر بقصة نجاح القائد الملهم ولي العهد محمد بن سلمان.

السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، والسعوديون لا يخافون، وأنا من الشعب السعودي، وهمتنا كهمة طويق، ولن نكسر، والمصالح السعودية مقدمة على كل شيء، كلمات تتردد من ولي العهد في مناسبات مختلفة.

هذه العبارات ليست عبارات عابرة، بل قيم راسخة في القصة السعودية منذ بدايتها.

الملك عبدالعزيز قضى ما يزيد عن نصف قرن مقاتلا في الجزيرة.

تتكالب عليه الأعداء من الشرق والغرب والشمال والجنوب، إلا أنه يقف وحده بدينه، وبهمته وبسيفه، وبثلة من رجاله المخلصين ليقاتل وينافح عن أرضه وقيمه وعرضه ومبادئه وهويته.

تارة بحكمة الكلمة، وعطف الفؤاد، وأخرى بسيف العزم، وإرادة الفولاذ، وقوة العزيمة وإقدام المستميت.

يخوض على ثرى هذه الأرض ما يزيد عن 150 معركة، ويموت وعلى جسده 43 ندبة من أثار تلك المعارك. فكيف للخوف أن يتسلل إلى من نشؤوا في ظل تلك القصة السعودية.

أرض الحكاية، وقصة القرن الحديث بدأ مجدها بالرياض في 1902م بقائد، وثلة رجال لا بجيوش جرارة، ولا بعتاد عسكري يجوب المدينة؛ لأن الرواية لا تحتمل الكثرة والمبالغة، ولا المحاصرة والصدام المسلح، بل تحتاج إلى قلب رجل عازم واثق بتحقيق الانتصار، وصناعة التحول، وترسيخ الأمن، وإغاثة الإنسان في نجد. يجوع عبدالعزيز إذا جاع رجاله، ويظمأ إذا ظمئوا.

ولهذا ضحوا بأنفسهم وأموالهم استجابة لدعوته وإيمانا بدولته.

القصة السعودية بدأت بتخطيط الملك عبدالعزيز، وبتنفيذه، وبإقدامه وتقدمه لا باتكاله وإنابة غيره.

يقول رحمه الله «كنت في المعارك في طليعة القوة المهاجمة ولولا هذا ما كنت ترى استبسال الجند».

هذا الملك وصف بأنه لا يطعن في الظهر، ولا يطغى إذا انتصر، ولا يحمل الحقد ولا يطوي في نفسه ضغينة؛ لأن همه أسمى من دنايا النفس.

همه توحيد أمة، وبنيان كيان، وصناعة نهضة، وترسيخ أمن، وزراعة طمأنينة في جزيرة أحاط بها الخوف من كل جانب، وداهمها من كل صوب.

حب الشعب مبدأ راسخ من بداية القصة السعودية إلى اليوم.

لا بل هو صفة وراثية جينية سعودية خضراء تجري في سلالات الملوك السعوديين تترجمه أفعالهم وأقوالهم تجاه المواطنين عبر الأزمنة المتعاقبة إلى اليوم. وهذا المورث الجيني انتقل بالتبادل إلى الشعب السعودي فبادلهم الحب والتقدير والثقة.

يقول الملك عبدالعزيز رحمه الله «يعلم الله أن كل جارحة من جوارح الشعب تؤلمني وكل أذى يمسهم يؤذيني» ويستمر ذلك المبدأ في قول الملك عبدالله بعد ستين سنة من وفاة الملك عبدالعزيز بقوله «أيها الشعب الكريم، يعلم الله أنكم في قلبي، أحملكم دائما»، ويقول الملك سلمان حفظه الله «السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل به حياة كريمة».

وتستمر القصة في قول ولي العهد محمد بن سلمان «أنا واحد من 20 مليون ولا شيء بدونهم».

القصة السعودية تعلمنا العزيمة، والإقدام، والطموح وعدم الانكسار في أصعب المحن. عبر الصحراء من الكويت إلى الرياض في مسافة تزيد عن 690 كليو متر على ظهر ذلول، رجل يسير بهمة أمة، متعايشا مع هجيرها، وبرفقه أربعين رجلا يصح فيهم قولة عمر رضى الله عنه عندما أمد عمرو بن العاص بقيادات الرجل الواحد منهم عن ألف مقاتل. فهؤلاء أربعون عددا بمكانة 40 ألف رجل.

فيلق سعودي عازم على بناء القصة السعودية الحديثة لتبقى رواية خالدة في تاريخ الأمم التي وحدت على ظهور الخيل والجمال.

خصائص وسمات وركائز تروى في قصة السعودية جعلت من يعيشها ولو بعد حين يتعجب منها ولا يملك إلا إن يكون فصلا من فصولها إلى الأبد.




alahmadim2010@